مع التصعيد الخطير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، بعد الضربات الأمريكية على المجموعات المرتبطة بإيران في كلٍّ من سوريا والعراق، وذلك رداً على مقتل 3 جنود أمريكيين في استهداف المقاومة الإسلامية في العراق لقاعدة عسكرية أمريكية في الأردن، وهو التصعيد الذي ينذر بحرب إقليمية واسعة، أزاحت طهران نهاية الأسبوع الماضي عن أحدث صواريخها الهجومية، وهو صاروخ شفق الخاص بالمروحيات.
إذ يعتبر صاروخ شفق المطوّر، والذي أصبح مداه يصل إلى 20 كيلومتراً، من أحدث الصواريخ الإيرانية وأكثرها دقة. واستلهم صاروخ شفق تصميمه من صاروخ مافريك، الذي تحمله مقاتلات القوة الجوية للجيش الايراني، فما هو هذا الصاروخ، وما هي مميزاته؟
ما هو صاروخ شفق المضاد للدروع؟
من الميزات الأخرى لهذه المنظومة الصاروخية وجود رأس حربي مطور، وباحث بالأشعة تحت الحمراء، ما يتيح استخدام هذه المنظومة في جميع الظروف الجوية وخلال جميع ساعات النهار والليل، وتركيبها على جميع أنواع طائرات الهليكوبتر التابعة لطيران الجيش لاستخدامها في تدمير منشآت العدو وتحصيناته في كل العمليات.
وبحسب ما نشرته وكالة أنباء إيرنا المحلية، فإن المنظومة الصاروخية الجديدة شفق قادرة على ضرب أهداف على مسافة 20 كيلومتراً، مع إمكانية الدقة والتصويب العالية.
يوفر المدى الكبير لصاروخ شفق أماناً عالياً لطائراته الحاملة ضد أنظمة الدفاع الجوي المدفعية وقاذفات الصواريخ وبعض صواريخ أرض – جو قصيرة المدى.
كما أن السرعة العالية لهذا الصاروخ تحافظ على زمن طيرانه عند مستوى مناسب وفقاً للمدى الأقصى؛ إذ يمكن لهذا الصاروخ الأسرع من الصوت التحرك نحو الأهداف بسرعة تتراوح بين 2 و2.7 ماخ.
صاروخ شفق ذو الوزن 50 كيلوغراماً له القدرة على اختراق عمق 1 إلى 1.5 متر في جسم المعدات المدرعة بفضل الرأس الحربي الخاص وصمام التأخير.
إذ إنّ الرأس الحربي لصاروخ شفق ذو مرحلتين ويزن 13 كيلوغراماً، وهو قادر على تدمير الدروع من نوع ERA، كما أن جهاز البحث عن الهدف في هذا الصاروخ هو باحث مزدوج يعمل بأشعة الليزر، وهو من فئة CCD-IIR.
وصاروخ شفق قادر على تنفيذ مهامه في مختلف الأحوال الجوية، وضرب الأهداف في الليل والنهار، وبإمكان أنواع المروحيات والمقاتلات والزوارق السريعة والسفن والمدمرات استخدام هذا الصاروخ كسلاح فعال.
وتشكل مروحيات بيل 205 و206 و209 و214 وشينوك، وكذلك طائرات نفاثة مثل طائرة فالكون وتوربو كوماندور وإف 27، الطائرات الإيرانية القادرة على استغلال الصاروخ.
ويعدّ هذا الصاروخ النسخة المطوّرة من منظومة شفق الصاروخية، إذ تم تصميم وبناء الجيل الأول من صاروخ شفق في الأصل على أساس صواريخ جو-جو من سلسلة شهاب ثاقب، والتي تعتمد أيضاً على صاروخ كروتال العراقي، أو FM80 الذي تم شراؤه من الصين خلال الحرب العراقية.
تم اختبار منظومة شفق الصاروخية شهر أكتوبر الماضي
بقيت محاولات طهران لتطوير ترسانتها الصاروخية الهجومية طي الكتمان في سنة 2023، حتى اندلاع معركة طوفان الأقصى، وبدأ الحديث عن توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، وبروز طهران كواحدةٍ من القوى الإقليمية المؤثرة في توسع هذا الصراع.
ومن أجل إظهار استعدادها شرعت طهران في اختبار تجاربها على ترسانتها الصاروخية الحديثة من خلال العرض التجريبي الأوّل لمنظومة شفق الصاروخية، وذلك في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أظهر العرض الخاص بتجربة صاروخ شفق الإيراني الذي يطلق من الجو، والمسلح برأس حربي هائل يبلغ وزنه 50 كيلوغراماً وينطلق بسرعة مذهلة تبلغ 2.2 ماخ، براعته من خلال ضرب أهداف على بُعد 20 كيلومتراً بشكل فعال. وأكد العرض على دقة الصاروخ وسرعته، ما يجعله رصيداً هائلاً في ترسانة إيران وحلفائها الصاروخية، وعلى استعداد لتوجيه ضربات دقيقة بسرعة ودقة، مما يعزز قدراتها الدفاعية بشكل كبير.
وأظهر تصميم صاروخ شفق الإيراني، أنه نسخة شبيهة عن الصاروخ الأمريكي AGM-114 Hellfire، الأمر الذي دفع إلى التساؤل حول القدرة الإيرانية في مجال التكنولوجيا وقدرتها على مضاهاة الغرب في الصناعات الدفاعية.
"يوسف" أحدث كاميرا ليلية للطيران الحربي الإيراني
في 3 من فبراير/شباط الجاري، أزاح الجيش الإيراني الستار عن منظومة شفق الصاروخية المضادة للدروع التي تتميّز بالدقة والتحديد العالية، والقدرة على استخدامها في مختلف الاستراتيجيات التكتيكية والعملياتية للحروب المستقبلية.
وإضافة إلى الصاروخ الحديث، تم الكشف عن كاميرا لمنظومة الطيران الليلي التي تعدّ الأحدث من نوعها في سلاح الجو الإيراني والتي تحمل اسم "يوسف"، والتي تتميز بالقدرة على العمل أثناء الليل وفي الظروف الجوية السيئة، ومن المميزات البارزة لهذه الكاميرا تحسين قوة واستمرارية المروحيات طوال ساعات النهار والليل.