ألقت السلطات الأمنية في دولة أفريقية تحديدا جمهورية تشاد القبض على 80 شخصاً، بينهم جنود كانوا يحاولون تنفيذ عملية انقلاب على مؤسسات الجمهورية بطريقة غريبة، حيث لجأت المجموعة للشعوذة و"الدجالين" لتنفيذ مخططهم، بحسب الرواية الرسمية التي قدّمتها مخابرات الجيش التشادي، عند إفصاحها عن تفاصيل العملية.
الماعز والدجاج مقطوع الرأس لتنفيذ الانقلاب
نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وزير المصالحة الوطنية والتماسك الاجتماعي في دولة تشاد، عبد الرحمن كلام الله، جانباً من وقع محاولة الانقلاب الغريبة عن طريق الشعوذة التي وقعت قبل منتصف يناير/كانون الثاني الجاري.
ورد في البيان الذي شاركه الوزير التشادي مع الوكالة: "المديرية العامة للاستخبارات العسكرية تريد إعلام الرأي العام الوطني والدولي بأن مجموعة من الأفراد المنظمين ضمن حركة M3M حاولت المساس بأمن الدولة".
وواصل "الغريب أن أصحاب محاولة الانقلاب لم تكن لديهم القدرة على تحقيق أهدافهم بالأسلحة النارية، تبعاً للطريقة الأكثر شيوعاً في تنفيذ الانقلابات في أفريقيا باستخدام السلاح، فلجأوا إلى الشعوذة و "الدجالين".
وقالت الهيئة إنه لتنفيذ عمليتهم لجأت المجموعة إلى الشعوذة عبر التضحية بالدجاج والماعز والأغنام، وتمادى بهم الأمر إلى قطع رأس حارس يعمل في متجر لبيع الأجهزة في منطقة توكرة بالدائرة التاسعة في العاصمة إنجامينا، لاستخدامه في أعمال الشعوذة أيضاً.
أكدت الهيئة على أنه بفضل يقظة المديرية العامة للاستخبارات العسكرية تم قمع التمرد قبل انطلاقه، واعتقال العديد من الأشخاص الذين اعترفوا بذنبهم، وأكدوا أن قائدهم هو الملازم كورومتا ليفانا جيليمي، وقد تم تسليم المجموعة إلى القضاء في 19 يناير/كانون الثاني الجاري، للبت في مصيرهم.
نهاية الفترة الانتقالية في تشاد
ليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها السلطات باعتقال أشخاص متهمين بزعزعة استقرار مؤسسات تشاد، ففي ديسمبر/كانون الأول 2022، تم اعتقال مجموعة من الضباط والمدنيين، وحكم عليهم بالسجن لمدة 20 عاماً، في مايو/أيار 2023، ثم أصدر رئيس الدولة محمد إدريس ديبي عفواً عنهم في الشهر نفسه.
ويأتي الإعلان عن محاولة الانقلاب الأخيرة في الوقت الذي تتهيأ فيه تشاد لتوديع المرحلة الانتقالية، التي تولى الحكم فيها المجلس العسكري المكون من 15 جنرالاً، بقيادة الجنرال محمد إدريس ديبي، منذ أعلنه الجيش رئيساً انتقالياً، في 20 أبريل/نيسان 2021، وذلك بعد اغتيال والده الرئيس إدريس ديبي، خلال معارك مع حركات مسلحة متمردة في شمال البلاد.
وأقرت تشاد دستوراً جديداً، ديسمبر/كانون الأول الماضي، كأحد أبرز الخطوات لطيّ المرحلة الانتقالية، وللتحضير للانتخابات الرئاسية.
إلا أن معارضين رفضوا نتائج الاستفتاء على الدستور، الذي قالت المفوضية الوطنية المكلفة بتنظيمه إنه تمت الموافقة عليه بنسبة 86%، خاصةً أنه يتضمن موادَّ تسمح للرئيس الانتقالي بالترشح للرئاسة، فيما سبق وقال إنه لن يترشح.