تمتلكه عدّة دول إحداها عربية، وتكلفته مليار دولار.. تعرف على نظام “ثاد” الذي أرسلته أمريكا إلى الشرق الأوسط

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/23 الساعة 14:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/02 الساعة 06:56 بتوقيت غرينتش
Shutter Stock/ نظام ثاد الذي أرسلته أمريكا إلى الشرق الأوسط

قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، السبت 21 أكتوبر/تشرين الأول، إن الولايات المتحدة سترسل نظام ثاد وكتائب إضافية من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية باتريوت إلى الشرق الأوسط رداً على الهجمات الأخيرة على القوات الأمريكية في العراق.

ووفقاً لوكالة رويترز فإن واشنطن حالياً في حالة تأهب قصوى تحسباً لأي تصاعد في التوترات الإقليمية خلال الحرب بين إسرائيل وحماس.

ما هو نظام ثاد؟

وفقاً للشركة المصنعة تم تصميم نظام الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية (ثاد) لاعتراض الصواريخ، وهو نظام دفاعي فعال ومثبت في القتال ضد تهديدات الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى.

تم اقتراح نظام ثاد لأول مرة في عام 1987، ثم تم نشره في عام 2008، ولا يمكن استخدامه كشكل من أشكال الهجوم ضد العدو، ويتمثل دوره في استخدام رادار قوي في تتبع الصواريخ وتدميرها قبل إطلاقها.

شركة لوكهيد مارتن هي المقاول الرئيسي في مشروع ثاد والتي لفتت في موقعها الرسمي على الإنترنت إلى أن ثاد هو النظام الأمريكي الوحيد المصمم لاعتراض الأهداف خارج وداخل الغلاف الجوي.

في حين أوضحت أيضاً أن ثاد يدافع عن المراكز السكانية والبنى التحتية ذات القيمة العالية، وهو قابل للتشغيل المتبادل مع أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستية الأخرى، ويمكن تفكيكه ونقله بسهولة بين دول العالم.

وتتكون بطارية النظام من 9 عربات مجهزة بقاذفات، تحمل كل منها من 6 إلى 8 صواريخ، إضافة إلى مركزين للعمليات ومحطة رادار، كما أن لديه 5 مكونات رئيسية هي:

  1. أجهزة اعتراضية
  2. قاذفات
  3. رادار
  4. وحدة تحكم في الحرائق
  5. معدات الدعم

ووفقاً للشركة، فإن الرادار يعترض أولاً الصاروخ القادم، ويتم التعرف على أي تهديد من هذا القبيل من قبل أولئك الذين يحرسون النظام، والذين يقومون بعد ذلك بإطلاق مقذوف من شاحنة تسمى المعترضة على الصواريخ.

وقالت شركة لوكهيد مارتن إنه في النهاية باستخدام الطاقة الحركية للقذيفة فقط، يتم تدمير الصاروخ الباليستي.

فيما يزعم تقرير لصحيفة The Wall Street Journal أن استخدام الطاقة الحركية يجعل النظام المضاد للصواريخ أكثر أماناً لأنه لا يستخدم الرؤوس الحربية لتدمير الصواريخ، وإنما حركتها السريعة التي تتجاوز الميل في الثانية، فإنها كافية لإحداث انفجار عند ضرب الصواريخ الباليستية القادمة.

وأضافت الصحيفة أن نظام ثاد يملك معدل نجاح اعتراض بنسبة 100% في الاختبارات، بعد تسجيله 16 اعتراضاً ناجحاً في 16 محاولة اعتراض، وفقاً للشركة، فيما تبلغ تكلفته مليار دولار.

في حين قالت وكالة رويترز إن نظام ثاد قادر على اعتراض الصواريخ على ارتفاعات تتراوح بين 40 و150 كيلومتراً ويصل مداها إلى 200 كيلومتر.

الدول التي اشترت نظام ثاد

وفقاً لما ذكرته شبكة ABC News الأمريكية فإن النظام المضاد للصواريخ ثاد تم نشره في كوريا الجنوبية في 2017 للمساعدة في حماية تلك الدولة من هجوم صاروخي محتمل من كوريا الشمالية.

كانت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قد أعلنتا في يوليو/تموز 2016 أنه سيتم نشر النظام في كوريا الجنوبية بعد سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية.

في حين كانت الإمارات العربية المتحدة أول مشتري أجنبي لنظام ثاد، حيث قدمت طلبية في عام 2011.

ووفقاً لما ذكره موقع الأمن والدفاع الأوروبي "European Security & Defence" يُعتقد أن أبوظبي لديها حالياً بطاريتين عاملتين من ثاد، واحدة متمركزة للدفاع عن مدينة أبو ظبي، والأخرى للدفاع عن منطقة الرويس.

وفي يناير 2022، قام النظام بأول اعتراض عملي لصاروخ معاد عندما اعترض تهديدات متعددة موجهة نحو مناطق في أبوظبي، بما في ذلك قاعدة الظفرة الجوية.

أما الدول الأخرى التي تمتلك نظام ثاد فهي: غوام وهاواي وإسرائيل واليابان.

يمكنه اختراق الأهداف المدرعة بسماكة 650 ملم.. ما هو صاروخ "كونكورس" الذي يدمر الدبابات الإسرائيلية؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/09 الساعة 19:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/10 الساعة 17:45 بتوقيت غرينتش
ظهر صاروخ كونكورس للمرة الأولى عام 1977/ Wikipedia

نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مشاهد لاستهداف مجموعة من الجنود قرب تجمّعٍ للآليات المتوغلة جنوبي مدينة غزة بصاروخ كونكورس الموجّه، من دون ذكر اسم المنطقة.

يأتي ذلك فيما تخوض فصائل المقاومة الفلسطينية معارك عنيفة في أماكن عدة، توغلت إليها الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، وقد وصل عدد جنود الاحتلال الذين قُتلوا منذ بدء التوغل البري في القطاع إلى 33.

وعموماً، تكتسب الأسلحة التي تستخدمها كتائب الشهيد عز الدين القسام خلال عملية طوفان الأقصى شهرةً واسعة، لا سيما أنها تنجح في إلحاق ضررٍ كبير بجنود وآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي. 

فما الذي نعرفه عن صاروخ كونكورس؟ 

هو صاروخ موجه مضاد للدبابات من الجيل الثاني يعمل بالتوجيه السلكي، وقد تمّ تطويره في الاتحاد السوفييتي وظهر للمرة الأولى عام 1977، خلال عرضٍ عسكري أُقيم بالساحة الحمراء في موسكو حين أُدخل محمولاً فوق عربات قتال من نوع 2 BRDM.

دخل صاروخ كونكورس -واسمه AT-5 SPANDREL وفق الحلف الأطلسي- وحدات الجيش السوفييتي كمقابلٍ لصاروخ التاو الأمريكي الموجه والمضاد للدبابات، والذي كان دخل الخدمة عام 1970. 

يُعتبر أحد أنجح الأسلحة المضادة للدبابات التي طوّرها الاتحاد السوفييتي على الإطلاق، ويُقال إنه دخل الخدمة فعلياً قبل الإعلان عنه بـ4 سنوات. ووفقاً لموقع Military Today، تتم مقارنته أيضاً بالصاروخ ميلان الفرنسي المضاد للدروع.  

بدأ تطويره سنة 1962 من قِبل مكتب التصميم والتصنيع السوفييتي (Tula KBP)، بهدف إنتاج الجيل الثاني من الصواريخ المضادة للدبابات، التي تعتمد تقنية التوجيه السلكي نصف الآلي إلى خط البصر، طيلة مدة طيران الصاروخ نحو الهدف. 

يُستخدم إما من قِبل المشاة، وإما عبر تثبيته على مركبات القتال المدرعة/ Wikipedia
يُستخدم إما من قِبل المشاة، وإما عبر تثبيته على مركبات القتال المدرعة/ Wikipedia

يمكن لصاروخ كونكورس التعامل مع الأهداف المتحركة والثابتة، كما يمكن استخدامه ضدّ الأهداف الجوية المنخفضة ذات الحركة البطيئة، وهو مناسب للأدوار المتنقلة والقابلة للحمل؛ ما يعني أنه يُستخدم إما من قِبل المشاة، وإما عبر تثبيته على مركبات القتال المدرعة. 

يتميز كونكورس برأسٍ حربي ترادفي شديد الانفجار بوزن 2.7 كلغ، وبمدى يتراوح بين 70 متراً و4 كلم، مع سرعةٍ تصل إلى 200 متر في الثانية. يحتوي على صمامٍ لاختراق الأهداف المدرعة بسماكة عالية، قد تصل إلى 650 ملم، ومواصفاته كالتالي: 

  • الوزن: نحو 15 كلغ.
  • الطول: 1150 ملم.
  • القطر: 135 ملم.

كيف يعمل كونكورس؟

يُخزن الصاروخ في أنبوبٍ قاذف مصنوع من الألياف الزجاجية (Fiberglass)، ويستخدم نظام قذفٍ يعمل على الغاز، فيطلَق خارج القاذف بسرعة أولية تصل إلى 80 متراً في الثانية، قبل أن ترتفع مباشرةً إلى 200 متر في الثانية بعد إشعال محرك الصاروخ الذي يعمل بالوقود الصلب.

عند طيران صاروخ كونكورس نحو هدفه، يبدأ بالدوران حول نفسه بمعدل يتراوح بين 5 إلى 7 دورات في الثانية، قبل تثبيت طيرانه من خلال الاعتماد على 4 زعانف موجودة في المؤخرة.

عند انطلاق الصاروخ نحو هدفه، يعتمد التصويب على التوجيه السلكي، بحيث تقوم وحدة التوجيه باتباع أسلوب القيادة النصف الأوتوماتيكية للصاروخ نحو الهدف.

يتم ذلك بتعقب منارة ضوئية تعمل بالأشعة تحت الحمراء -توجد في المؤخرة- بينما تقوم ببث معطيات التوجيه عن طريق إشارات إيعاز للصاروخ، على شكل تيارٍ كهربائي متغيّر يمر عبر السلك الذي يربط الصاروخ بقاعدة الإطلاق، حتى تحقيق الإصابة.

وخلال التوجيه، على الرامي متابعة الهدف عبر المنظار عن طريق وضعه وسط الشعيرات المتصلبة. ومؤخراً، تم تطوير نظام تصويبٍ حراري يسمح بالتعامل مع الأهداف ليلاً.

يستخدم الصاروخ من قبل عددٍ كبير من الدول حول العالم، منها: مصر، وسوريا، والمغرب عربياً، إضافة إلى دول أجنبية، مثل: تركيا، وإندونيسيا، وبلغاريا، والهند، والتشيك، وقبرص، وبيرو. وتمتلك إيران نسخةً خاصة، طوّرتها داخلياً، تحمل اسم "توسان".

تجدر الإشارة أخيراً إلى أن كتائب القسام كانت أدخلت للخدمة، منذ بداية معركة "طوفان الأقصى"، مجموعةً كبيرة من الأسلحة الجديدة، على رأسها: طوربيد العاصف البحري، وقذيفة "الياسين 105" المضادة للدروع.

ومن جهته، كان المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، قد أكد يوم الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن المقاومة دمّرت 136 آلية عسكرية -بشكلٍ كلي أو جزئي- تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة. 

جاء ذلك في كلمةٍ متلفزة بثتها "قناة الأقصى" الفضائية، التابعة لـ"حماس"، توعد فيها بأن تحوّل المقاومة الآليات والمدرعات الإسرائيلية التي دخلت غزة إلى قبورٍ متحركة لجنود الاحتلال، معلناً "استمرار مجاهدينا في القتال والتصدي للعدو في كل المحاور".

تحميل المزيد