قال مركز أبحاث صيني بارز إنَّ الصين هي واحدة من أغلى الأماكن في العالم لتنشئة طفل، متفوقة نسبياً على الولايات المتحدة واليابان، حسب ما نشرت صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 21 فبراير/شباط 2024.
الصحيفة أشارت إلى أن تقرير معهد yuwa للأبحاث السكانية -ومقره بكين- خلص إلى أنَّ متوسط تكلفة تربية طفل في الصين حتى سن 18 عاماً يبلغ 538 ألف يوان (74,828 ألف دولار أمريكي)، أي أكثر من 6.3 ضعف نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنةً بـ4.11 ضعف في الولايات المتحدة أو 4.26 ضعف في اليابان.
وبالنسبة للأطفال الذين ينشأون في المدن الصينية، يرتفع متوسط التكلفة إلى 667 ألف يوان (92 ألفاً و770 دولاراً أمريكياً)، وفقاً للتقرير.
وفي أستراليا، وجد الباحثون أنَّ تكلفة تربية الطفل كانت أعلى بـ2.08 مرة من متوسط الناتج المحلي الإجمالي للشخص الواحد. وتأتي الصين في المرتبة الثانية بعد كوريا الجنوبية، التي لديها أدنى معدل للخصوبة في العالم.
وتناول التقرير أيضاً التكاليف المرتبطة بإنجاب الأطفال فيما يتعلق بالفرص الضائعة، التي تتحملها الأمهات بشكل رئيسي. بين عامي 2010 و2018، زاد الوقت الأسبوعي الذي تقضيه الأمهات في المساعدة في الواجبات المنزلية لأطفالهن في سن المدرسة الابتدائية من 3.67 ساعة إلى 5.88 ساعة.
والأمهات أكثر عُرضة إلى المعاناة من خسارة ساعات العمل مدفوعة الأجر، وكذلك عدم الاستمتاع بأوقات الفراغ نتيجة لتربية الأطفال. بينما الآباء يعانون فقط من خسارة وقت الفراغ.
وخلُص الباحثون إلى أنه "نتيجة لأسباب مثل ارتفاع تكلفة الإنجاب والصعوبة التي تواجهها المرأة في تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل، فإنَّ متوسط استعداد الشعب الصيني للإنجاب… هو الأدنى تقريباً في العالم".
ويشير مصطلح "الاستعداد للإنجاب" إلى ما يعتبره الناس العدد المثالي للأطفال، الذي يقل في الصين عن اثنين، وفقاً لعدة استطلاعات.
وفي العام الماضي، انكمش عدد سكان الصين للعام الثاني على التوالي، الأمر الذي أدى إلى تفاقم مخاوف الحكومة بشأن تكلفة دعم مجموعة كبيرة من السكان كبار السن مقابل تقليص عدد العمال.
وبلغ عدد المواليد في عام 2023 ما يزيد قليلاً عن 9 ملايين، أي حوالي نصف العدد في عام 2016.
من جانبها قالت ليجيا تشانغ، الكاتبة التي تعمل حالياً على تأليف كتاب عن المواقف المتغيرة للمرأة الصينية تجاه الزواج والأمومة، إنَّ "ارتفاع تكاليف التعليم والسكن جعل تربية الأطفال صعبة مالياً. والعديد من النساء اللاتي أجريت معهن مقابلات قلن إنهن ببساطة لا يستطعن تحمل تكاليف إنجاب طفلين أو 3 أطفال. يمكن لبعضهن تحمل تنشئة طفل واحد، بينما البعض الآخر لا يرُدن حتى تكلفة أنفسهن عناء الإنجاب".
وأضافت تشانغ: "هناك عامل آخر لا يقل أهمية وهو تغيُر موقف النساء؛ إذ لم تعُد العديد من النساء الحضريات والمتعلمات يعتبرن الأمومة طريقاً ضرورياً في الحياة أو عنصراً ضرورياً للسعادة".
وخلُص تقرير مركز YuWa إلى أنَّ "انخفاض معدل المواليد سيكون له تأثير عميق على إمكانات النمو الاقتصادي في الصين، وحيوية الابتكار، ومؤشر سعادة الشعب، وحتى التجديد الوطني… والسبب الأساسي الذي يجعل الصين لديها أدنى معدل خصوبة في العالم تقريباً هو أنها لديها أعلى تكلفة خصوبة في العالم".