قرَّر أحد أشهر الفلاسفة الصينيين إخضاع دماغه للتجميد بعد وفاته، على أمل أن يثبت ذلك إحدى نظرياته حول تأثير الثقافة على الطريقة التي يفكر بها الناس، حسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية في تقرير لها، الإثنين 12 فبراير/شباط 2024.
كان قرار لي زيهو، الذي توفي في منفاه بالولايات المتحدة عام 2021، نابعاً من اهتمامه الدائم بتأثيرات الثقافة المحلية على الدماغ. وكتب لي، الذي اشتهر بمحاولته التوفيق بين الفلسفة الصينية والغربية، أكثر من مرة عن كيف أن الثقافتين جاءتا نتيجة طرق تفكير مختلفة، وكان يعتقد أن هذا قد يترك "أثراً" في الدماغ.
قبل أكثر من عقد من وفاة أحد أشهر الفلاسفة الصينيين، ناقش إمكانية فحص دماغه لإيجاد دليل يدعم نظريته. وقال في مقابلة مع صحيفة Southern Weekly، الصحيفة الصينية الليبرالية: "إذا أمكن إثبات أن الثقافة لها تأثير على الدماغ، فأعتقد أن ذلك سيكون إنجازاً أعظم من جميع كتبي مجتمعة".
لي، الذي كان يبلغ من العمر 91 عاماً حين توفي، واحد من عدد من المفكرين الصينيين الذين ذاع صيتهم في الثمانينيات، في وقت أدى فيه هجران ثورة الرئيس ماو الثقافية إلى إعادة استكشاف الفلسفات الصينية والغربية التقليدية.
كتب لي عن علم الجمال، لكنه حاول أيضاً الدمج بين أعمال الكتاب الغربيين، وخاصة إيمانويل كانط، والفلسفة الصينية. حتى إنه كان يهرِّب كتباً لكانط داخل نسخ من كتاب ماو "الكتاب الأحمر الصغير" إلى معسكر إعادة التاهيل الذي أُرسل إليه عام 1970.
حظر كتب أحد أشهر الفلاسفة الصينيين
لكن رغم شهرته المتنامية، حُظرت كتبه واضطر إلى مغادرة الصين والسفر إلى الولايات المتحدة عام 1992. وكان ينتقد بعض جوانب الغرب لكنه دعم احتجاجات ميدان تيانانمن عام 1989. وأكد صديقه وزميله ما تشيوان لين لوسائل الإعلام في الصين أن لي مضى قدماً في خططه لتجميد دماغه.
بينما دفع 80 ألف دولار قبل وفاته لمؤسسة Alcor Life Extension Foundation في أريزونا. وهذه الشركة تجمد جثث 225 شخصاً، على أمل إعادتهم إلى الحياة في حال حدوث تقدم تكنولوجي مستقبلي يساعد على ذلك. وتبلغ تكلفة تجميد الجسم بالكامل 200 ألف دولار.
نظريات لي أحد أشهر الفلاسفة الصينيين ليست صعبة التصديق بالكامل؛ فقد وجد العلماء اختلافات في شكل الدماغ بين الأطفال والبالغين الأمريكيين والصينيين. ووجدوا أيضاً أن كتابة الحروف الصينية تنشّط أجزاءً من الدماغ مختلفة عن كتابة حروف اللغات الغربية ولغات أخرى.
في مقابلة ثانية مع صحيفة Southern Weekly، قال لي إنه يتقبل احتمال بنسبة 95% أن التكنولوجيا لن تنجح في إظهار أي شيء ملموس في دماغه، لكنه أراد تجميده لمدة تصل إلى 500 عام تحسباً فقط.
في المقابلة الأولى، قال إنه ليس مهتماً بتجميد جسده بالكامل. وقال: "أخبرت زوجتي وأبنائي أن بعض الناس يريدون العودة إلى الحياة بهذه الطريقة، لكنني لا أعتقد أن هذا ممكن".