قررت وزارة السياحة المصرية، السبت 3 فبراير/شباط 2024، تشكيل لجنة علمية مؤلفة من متخصصي الآثار المصريين والأجانب؛ لمراجعة مشروع ترميم الهرم الأصغر بين أهرامات الجيزة، بعدما أثار جدلاً واسعاً بين المواطنين والخبراء، رافق عملية الإعلان عن مشروع القرن في مصر، والذي يهدف لترميم الهرم.
وفي بيان للوزارة، نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك، قالت: "تم تشكيل لجنة علمية عليا (…) لمراجعة المشروع المشترك بين المجلس الأعلى للآثار وبعثة جامعة واسيدا اليابانية؛ لإجراء أعمال الترميم المعماري لهرم منكاورع بمنطقة آثار الهرم".
ووفقاً للبيان، يرأس اللجنة عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق زاهي حواس، وتضم "عدداً من كبار العلماء المتخصصين في الآثار من المصريين والأجانب".
كما أنه وفق القرار، من المقرر أن تقوم اللجنة، بعد الانتهاء من مراجعة المشروع، بإعداد تقرير علمي مفصّل عن نتائج أعمالها، وما انتهت إليه المراجعة، واتخاذ قرار بشأن المضي قدماً في المشروع من عدمه، على أن يتضمن التقرير أيضاً كل الإجراءات والخطوات الواجب اتباعها للتنسيق المطلوب مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو".
"مشروع القرن"
وفي وقت سابق، نشر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، مقطعاً قصيراً يشرح فيه مشروع ترميم هرم "منكاورع"، ووصفه بأنه "مشروع القرن".
إذ قال إن المشروع "عبارة عن إعادة تركيب الكتل الغرانيتية التي كانت تمثل الكساء الخارجي لهرم منكاورع"، موضحاً تدرج خطوات العمل، بدءاً بـ"دراسة للكتل الحجرية، ثم مسح للمساحة ومسح بأشعة الليزر، ثم إعادة تركيب الكتل".
وكان الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق، قد أدلى بتصريحات حول المشروع.
وقال حواس إن هناك سيدة تعمل في الأكاديمية البحرية في أسوان كتبت تغريدة على حسابها الشخصي قالت فيها "أنقذوا الآثار؛ لأنهم بيبلطوا الهرم"، مضيفاً أنها "تحب تعمل هيصة قبل أي تغيير وزاري، وتعتقد أنها ممكن تيجي وزيرة، لذلك كتبت على صفحتها أن هناك تبليط للهرم"، مشيراً إلى أن من روّج لهذا المصطلح تجب محاكمته.
حواس أضاف أن جميع وكالات الأنباء العالمية تتصل به للتأكد من الخبر، قائلاً: "لا أحد يستطيع تبليط الهرم، ومطمأنا الجميع بالقول إن وزير السياحة والآثار أحمد عيسى، عندما وجد تداول معلومات مغلوطة تواصل معه، وطالب بتشكيل لجنة برئاسته لطمأنة المواطنين بعدم المساس بالهرم.
تحذير لمنع المشروع
كما كانت الدكتورة مونيكا حنا، أستاذة الآثار في جامعة أسوان قد أطلقت تحذيراً لمنع المشروع ووقفه، مؤكدة أنه يخالف كل الأعراف المعترَف بها علمياً، ولا يوجد أي دراسات أو فكرة علمية واضحة حوله.
وكشفت حنا عن سبب رفضها للمشروع، وقالت إنه من الناحية الأثرية والثابت تاريخياً أن القطع الحجرية الغرانيتية بجانب هرم منكاورع غير مهذبة، لأن المصري القديم هذب القطع عند تثبيتها في الهرم نفسه، ولذلك هذه القطع بجانب الهرم هي قطع غشيمة ولم تسقط من هرم منكاورع، ولا يوجد دليل أثري أو تاريخي منشور أو مكتشف على ذلك، ولذلك فأي محاولة لتثبيتها وتهذيبها هي تدخل سافر في عمل المصري القديم الذي لم يستكمل هذا الهرم ويؤثر بشكل صريح على موثوقية وأصالة الهرم.
وتابعت أنه خلال القرن الـ12، قام يوسف بن عثمان بن صلاح الدين بعمل فتحة في هرم منكاورع، واستعمل بعض القطع الغرانيتية من الهرم ومن جانب الهرم في بناء بعض المباني في القاهرة التاريخية، وكذلك قام بهاء الدين قراقوش باستعمال بعض هذه القطع في عمل القناطر القديمة، التي ربطت منطقة هضبة الأهرام بالقاهرة التاريخية.
وقالت إنه كان يجب دراسة الأحمال والضغط على مكون الهرم ككل ومدى تأثر الهرم كلية، وفي جميع اتجاهاته والتربة نفسها المشيّدة عليها من تحمل إضافة هذه الكتل الغرانيتية على أحد أضلاع الهرم، والتي قد تكون تأثرت بالعوامل الخارجية مثل الصرف الصحي والمياه تحت السطحية في قرية نزلة السمان ونزلة البطران ومنطقة الأهرامات وحدائق الأهرام.
ترميم الهرم
وكان الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قد كشف عن المشروع، وأعلن أن "إعادة كساء الهرم هو مشروع إعادة الشيء لأصله كما كان عليه وقت المصري القديم، وأن هذا المشروع هو مشروع القرن لمصر".
كما أضاف: "حتى الآن لم يتم البدء في مشروع ترميم الهرم، وإنما حالياً يتم إعداد الدراسة اللازمة لتوضيح كيفية العمل على المشروع بشكل علمي ودقيق"، مشيراً إلى أن ما تردد عن "تبطين" الهرم الثالث عارٍ تماماً من الصحة، ولم ينطق به أي مسؤول أثري".
وبحسب بيان الوزارة السبت، فإن اللجنة المشكّلة "ستقوم بعد الانتهاء من مراجعة المشروع، بإعداد تقرير علمي مفصّل عن نتائج أعمالها، وما انتهت إليه المراجعة العلمية التي أجرتها، واتخاذ قرار بشأن المضي قدماً في المشروع من عدمه".
وهرم منكاورع هو الوحيد في مصر بين أكثر من 124 هرماً، الذي تضمن تصميمه كساء خارجياً من الغرانيت، بحسب وزيري.