بعد أيام فقط من بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، أطلقت شعوب الدول العربية والإسلامية حملات مقاطعة بحق الشركات الأجنبية الداعمة للاحتلال، من بينها مصر التي قاطعت الكثير من الشركات الأجنبية؛ من بينها شركات المشروبات الغازية، لتبرز شركات محلية كانت غائبة لفترات طويلة من بينها شركة مشروب سبيرو سباتس، فما الذي نعرفه عن هذا المشروب؟
مشروب سبيرو سباتس وتاريخ يعود إلى أكثر من 100 عام
سبيرو سباتس، هو مشروب غازي مكربن تصنعه شركة تحمل ذات الاسم، تم إنشاؤها في عام 1920 من قبل رجل أعمال يوناني يدعى "سبيرو سباتس" أيضاً.
اليوناني سباتس ولد في جزيرة كيفالونيا اليونانية، ولكن وبعمر الـ15 عاماً جاء إلى مصر رفقة عائلته في عام 1882، في الفترة الملكية.
قبل أن يأتي إلى مصر، كان سباتس يعمل في جزيرته كيفالونيا في مناحل لإنتاج العسل، بينما كان يقضي أوقاتاً من يومه أيضاً في مصنع صغير كان يمتلكه عمه "نيكول سباتس"، متخصص بصناعة المشروبات الغازية، وهو ما أكسبه خبرة جيدة في هذا المجال.
في عام 1920، افتتح سباتس مصنع مشروبات غازية في شارع خليج الخور المتفرع من شارع عماد الدين بمنطقة وسط القاهرة، وأطلق عليه اسمه، في حين اختار شعار "النحلة" مع حرف "س" على كل جناح علامة لمنتجه، مستلهماً من الفترة التي عمل فيها في مزرعة النحل في جزيرته كيفالونيا التي كانت حينها تكتسب سمعة بأنها تمتلك أجود أنواع العسل في العالم.
لقي مشروب سبيرو سباتس الجديد رواجاً كبيراً في السوق المصرية، لا سيما وأنه كان مشروباً متعدد النكهات، فحقق أرباحاً كبيرة، وجوائز قيمة.
إحدى تلك الجوائز كانت جائزة الملك فاروق في عام 1941 في المعرض النوعي الثاني للصناعات، وذلك بوصفه "أفضل منتج محلي" في مجال المشروبات الغازية، متفوقاً على عشرات المصانع الأخرى المنافسة في هذا المجال حينها.
كان في تلك الفترة يعمل في المصنع نحو 150 عاملاً، ونحو 20 سيارة توصيل في الأماكن القريبة، بينما الأماكن البعيدة مثل كوم أمبو في جنوب مصر فكان يتم إيصال المشروبات إليها عن طريق السكك الحديدية.
من الملكية إلى الجمهورية.. دعم حكومي لشركة سبيرو سباتس أوقفه وصول السادات إلى السلطة
كانت الشركات المحلية في ذلك الوقت تحظى بدعم حكومي كبير، ويُقال إن الملك فاروق كان يدعم تناول هذا المشروب في ديوان حكومته، والهدف كان دعم الصناعة المحلية.
في عام 1950 توفي الأب المالك سبيرو سباتس عن عمر يناهز 65 عاماً، ودفن في إحدى مقابر مصر.
ترك سباتس المعمل بعد وفاته إلى ابنه الأكبر إيليا، الذي تسلم المعمل وهو في قمة ازدهاره.
بعد إلغاء الملكية في مصر خلال ثورة 1952 وإعلان الجمهورية، بدأت عملية تأميم الشركات المملوكة للأجانب، لكن شركة سبيرو سباتس استطاعت النجاة، وليس ذلك فحسب بل إن جمال عبد الناصر اعتبر الشركة مثالاً يستحق الدعم، فأصبح مشروب الشركة هو المستخدم في الدوائر الحكومية.
وبحسب موقع "الجزيرة نت"، فقد عُرف المشروب الغازي على أنه المفضل للمطربة المصرية "أم كلثوم"، كما ظهر في العديد من الأفلام المصرية الشهيرة في تلك الفترة، أشهرها فيلم "باب الحديد" الذي لعبت فيه الممثلة "هند رستم" دور "هنومة" بائعة المشروبات الباردة، وكانت تقتصر على مشروب "سبيرو سباتس" بالتحديد.
لكن هذا النجاح الكبير لم يستمر بعد وفاة جمال عبد الناصر في 1970 وتولي أنور السادات رئاسة الجمهورية وتبنيه سياسة الانفتاح.
فدخلت الشركات الأجنبية إلى البلاد وامتلأت الأسواق المصرية بالمنتجات العالمية، وعلى رأسها مشروبات شركتَيْ "كوكاكولا" و"بيبسي" العالميتين، فيما بدأ عمل شركة سبيرو سباتس يتضاءل شيئاً فشيئاً، حتى بيعت الشركة.
بيع الشركة لمواطن مصري في 1998
في عام 1998، باع أبناء سبيرو سباتس شركتهم إلى مواطن مصري يُدعى "طلعت عطوان" والذي كانت لديه خبرة كبيرة في صناعة المشروبات كون والده "عطوان بخيت" كان مالكاً لشركة "سابسا" للمشروبات في السويس.
وبحسب ما يقوله "مرقص طلعت"، ابن "طلعت عطوان"، فإن الشركة عندما اشتراها والده كانت تعمل بشكل خفيف، ومرابحها بالكاد كانت تكفي الاستمرارية.
ويضيف مرقص، بحسب تصريحه لمواقع محلية، أن المنافسة في السوق المصرية كانت شبه مستحيلة، كون الشركات الأجنبية لديها قدرات بملايين الدولارات، بينما شركتهم محدودة الإمكانيات.
وهو ما أدى في عام 2014 إلى بيع المصنع وإيقاف العمل لأسباب متعددة من بينها وفاة الأب، وسفر بعض الأبناء إلى دول أخرى.
وفي عام 2019، عاد الأشقاء مينا ويوسف ومرقص، أبناء الأب الراحل طلعت عطوان، إلى إعادة افتتاح شركة مشروبات غازية، ولكن من خلال الحصول على اتفاق "حق انتفاع" لخط إنتاج في أحد أكبر المصانع في مصر بدلاً من إعادة شراء مصنع جديد.
عملية طوفان الأقصى أعادت سبيرو سباتس إلى الواجهة من جديد
بعد انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعالت النداءات التي طالبت المواطنين المصريين بمقاطعة منتجات الشركات الأجنبية التي تجاهر بدعم الاحتلال الإسرائيلي علناً، ومن بين تلك الشركات كانت شركتي كوكاكولا وبيبسي.
لم يجد المصريون مشروباً غازياً يروي عطشهم مثل مشروب سبيرو سباتس الذي ارتفعت مبيعاته بنسبة 300%، وهو ما كان بمثابة مفاجأة صادمة بالنسبة لملاك الشركة.
سعر سبيرو سباتس ونكهاته
سبيرو سباتس ليس مجرد مشروب غازي بنكهة الكولا فقط، بل أيضاً هناك العديد من النكهات المختلفة مثل:
- سبيرو سباتس ليمون
- سبيرو سباتس يوسفي
- سبيرو سباتس عنب
- سبيرو سباتس أناناس
- سبيرو سباتس خوخ
- سبيرو سباتس تفاح
أما بالنسبة إلى السعر فهو 7 جنيهات مصرية للعبوة الزجاجية بسعة 330 مل.