يعيش بعض الأشخاص، خصوصاً في فصل الشتاء، حالة غريبة تتمثل في تعرضهم لصدمات كهربائية مستمرة، عند لمسهم بعض الأشياء المعدنية، أو المشي على السجاد، أو عند مصافحة بعض الأشخاص.
ويرجع ذلك إلى تراكم الكهرباء الساكنة، مع وجود خلل في الشحنات الكهربائية بين شيئين، سواء كانا إنسانين، أو إنساناً وجماداً آخر؛ إذ يؤدي هذا الخلل إلى إفرازات تبدو وكأنها صدمة جسدية.
لكن سيكون هناك تساؤل حول السبب وراء حدوث هذه الحالة، خصوصاً في فصل الشتاء؟ وما الطرق التي تساعد في التخلص منها؟ وهل لها أي أضرار على الصحة أم لا؟.
لماذا نصاب بـ"صدمات كهربائية" من الأشياء والأشخاص؟
تتمحور فكرة تعرض الأشخاص لصدمات كهربائية بشكل متكرر حول زيادة في الكهرباء الساكنة في الجسم، الشيء الذي يسبب حالة من الإزعاج المستمر، خصوصاً عند ملامسة الأشخاص.
إذ إن هذه الحالة تحدث عندما تكون للشيئين كميات متعارضة من الكهرباء، والتي تسبب تفريغاً يشبه إلى حد ما هزة أو يصدر صوتاً مسموعاً عند اللمس، والذي يشبه صوت الصعقة الكهربائية العادية.
ويمكن تفسير ذلك كون أن الذرات ليست متوازنة مع نفس العدد من البروتونات والإلكترونات، الشيء الذي ينتج عنه بعض الأعراض التي تحصل عند صعقة الكهرباء، من بينها وقوف شعر الجسم بشكل تلقائي بسبب الصدمة.
لكن عندما تكون الإلكترونات والبروتونات متوازنة، تكون الشحنة محايدة، في حين عندما يكون بها خلل فإن الإلكترونات الإضافية سوف تتفاعل حتى تتمكن من الالتقاء بالبروتونات في مكانها.
إذ يؤدي فقدان الإلكترونات بهذا المعدل السريع إلى حدوث صدمة واضحة تُعرف بالصدمة الكهربائية الساكنة.
ما الأشياء التي يمكن أن تسبب صدمات كهربائية؟
غالباً ما تحدث الصدمات الكهربائية بكثرة خلال فصل الشتاء؛ وذلك لأن الجو حينها يكون رطباً، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تراكم الشحنات الكهربائية الساكنة في الجسم.
إذ تحتاج هذه الكهرباء إلى الخروج بطريقة ما؛ لذلك يتم تفريغها عندما تتلامس مع شيء غير متوازن الشحنات الكهربائية كذلك، والذي غالباً ما يكون شيئاً معدنياً؛ مثل باب السيارة أو مقبض الباب.
كما يمكن أن يكون المشي على السجاد، أو ارتداء الكنزات الصوفية الثقيلة التي تحتوي على بعض الأنسجة ذات الشحنات الكهربائية، سبباً كذلك في التعرض لصعقات كهربائية مستمرة.
فيما يمكن أن تؤدي الأحذية ذات النعال المطاطية المكونة من الألياف الصناعية إلى تراكم الكهرباء في داخلها، الشيء الذي يسبب صعقات مستمرة خلال اليوم.
أعراض كثرة الكهرباء في الجسم
كما تم توضيحه في السطور السابقة، فإن هناك تياراً كهربائياً يمر عبر أنسجة الجسم، كون أجسامنا تقوم بتوصيل الكهرباء وتُراكم فائضاً منها أثناء الطقس البارد والجاف، الشيء الذي يظهر بعض الأعراض التي يجب الانتباه لها، وهي كالتالي:
- صدمات كهربائية مستمرة
- الشعور بالألم من الصدمات
- خدر في المنطقة
- حساسية للمس
- الإحساس بالدبابيس والإبر في الجسم
- الشعور بالبرد
- الوخز أو القرص أو الحرق، خاصة في اليدين أو القدمين
وقد تؤدي هذه الصدمات الكهربائية، التي قد تصل إلى 100 مللي أمبير إلى أضرار طويلة الأمد، من بينها الارتباك، وفقدان الذاكرة، والنوبات القلبية، ومشاكل في الجهاز التنفسي، واضطرابات نفسية، وعلامات على الجلد.
إلا أن صدمات الكهرباء الساكنة عادة ما تكون قوتها 0.25 مللي أمبير فقط، وبالتالي فإن تداعياتها أقل خطورة بكثير.
وذلك لأن قدرة جسم الإنسان على حمل شحنة ثابتة محدودة؛ لذا فإن فرصة حدوث إصابة من الشحنة الساكنة التي يمكن أن يحملها الشخص ضئيلة للغاية.
كيفية التخلص من الكهرباء الساكنة من الجسم
إذا كنت تعاني من أي من الأعراض المذكورة أعلاه، بما في ذلك الصدمات الكهربائية الساكنة المتكررة، يمكن تتبع بعض النصائح البسيطة التي تساعد في التخلص من هذه الحالة، مع العلم أن التخلص منها يحتاج دائماً إلى طريقة لإخراج الشحنات الزائدة.
ومن بين هذه الطرق التي يمكن اعتمادها، نجد:
- استخدم جهاز ترطيب في الفضاءات الداخلية لإضافة المزيد من الرطوبة إلى الهواء الداخلي ومنع تراكم الشحنات.
- رطّب بشرتك لتجنب الصدمات في الهواء الطلق.
- ضع رذاذاً مضاداً للكهرباء الساكنة على السجاد والموكيت والملابس.
- استخدام صودا الخبز عند غسل الملابس.
- تجنب ارتداء الصوف والفراء والأحذية ذات النعال المطاطية والألياف الصناعية المعرضة لتراكم الكهرباء، ارتداء الجلد بدلاً من ذلك.
- المس الأجسام المعدنية بشكل متكرر لتبديد تلك الشحنات وإخراج الزائد منها داخل الجسم.
كيفية منع الصدمة الساكنة عند لمس المعدن
لمس الأشياء المعدنية؛ مثل مقبض الباب أو باب السيارة أو إطار النافذة، غالباً ما يتسبب في حدوث صدمة استاتيكية.
وذلك لأن المعدن يحمل شحنة موجبة، وعندما تلمس جسماً معدنياً، تنتقل الإلكترونات الإضافية في جسمك إلى الجسم لإخراجها.
ومن أجل تفادي حصول صدمات كهربائية في هذه الحالة، يجب القيام بأشياء تبدد الشحنة أو تمنعها من التراكم.
وحسب الخبراء، يمكن أن يكون الحل هنا هو حمل شيء معدني بشكل مستمر خلال اليوم؛ مثل مفتاح أو مشبك الورق أو دبوس أو حتى عملة معدنية، وذلك لأنها سوف تُحيّد الشحنة وتمنع حدوث الصدمة.
ولكن لكي ينجح هذا الأمر، يجب أن تقوم بلمس الجسم المعدني بالجسم المعدني الآخر بدلاً من لمسه بيدك.