تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، مقطع فيديو مصوراً يظهر فيه أب قيل إنه فلسطيني يحاول إضحاك طفلته التي لا يتعدى عمرها سنوات قليلة، أثناء سماع أصوات القصف الإسرائيلي، في محاولة لتخفيف خوفها، فما صحة هذا الفيديو؟
ما حقيقة فيديو الأب الذي يضحك طفلته أثناء القصف؟
ويظهر في الفيديو رجل وطفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها سنوات قليلة، تبدأ بالضحك عند سماع صوت انفجار.
وعلّق رواد مواقع التواصل بالقول: "أب فلسطينيّ يطلب من ابنته الضحك كلما سمعت القصف الإسرائيليّ كي لا تخاف".
ويأتي تداول هذا الفيديو في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي حملة قصف مركّز على قطاع غزة وحشد قوات تحضيراً لهجوم بري.
لكن الفيديو المتداول غير صحيح إطلاقاً، إذ إنه يعود إلى عام 2020، وتحديداً إلى أب سوري يدعى عبد الله محمد كان يعلم ابنته "سلوى" كيفية التغلب على الخوف من أصوات القذائف في سوريا.
ووفقاً لتقرير أجرته شبكة Euronews حينها، قال الأب عبد الله إنه وابنته حاولا إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي من خلال الفيديو الشهير، الذي أظهرهما يتحديان القصف الذي كانت تتعرض له مدينتها "إدلب" بالضحك.
عبد الله محمد، الذي لقي تعاطفاً عالمياً كبيراً، يقوم بأي شيء من أجل ابنته، حتى وإن أجبر نفسه على الضحك معها عند كل سماع لدوي القنابل، وذلك لمساعدتها على التغلب على خوفها.
هذا الأب السوري فرّ مع عائلته من منزلهم في سراقب إلى محافظة إدلب، هرباً من الحرب، إلا أنه ما لبث أن انفجرت الأوضاع في إدلب، وسيطر صوت قصف المدافع وصوت دوي القنابل على حياتهم اليومية، فما كان منه إلا أن يحاول أن يتعايش مع الواقع، ومن ثمَّ تعويد ابنته سلوى، ذات الثلاث سنوات، على أصوات القنابل.
فعند سقوط كل قذيفة يخبرها أبوها أن هذه أصوات ألعاب، فيقومان بالضحك معاً، فهو ليس على استعداد لترك ابنته تعاني أمراضاً نفسية بسبب أصوات القنابل وقصف المدافع، وأن هذا هو الحل الوحيد لحمايتها.
وهذا الفيديو، الذي نشره الأب، والذي اعتبره البعض تذكيراً بالمآسي التي يواجهها أطفال سوريا، نرى فيه محمد يسأل ابنته الصغيرة: "هل هذه طائرة أم قذيفة؟"، تجيبه سلوى "قذيفة، وعندما تسقط سنضحك!".
وعند سماع دويّ الانفجار من بعيد، تقفز الطفلة من دون أن تشعر، ثم تنفجر في ضحك هستيري، فتصيب عدوى الضحك والدها ويقول: "إنه أمر مضحك، أليس كذلك؟". عبد الله محمد يرى أنه لم يجد سبيلاً لحماية ابنته ومواجهة خوفها من أصوات القصف والقنابل، سوى تحويل الأمر ببساطة إلى لعبة.
وحتى مساء الأحد 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل الاحتلال الإسرائيلي 8005 فلسطينيين، بينهم 3324 طفلاً و2062 سيدة و460 مسناً، بحسب وزارة الصحة، كما قتل 116 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في حين قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية، وتحتفظ بـ239 أسيراً بحسب الجيش الإسرائيلي، بينهم عسكريون برتب رفيعة، وذلك بعدما شنت عملية أطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى"، تمكنت خلالها من الدخول إلى المستوطنات في منطقة غلاف غزة.