وضع منظمو "مهرجان العراة" في اليابان، يوم السبت 17 فبراير/شباط 2024، حداً لفعالية تقليدية يقول اليابانيون إن عمرها أكثر من 100 سنة، ويتعلق الأمر بمهرجان "سومين ساي" الياباني، حيث تتصارع حشود من الرجال في درجات حرارة شتوية تقترب من درجة التجمد، في محاولة للحصول على تعويذة الحظ.
حسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية، الأربعاء 21 فبراير/شباط 2024، فإن المهرجان الذي يقام في معبد كوكوسيكيجي المعزول، قد نُظِّمَ للمرة الأخيرة، ليصبح آخر التقاليد اليابانية التي تسقط ضحية أزمة شيخوخة السكان في البلاد.
لا أحد يريد أن يشارك بمهرجان العراة
فقد أقرَّ منظمو المهرجان، في منشور على شبكة الإنترنت، بأنَّهم باتوا عاجزين عن إيجاد ما يكفي من الشباب الراغبين في اللمشاركة من أجل تخفيف الضغوط عن السكان المحليين المسنين الذين لم يعودوا قادرين على مواكبة متطلبات هذه الطقوس.
من جهته، قال دايغو فوجينيامي، كبير الكهنة بمعبد كوكوسيكيجي، على موقع المعبد على الإنترنت: "يعود القرار إلى شيخوخة الأفراد المشاركين في المهرجان ونقص عدد مَن يخلفونهم".
ويتراجع سكان اليابان بصورة مستمرة منذ طفرتها الاقتصادية في ثمانينيات القرن الماضي، بمعدل خصوبة يصل إلى 1.3، وهو أقل بكثير من معدل 2.1 المطلوب للحفاظ على استقرار السكان.
كما تتجاوز الوفيات أيضاً أعداد المواليد منذ أكثر من عقد من الزمن، وهو ما يُشكِّل مشكلة متنامية بالنسبة لقادة رابع أكبر اقتصاد في العالم. وهم يعلمون أنَّهم يواجهون الآن تضخماً في عدد السكان المسنين وتقلُّصاً للقوة العاملة، وهو ما يمثل تحدياً لتمويل معاشات التقاعد والرعاية الصحية في ظل ارتفاع الطلب من جانب السكان المسنين.
كان يحظى بشعبية كبيرة
كان مهرجان "سومين ساي" واحداً من مهرجانات "العراة" الرئيسية الثلاثة، أو مهرجانات "هاداكا ماتسوري"، التي تُقام في البلاد. وكان يُنظَّم سنوياً في اليوم السابع من السنة القمرية الجديدة بمعبد كوكوسيكيجي في محافظة إيواته الواقعة شمال شرقي البلاد.
فقد ذكرت هيئة الإذاعة الوطنية اليابانية (NHK) أنَّ هذه الطقوس كانت تحظى بشعبية بين السياح الراغبين في إلقاء نظرة عليها بقدر ما كانت تحظى بشعبية بين السكان المحليين الذين يتمنون أن تكون السنة المقبلة سنة مزدهرة، وأنَّ المهرجان كان يجتذب ما يُقدَّر بـ3 آلاف زائر.
تختلف الطقوس في كلٍّ من مهرجانات "هاداكا ماتسوري" الرئيسية الثلاثة في أرجاء البلاد، لكنَّها تتشارك روحاً متشابهة: فهو احتفال بالحصاد الوفير، والازدهار، والصحة والخصوبة الجيدة.
وأصبحت الفعالية معروفة باسم مهرجان العراة، لأنَّ المشاركين الذكور لا يرتدون إلا مئزراً يابانياً يُسمَّى "فوندوشي" وزوجاً من الجوارب البيضاء يسمَّى "تابي".
آخر نسخة
شهد مهرجان "سومين ساي" لهذا العام مشاركة المئات ممن كانوا يحملون فوانيس "كاكوتو"، وهي فوانيس مربعة الشكل منقوش عليها عبارات الحمد، ويصيحون قائلين "جاسو جوياسا!" (فليبتعد الشر!)، بينما يتدفقون إلى مياه نهر ياموتشيغاوا الباردة لتطهير أجسادهم للاستعداد.
ثُمَّ صلّوا في المعابد من أجل الصحة والحصاد الوفير، قبل أن تُتوَّج الأمسية بالتدافع من أجل الحصول على حقيبة من كيس من تعويذات الحظ الخشبية التي حظيت بمباركة من كبير الكهنة.
وكان الفائز في التدافع هو كيكوتشي توشياكي (49 عاماً)، وهو أحد السكان المحليين وعضو جمعية الحفاظ على المهرجان.
وقال توشياكي لهيئة الإذاعة اليابانية: "من المؤسف أن يتوقف المهرجان. لقد شاركتُ على أمل أن يكون مهرجاناً لا يُنسى".
وسيتواصل تنظيم مهرجانين آخرين من مهرجانات "هاداكا ماتسوري"، بمعبد كانونين في محافظة أوكاياما وضريح كورونوما بمحافظة فوكوشيما، في العام المقبل.