اصطف محبو التكنولوجيا والمولعون بمنتجات "آبل"، الجمعة 2 فبراير/شباط 2024، في طوابير أمام متاجر العلامة التجارية العملاقة بالولايات المتحدة لاختبار "فيجن برو"، وهي نظارة تمزج بين الواقعين المعزز والافتراضي، وتباع بسعر يبدأ بـ3499 دولاراً، وهذا أول منتج رئيسي جديد تطرحه "آبل" منذ ساعة "آبل ووتش" الذكية قبل تسع سنوات.
ويقول خوسيه كارلوس لوكالة فرانس برس، بابتسامة عريضة: "أتشوَّق إلى تجربة" الخوذة، و"سأستخدمها في العمل وأيضاً عند السفر". ويضيف هذا المهندس الشاب في منصة أوبر: "السعر باهظ، لكنني على استعداد لدفع الثمن لأكون من بين الأوائل ولأختبر أفكار التطبيقات التي تراودني".
فيجن برو
أكد رئيس شركة "آبل"، تيم كوك، الخميس، أن "فيجن برو جهاز ثوري (…) متقدم بسنوات" على منافسيه. ومع ذلك، فإن نظارات الواقع المعزز وخوذ الواقع الافتراضي أو المختلط ليست جديدة.
وقد ساهمت مجموعة "ميتا" (المالكة خصوصاً لـ"فيسبوك" وإنستغرام)، المنافسة لشركة آبل في سيليكون فالي، بشكل كبير، في ظهور هذه السوق من خلال خوذ "كويست" ونظارات "راي بان" الذكية المتصلة بالإنترنت.
ويرى رئيس "ميتا"، مارك زوكربيرغ، أن الميتافيرس، وهو عالم تمتزج فيه البيئتان المادية والرقمية، سيكون مستقبل الإنترنت.
لكن الكثير من الشركات والخبراء والأفراد كانوا ينتظرون بفارغ الصبر جهاز "آبل" الأول في هذا العالم. وتتمتع الشركة بسمعة طيبة في إطلاق منتجات متطورة للغاية تشكّل مثالاً يُحتذى به لسائر الشركات في القطاع.
وقد جاء تيم كوك إلى متجر "آبل" في الجادة الخامسة بنيويورك، الجمعة، لتحية طلائع الزبائن، وسط تصفيق الموظفين. وقال لشبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية: "هذه هي تكنولوجيا الغد، اليوم"، مضيفاً: "نعتقد أننا وضعنا السعر العادل (للخوذة) في الوقت الحالي"، وقد أتت التعليقات الأولى متضاربة.
وجاء في مقال عبر صحيفة نيويورك تايمز: "إنه منتج مثير للإعجاب، واستغرق سنوات عدة من العمل واستثمارات بمليارات الدولارات"، ولكن "حتى بعد تجربته، ما زلت لا أملك أي فكرة عمن سيستخدمه ولأي غرض".
منتج جديد من آبل
يقول من اختبر المنتج الجديد إنهم مفتونون بجودة الصورة وسهولة الاستخدام، إذ يكفي التحديق في أحد التطبيقات والقيام بحركة بسيطة في الأصابع لفتحه أو إغلاقه.
لكنهم منزعجون من ضخامة حجم البطارية، ويسخرون من طريقة التجسيد المعروفة بـ"personas" ("الشخصيات")، وهي صور رمزية غريبة يتم تقديمها بشكل واقعي وتمثل المستخدمين أثناء مؤتمرات الفيديو.
وكتبت الصحفية في "وول ستريت جورنال" جوانا ستيرن: "تتميز خوذة الرأس بالخصائص النموذجية لمنتج الجيل الأول: فهي ثقيلة، والبطارية تنفد بسرعة، وتعتمد طريقة تجسيد +الشخصيات+".
واستدركت: "لكن من دون هذه العيوب، يمكننا أن نتخيل أنه سيكون من الممتع وضع هذه الخوذة أكثر من حمل الهاتف"، "وبالنسبة للعمل ومشاهدة الأفلام، فإنها ليست سيئة حقاً".
في حين تقدّم الشركة المصنعة لهواتف "آيفون" هذه الخوذة كأول توغل لها في مجال "الحوسبة المكانية"، ويتيح ذلك للمستخدمين الاستعانة بشاشات افتراضية بأحجام مختلفة من حولهم للعمل أو الدردشة مع الأصدقاء أو مشاهدة مقاطع الفيديو.
انتقادات تطال آبل
بعدما تعرضت "آبل" لانتقادات بسبب قلة التطبيقات المتاحة على "فيجن برو"، إذ جرى تقدير عددها أخيراً بـ150 تطبيقاً، أعلنت الشركة أن الخوذة باتت تضم أكثر من 600 تطبيق.
ووعدت نائبة رئيس شركة آبل للعلاقات مع المطورين في العالم سوزان بريسكوت: "ستغير هذه التطبيقات المذهلة الطريقة التي نستمتع بها بالترفيه والموسيقى والألعاب".
واختارت منصات مشهورة جداً، مثل نتفليكس أو يوتيوب، عدم تصميم تطبيقات مخصصة لـ"فيجن برو" في الوقت الحالي، عكس ديزني، التي توفر 150 فيلماً بالأبعاد الثلاثية منذ الإطلاق.
يمكن اختبار "فيجن برو" عن طريق تحديد موعد في متاجر "آبل" في الولايات المتحدة، لمساعدة المستهلكين على التعرف على المنتج الجديد.
يتوقع المحللون في "ويدبوش سيكيوريتيز" Wedbush Securities أن تبيع شركة آبل نحو 600 ألف وحدة من هذا المنتج هذا العام.
وقال دان آيفز، أحد الخبراء في شركة الأبحاث هذه: "إنها مجرد البداية بالنسبة لـ(فيجن برو)". وتوقع أن يكون "الإصدار التالي من فيجن برو أقل تكلفة بكثير، بسعر يقرب من 2000 دولار"، مضيفاً: "نعتقد أيضاً أن النماذج المستقبلية ستشبه النظارات الشمسية، وستوفر نطاقاً أوسع بكثير من الوظائف للمستخدمين".