خلال الأحداث الأخيرة في غزة، والتي أدت إلى استشهاد عشرات الآلاف داخل القطاع؛ أعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، يوم الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني، عن إسقاط طائرة إسرائيلية والسيطرة عليها.
تعتبر سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ويعود تاريخ تأسيسها إلى القرن العشرين، فيما قدمت عشرات الشهداء على مر السنين، وتمكنت من إيصال صواريخها إلى مفاعل "ستوراك" النووي وإلى قلب تل أبيب.
تاريخ تأسيس سرايا القدس
سرايا القدس هي الجناح المسلح لمنظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهي ثاني أكبر حركة مقاومة في قطاع غزة بعد حركة حماس. يقع مقر قائد سرايا القدس، "زياد النخالة"، في مدينة دمشق بسوريا. كان بهاء أبو العطا هو قائد سرايا القدس في قطاع غزة حتى استشهاده في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
تأسست سرايا القدس سنة 1981 في غزة على يد فتحي شقاقي وعبد العزيز عوضة. وقد نفذت الجماعة العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وواصلت سرايا القدس نشاطها في قطاع غزة، ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، استشهد بهاء أبو العطا، رئيس سرايا القدس في قطاع غزة، في عملية اغتيال مستهدفة من قبل الاحتلال الاسرائيلي.
وفي مايو/تشرين الثاني 2023، تسببت ضربة جوية إسرائيلية في استشهاد جهاد شاكر الغنام وخليل صلاح البهتيني وطارق محمد عز الدين، القادة في مجلس القيادة العسكرية لسرايا القدس.
تسعى المنظمة إلى تحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي داخل الحدود الفلسطينية المفروضة قبل 1948، بالإضافة إلى عودة المهجّرين الفلسطينيين إلى وطنهم، كما تعارض بشدة اتفاق أوسلو.
تستمد حركة الجهاد الإسلامي وفرعها المسلح "سرايا القدس" عقيدتها الجهادية من مبادئ الدين الإسلامي، مع إيمانها القوي بالمسار النضالي للشعب الفلسطيني.
العمليات العسكرية لسرايا القدس
رغم حملة الاعتقالات التي طالت كوادر الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري، يواصل جناح سرايا القدس، التابع لها، عملياته. خاصة بعد فرار ستة من أفرادها من السجن الإسرائيلي في غزة في مايو/أيار 1987، فيما زادت نشاطاتها بعد اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987.
على الرغم من تراجع سرايا القدس بعد اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين في عام 2004، إلا أنها استمرت في تنفيذ عملياتها، خاصة من غزة، حيث استخدمت صواريخ وصلت إلى عمق عسقلان من قبل في نوفمبر/تشرين الثاني 2002.
كما تعرضت القيادات لعمليات اغتيال، بما في ذلك اغتيال قائد السرايا في غزة خالد الدحدوح في مارس/آذار 2006.
إضافة إلى ذلك، قامت إسرائيل باغتيال القائد العام للسرايا في شمال الضفة الغربية حسام جرادات في أغسطس/آب 2006. وعلى الصعيدين العسكري والإعلامي، أظهرت سرايا القدس قدرتها على إطلاق صواريخ بدقة كبيرة، وتعديل إحداثياتها لتفادي أنظمة الدفاع الإسرائيلية.
في يوليو/حزيران 2014، أعلنت السرايا مسؤوليتها عن قصف المفاعل النووي الإسرائيلي "ستوراك" وميناء أسدود.
وبعد عدة أشهر، خاصة في شهر أغسطس/آب 2014، أعلنت تعزيز قدراتها وتطويرها لمواجهة الاحتلال، معتبرة أن قطاع غزة نجح في مواجهة العدوان.
بعد قرابة السنة في مارس/آذار 2015، نشرت السرايا إحصائية عن أدائها في عام 2014، حيث استشهد 143 مجاهداً بها، فيما أطلقت الآلاف من الصواريخ، وقتلت 31 جندياً إسرائيلياً في معركة "البنيان المرصوص"، التي شكلت نقلة نوعية في أداء المقاومة.
سرايا القدس وحماس
عادةً ما تجتمع حماس والجهاد الإسلامي في تحالف مستمر ضد إسرائيل، حيث يشكلان جزءاً أساسياً من غرفة العمليات المشتركة، هذه الغرفة تنسق الأنشطة العسكرية بين مجموعات المقاومة المسلحة المختلفة في قطاع غزة، آخرها طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
على الرغم من هذا التحالف الوثيق، تتميز العلاقة بين الجهاد الإسلامي وحماس بالتنافس السياسي، رغم أن حماس شاركت في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية ولم تشارك حركة الجهاد الإسلامي في هذه العمليات الديمقراطية.
فعلى الرغم من تعاونهما المتكرر في مختلف القضايا، يظل الجهاد الإسلامي وحماس في مناحٍ "تنافسية".
وفقاً لتقرير حقائق العالم الصادر عن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" سنة 2021، فإن الحصول على معلومات حديثة حول قوة حركة الجهاد الإسلامي يشكل تحدياً؛ إذ يتوقع أن يتجاوز عدد المسلحين في سرايا القدس ألف شخص.
فيما يعتقد المحللون أن لدى الحركة مخزوناً خاصاً من الصواريخ وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للدبابات.