يعتبر مسقط رأس القيادي ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" يحيى السنوار، في مخيم خان يونس، من بين الأماكن المستهدفة من طرف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي ينوي شن هجوم عليها بعد نهاية فترة الهدنة، حسب ما أشارت إليه وسائل الإعلام.
وقد تم إنشاء مخيم خان يونس بالقرب من غرب مدينة خان يونس، إلى الشمال من مدينة رفح، على بعد نحو كيلومترين عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط.
إلا أن مساحته، وكما الحال مع العديد من مخيمات اللجوء الفلسطينية، تعتبر جد صغيرة مقارنة بعدد السكان، الذين يتزايدون مع مرور السنين، منذ النكبة حتى الآن.
مراحل إنشاء مخيم خان يونس
تم إنشاء مخيم خان يونس سنة 1949، أي بعد ما يقارب السنة من النكبة، من طرف الصليب الأحمر، إذ كان اللاجئون القادمون من المدن التي أحكمت المنظمات الصهيونية سيطرتها عليها، والتي تسمى اليوم بمناطق 48، يقومون بحياكة الخيم من الخيش، والعيش في الأرض التابعة لمدينة خان يونس، والقريبة من مدينة رفح الحدودية مع مصر.
في سنة 1950، رأت وكالة "الأونروا" الحاجة إلى تزويد السكان المقيمين في الخيام بمساكن مبنية بالطوب والحجر، لتكون قادرة على حمايتهم من برد الشتاء وحرارة الصيف، بعد سنة من المعاناة في الخيم المصنوعة من الخيش.
وقد تم بالفعل خلال هذه السنة، بدء إعمار المخيم بالمنازل السكنية على شكل غرف للإقامة الجماعية، وتزويد السكان باللوازم الأساسية من أجل الإقامة بها.
أما المرحلة الثالثة من إنشاء مخيم خان يونس، الذي سمي على اسم المدينة التاريخية التي كانت طريقاً تجارياً قديماً من مصر إلى الشام، فقد كانت في أوائل السبعينيات.
إذ تمت خلال هذه السنوات مرحلة التوسع الأفقي، بعد زيادة عدد سكان المخيم، إذ تم بناء غرف جديدة، وبناء طوابق بعضها فوق بعض؛ لتكون كافية لجميع العائلات.
لكن بسبب عدم التخطيط الجيد لهذه المباني، التي كان يتم إنشاؤها دون هندسة جيدة للأرض المخصصة للمخيم، والتي تتجاوز 0.56 كيلومتر مربع، تم هدم هذه المساكن، وإعادة بنائها بشكل صحيح.
إذ تم توسيع الأبنية بشكل عمودي، مع الالتزام بترك طرق ومداخل تسمح بالتنقل بشكل جيد في المخيم، إضافة إلى زيادة بعض المرافق الصحية والتعليمية، بشكل تدريجي، من طرف الوكالة.
ومع زيادة الإعمار في المخيم، وبناء طوابق واحدة تلو أخرى في البنايات، أصبح المكان يشهد اكتظاظاً بالسكان بشكل كبير.
سكان مخيم خان يونس
بعد النكبة، كان عدد السكان القاطنين في مخيم خان يونس لا يتجاوز 35 ألف شخص، أغلبهم من مدينة بئر السبع، والمجدل.
وقد عرف بعد ذلك نزوح عديد من السكان من مدن أخرى، من بينها حيفا، ويافا، واللد، والرملة، والمجدل، وقرى من بينها بيت دجن، وصرفند، وأسدود، وبرقة، وياصور، وعرب صقرير، وعرب أبو سويرح.
وقد أصبح عدد سكان المخيم اليوم، نقلاً عما نشرته موسوعة المخيمات الفلسطينية، حسب إحصائيات سنة 2016، يزيد على 68 ألف لاجئ فلسطيني في قطاع غزة.
وقد كانت بعض الأراضي في المخيم ملكاً للحكومة، وذلك خلال فترة الحكم المصري لقطاع غزة، فيما عادت أراضٍ أخرى لبعض الأسر الفلسطينية.
وعلى الرغم من مساحة مخيم خان يونس الصغيرة، فإن موقعه بالقرب من شاطئ البحر الأبيض المتوسط، ومدينة خان يونس، يعتبر أكثر ما يميزه.
تحديات ومشاكل المخيم
زادت صعوبة الحياة في مخيم خان يونس بالنسبة للاجئين، بعد الحصار الذي يعيشه قطاع غزة، منذ سنة 2006، الأمر الذي أدى إلى تدهور كبير في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، حسب ما أعلنت عنه وكالة "الأونروا".
إذ أصبحت التحديات كبيرة للعيش في المخيم، من بينها ارتفاع معدل البطالة، الأمر الذي يؤدي إلى الفقر المتزايد، في ظل ارتفاع عدد السكان.
فيما تعتبر إمدادات المياه الصالحة للشرب، واحدة من بين المشاكل الكبرى في المخيم، خصوصاً أن 90% من المياه المتوافرة غير صالحة للاستهلاك البشري.
ليس هذا فقط، لكن كما هو الحال في أغلب مخيمات اللجوء بقطاع غزة، فإن السكان يعانون من مشكلة رئيسية أخرى، وهي الغياب المتكرر للكهرباء، بسبب عدم الحصول على إمدادات كافية للمخيم.