في 1 ديسمبر/كانون الأول، استضافت دبي فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الخاب بالمناخ (كوب28)، حيث يشارك فيه أكثر من 140 رئيس دولة أو حكومة، بهدف مناقشة سُبل زيادة التزاماتهم لتحديد ارتفاع حرارة الأرض بنحو 3 درجات مئوية، مقارنة بالفترة ما قبل الثورة الصناعية.
ومن بين الغيابات اللافتة في المؤتمر، رئيسا الولايات المتحدة والصين، اللذان يسهمان بنسبة 40% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم. كما ألغى البابا فرنسيس مشاركته بسبب الإصابة بنزلة برد، ليفتقد المؤتمر صوته، فيما كان من المتوقع أن يكون مشاركة تاريخية.
إذ يشهد المناخ العالمي العديد من التغييرات، فالغالبية العظمى من موجات الحر والفيضانات والكوارث الطبيعية وتغير الموائل وغيرها من الكوارث، والتي ستؤثر على حيوانات، وليس الإنسان فقط.
في الواقع، نحن نقترب، أو وصلنا بالفعل، إلى الانقراض الكبير السادس، وهي الفترة التي تموت فيها الأنواع الحيوانية بأعداد قياسية هذه المرة فقط، نتيجة للبشرية، وليس الظواهر الطبيعية. في الوقت الحالي، تشهد نصف الأنواع الموجودة على الأرض انخفاضاً في أعدادها.
يمثل تغير المناخ أكثر بكثير من مجرد مشكلة للبشرية. الغالبية العظمى من ضحايا موجات الحر والكوارث الطبيعية.
أكثر الحيوانات تأثراً بالمناخ
تصنيفها يعد تحدياً بسبب تنوعها الكبير. تقوم المنظمات العلمية بشكل مستمر بجهودها لتسليط الضوء على هذا التأثير وتصنيف الأنواع المتأثرة.
يعكس التقرير المنشور على موقع Good Man Project الأمريكي، والذي يعكس تقريراً لمركز التنوع البيولوجي الذي يرصد 350 نوعاً مهدداً بالانقراض بسبب الاحتباس الحراري، والتقارير حول الطيور من جمعية أودوبون البيئية الأمريكية، الجهود المستمرة لفهم وتصنيف الأثر البيئي.
تعتبر حيوانات المزارع "الأبقار والمواشي والدواجن"، التي تلعب دوراً مهماً في تغير المناخ من خلال الزراعة الحيوانية، تظهر آثاراً سلبية على صحتها بفعل الظروف الجوية المتقلبة. يؤدي ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى تأثيرات خطيرة على حيوانات المزارع، مما يعرّضها للمخاطر المتزايدة، لا سيما في ظل التدخل البشري الكبير في البيئة.
ليس فقط حيوانات المزرعة، بل تشمل القائمة أيضاً الحيوانات التالية:
- الباندا العملاقة.
- النمور.
- وحيد القرن الأسود.
- الأورانج أوتان.
- الحيتان الزرقاء.
- سمكة التونة ذات الزعانف الزرقاء.
- الغوريلا الجبلية.
- الإغوانا البحرية.
- الفيل الإفريقي.
بالإضافة إلى هذه الحيوانات نجد المخلوقات التي تعيش في القطبين الشمالي والجنوبي تتأثر بشكل كبير بتغير المناخ، حيث يسهم ذوبان الأنهار الجليدية في تهديد حياتها. تشمل هذه الحيوانات البيئات الباردة مثل:
- الدببة القطبية.
- النمور الثلجية.
- البفن.
- ظباء ألاسكا.
- الأرانب البرية ثلجية النعال.
- كركدن البحر.
- الغزلان الأمريكية الضخمة.
هذه الحيوانات تواجه خطر الانقراض أو التأثر بشكل كبير بسبب هذه التغيرات المناخية.
لا يقتصر الانقراض على الحيوانات فقط، بل يشمل أيضاً الحشرات، إذ تعتبر الحشرات من أكثر الحيوانات عرضة لتغير المناخ، لأنها حساسة للغاية لدرجة الحرارة.
ارتفع متوسط درجة حرارة الأرض إلى 3.2 درجة مئوية، فإن ما يقرب من نصف الحشرات سوف تتضاءل نطاقاتها الطبيعية. وفي أحد التقديرات، قد ينقرض 65% من جميع أنواع الحشرات بسبب تغير المناخ.
من بين الحشرات المعرّضة بشكل خطير للانقراض نجد الفراشات الملكية والزرقاء والنحل الطنان، بالإضافة إلى كل من الديدان المضيئة وخنافس الروث.
تبعات انقراض الحيوانات على المناخ
تواجه الموائل حول العالم تهديدات خطيرة نتيجة لعوامل مختلفة مثل التصحر، والتآكل، وذوبان الأنهار الجليدية، والفيضانات، وحرائق الغابات، والتغيرات المناخية. يظهر أن المناطق الغنية بالتنوع البيولوجي تعاني بشكل خاص، مثل غابات الأمازون ومدغشقر وجنوب الصين، والتي تتعرض بنسبة كبيرة لتغير المناخ.
يُشار إلى أن أكثر من 54% من الأراضي حالياً توجد في مناطق معرّضة لفقدان الموائل؛ نتيجة لتلك التغيرات.
من التبعات الناتجة عن تغير المناخ نجد:
- مصادر أقل للغذاء:
تظهر أن الحيوانات والنباتات تواجه ضغوطاً كبيرة بسبب التغيرات المناخية، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى ازدياد الآفات والأمراض، وتدهور الأراضي والمصادر المائية. ينذر هذا بتوازن هش في سلسلة الغذاء وتأثيرات واسعة النطاق.
- الكوارث الطبيعية:
تتزايد احتمالات حدوث الكوارث الطبيعية مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث يزيد ذلك من شدة العواصف والأعاصير. يتسبب هذا في تدمير موائل الحيوانات وتدهور الأراضي، كما يتوقع زيادة في حدوث حرائق الغابات، مما يهدد التنوع البيولوجي.
- تغيير أنماط الهجرة:
مع تجزئة الموائل وتغير درجات الحرارة، تتغير أنماط هجرة الحيوانات، مما يؤدي إلى اضطراب في النظم البيئية. يُتوقع أن يؤثر ذلك على التوازن البيئي، ويغير توزيع الأنواع على وجه الأرض.
- الصراع بين الإنسان والحياة البرية:
مع تغير أنماط الهجرة، تتزايد التصادمات بين الإنسان والحياة البرية، خاصة في المناطق المزروعة والمستنزفة من الغابات.
يعتبر هذا التصعيد في التفاعل بين الإنسان والحيوانات مصدراً للقلق بسبب التأثير السلبي المحتمَل على النظم البيئية.
- تأثير البشر على الحيوانات:
تشير البيانات إلى أن تدخلات الإنسان، مثل تعديل الأراضي واستنزاف الغابات، تتسبب في خراب بيئي على نطاق واسع. تلوث المياه والهواء يشكلان تهديداً آخر للحيوانات، وتتسبب في تدهور موائلها الطبيعية وتسممها.
- تأثير المناخ على الحيوانات الأليفة:
تشير البيانات إلى أن الحيوانات الأليفة أيضاً تعاني من تغير المناخ، حيث يؤثر ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الطقس على نوعية حياتها. يُتوقع أن تواجه الحيوانات الأليفة تحديات صحية زيادة نتيجة لتغيرات في البيئة المحيطة بها.