كشفت وثائق أمريكية أن "كوماندر"، كلب الرئيس الأمريكي جو بايدن، شارك في 24 حادثة عضٍّ على الأقل لموظفين في البيت الأبيض ومساعدين للرئيس الأمريكي في غضون عام واحد، وفق صحيفة The Telegraph البريطانية.
أُعلن في أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن إبعاد كلب بايدن، الذي ينتمي إلى فصيلة "جيرمان شيبرد"، ويبلغ من العمر عامين، من البيت الأبيض، وإرساله إلى مكان لم يُكشف عنه.
وأظهرت الوثائق التي أُفرج عنها بطلبٍ من شبكة CNN الأمريكية بمقتضى قوانين حرية المعلومات، عن جموح الكلب وشراسته التي استدعت إبعاده عن البيت الأبيض، إذ تلقت الشبكة مئات من الوثائق التي كشفت أن جموح الكلب أثار مخاوف بين أفراد الخدمة السرية المكلَّفين بحماية الرئيس الأمريكي.
كلب بايدن تسبب بصعوبات للموظفين
في سياق الحديث عن المشكلات التي واجهت الحرس الرئاسي الأمريكي بسبب كلب بايدن وشراسته، جاء في إحدى رسائل البريد الإلكتروني: "لقد واجهنا صعوبات بسبب حوادث العض التي وقعت في الآونة الأخيرة، واضطرَّنا ذلك إلى تغيير أساليبنا العملياتية حين يكون (كوماندر) حاضراً. لذا يرجى إتاحة مساحة كبيرة للحركة".
ورداً على شكاوى عملاء الخدمة السرية، قيل لهم أن "يبتكروا وسائل أخرى تضمن سلامتهم الشخصية".
وعلى الرغم مما ورد في هذا البريد الإلكتروني من شكوى، تشير التقارير إلى أن الكلب كوماندر بقيَ في البيت الأبيض مدة 3 أشهر بعد ذلك.
وقعت إحدى حوادث العض في المنزل الشاطئي للرئيس في ريهوبوث بولاية ديلاوير، إذ عضَّ (كوماندر) أحد عملاء الخدمة السرية أثناء سيره في الفناء الخلفي للمنزل.
وأشار تقرير الواقعة إلى أن عضة كلب بايدن أحدثت جرحاً بالغاً بالعميل، وأنه نزف كثيراً من الدم، واحتاج إلى 6 غرز لإغلاق موضع الإصابة.
10 حوادث استدعت التدخل الطبي بسبب كلب بايدن
لم يقتصر الأمر على هذه الواقعة، بل اقتضت أكثر من 10 حوادث أخرى علاجاً طبياً للمصابين بعضَّات كوماندر.
وصل (كوماندر) إلى البيت الأبيض جرواً في عام 2021، وكان هدية من جيمس، الأخ الأصغر لجو بايدن، وهو الكلب الثاني الذي تضطر عائلة بايدن إلى إبعاده بعد كلبهم "ميجور"، الذي كان ينتمي كذلك إلى فصيلة "جيرمان شيبرد"، وقد أُرسل للعيش مع الأصدقاء في ولاية ديلاوير.
وأشارت التقارير إلى أن (ميجور) عضَّ فرداً في الفريق الأمني للرئيس، ثم "عضَّ شخصاً آخر أثناء سيره"، في مارس/آذار 2021.
وفي ذلك الوقت، قال الفريق الصحفي بالبيت الأبيض إن الكلب (ميجور) "لا يزال يتأقلم مع محيطه الجديد". وأصرَّ بايدن على أن ميجور، الذي أنقذته الأسرة من ملجأ للحيوانات في عام 2018، "كلب لطيف".
يُذكر أنه بعيد فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية، وقبل حفل التنصيب الرسمي، أصيب الرئيس الأمريكي في قدمه أثناء اللعب مع ميجور في ديلاوير، واضطر إلى انتعال حذاء لمساعدته في المشي عدة أشهر.
ومع ذلك، رأت عائلة بايدن أن جموح كلبهم كان سببه الإرهاق الذي يستدعيه العمل في البيت الأبيض، وقد مات (تشامب)، الذي كان يوصف بأنه أكثر كلاب الأسرة طاعة، في عام 2021، عن عمر يناهز 13 عاماً.
تقليد ذو جذور
تربية الحيوانات الأليفة تقليد له جذور ممتدة لدى الرؤساء في البيت الأبيض، فقد كان لدى الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون قطة تدعى سوكس، واشترت عائلة باراك أوباما كلباً من نوع "بورتوجيز واتر دوج" يُدعى بو.
ولم ينحصر الأمر في الحيوانات الأليفة، بل كان لدى بعض رؤساء البيت الأبيض أذواق غريبة بعض الشيء، فقد ربَّى الرئيسان السابقان جون كوينسي آدامز وبنجامين هاريسون التماسيح.
وربَّى أبراهام لينكولن مجموعة كبيرة من الحيوانات، شملت خنزيراً وعنزتين وكلبين وديكاً رومياً وحصاناً.
أيضاً لدى عائلة بايدن قط يدعى "ويلو"، إلا أن القطط عادة ما تكون الحيوانات الأليفة الأكثر ندرة في البيت الأبيض.
تشير الوكالة الفرنسية إلى أن تاريخ الحيوانات الأليفة في المقر الرئاسي الأمريكي حافل بأسماء كلاب من بينها "ميلي"، كلب الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، و"بو" و"صاني" كلبا السيد الأسبق للبيت الأبيض باراك أوباما.