يُقال إن الرصاصة لا تحتاج أن تصل إلى أكثر من 60 متراً في الثانية حتى تخترق جلد الإنسان، وهو رقم يعادل 220 كلم في الساعة. لكن يمكنها أن ترتد عن الجسم في ظروفٍ معينة، حتى لو وصلت سرعتها إلى 100 متر.
هل تساءلتم يوماً: كم تبلغ سرعة الرصاصة إجمالاً؟ وما هي أكبر سرعة وصلت إليها؟ وهل صحيح أن المسدس يُطلق رصاصات أسرع من البندقية، كما يظن البعض، أم أن العكس هو الصحيح؟
في الواقع، توجد عوامل كثيرة يمكنها أن تؤثر على سرعة الرصاصة وحركتها عند إطلاقها من السلاح، وتنقسم إلى فئتين: الأولى هي المقذوفات الداخلية، أي نوع المادة الدافعة، ووزن الرصاصة، وشكل ماسورة السلاح وطولها.
أما الفئة الثانية، فهي المقذوفات الخارجية: أي سرعة الرياح، والجاذبية، ومسار الطلقة أثناء حركتها عبر الهواء. والحقيقة أن كليهما يتغذيان على فئةٍ ثالثة تُسمّى المقذوفات الطرفية، أو النهائية، أي سلوك الرصاصة عندما تصيب هدفاً.
كم سرعة الرصاصة وكيف تعمل؟
تشير كلمة "طلقة" في مصطلح "طلقة الرصاص" إلى جزءٍ صغير فقط من خرطوشة أكبر بكثير. تتكون ذخيرتها من فتيلٍ يُشعل المادة الدافعة عند الضغط على قاذفة السلاح، فيخلق الضغط المطلوب الذي يدفع الطلقة إلى الأمام.
تُصنَع معظم الرصاصات من معادن ثقيلة، مثل الرصاص المغلف بالنحاس أو البرونز، لأن كتلة هذه المعادن تساعدها على الاحتفاظ بالقوة الدافعة. وبمجرد اشتعال البارود، فإنه يحترق بسرعة كبيرة، ويُولّد الغازات التي تدفع بالرصاصة إلى أسفل ماسورة البندقية.
في حديثٍ إلى موقع Live Science الأمريكي، يوضح مايكل هاغ (أستاذ في الطب الشرعي) مدى القوة الدافعة للرصاصة، قائلاً: "تخيلوا أنكم ترمون كرة بينغ بونغ مع كرة غولف. كلاهما ينطلقان بالسرعة نفسها، لكن كرة الغولف تحركهما لمسافةٍ أبعد".
عندما تتحرك الرصاصة نحو فوهة السلاح، فإنها تلمس جوانب الماسورة؛ ما يؤدي إلى بعض الاحتكاك. وعلى عكس ما يظنه البعض، فإن البنادق ذات الماسورة الأطول تُطلِق أسرع الرصاصات.
ماسورة السلاح هي العامل الذي يحدّ من سرعة الرصاصة. فكلما زاد طول الماسورة، زادت المسافة التي يسلكها الغاز لتوليد سرعة الدفع، ما يعني تلقائياً زيادة سرعة خروج الرصاصة من الماسورة. ولهذا السبب، تميل البنادق إلى توليد طلقات أسرع.
تُستخدم البنادق على مسافاتٍ طويلة؛ إذ يمكن للرصاصة التي تنطلق منها أن تصل إلى مسافة 3.2 كيلومتر، لأنها صُممت لتكون ديناميكية هوائية؛ ما يجعلها أطول وأرق وأثقل من رصاصات المسدس.
وفي بعض الأسلحة، تتم إضافة نتوءات حلزونية داخل الماسورة، ما يؤدي إلى دوران الرصاصة وحفاظها على استقرار طيرانها الأفقي.
رصاصات البنادق، مثل رصاصة ريمنغتون 223، تترك فوهة السلاح بسرعة تصل إلى 4390 كلم في الساعة. وهذه سرعة كافية لتغطية مسافة 11 ملعب كرة قدم، في الثانية الواحدة.
وبالمقارنة، فإن رصاصة من مسدس لوغر عيار 9 ملم تغطي نصف تلك المسافة، بسرعة تصل إلى 2200 كلم في الساعة.
أما بندقية AK-47، الأكثر شيوعاً في العالم، فرصاصتها أقل من سرعة رصاصة البنادق الأخرى، وتبلغ نحو 2580 كلم في الساعة. لكن نظراً لأنها تُعتبر سلاحاً آلياً، فإنها تطلق النار باستمرار لحين ترك الزناد، ويمكنها إطلاق ما يصل إلى 600 طلقة في الدقيقة.
ما مدى الارتفاع الذي تبلغه الرصاصة في الجو؟
أمضى باحثو المقذوفات الكثير من الوقت في دراسة سلوك الرصاص الذي يتم إطلاقه أفقياً، لأنها معلومات مفيدة لتحسين دقة وسرعة الرماة. ولكن عندما يتعلق الأمر بإطلاق الرصاص مباشرة في الهواء، فليس هناك قدر كبير من البيانات.
يقول موقع How Stuff Works إن الرصاصة التي يتم إطلاقها إلى الأعلى تقطع مسافة تتراوح بين 1.6 إلى حوالي 3 كيلومترات، وتختلف تلك المسافة بحسب زاوية إطلاقها ونوع السلاح المستخدم.
مع ذلك، أُجريت بعض التجارب في فلوريدا التي أُطلق من خلالها الرصاص في الهواء من أسلحة مختلفة، تتراوح من البنادق إلى المدافع الرشاشة، مع محاولة قياس المدة المستغرقة حتى تسقط، والمكان الذي سقطت فيه.
وفي مجلد صدر عام 1947 بعنوان Hatcher's Notebook، يقول اللواء بالجيش الأمريكي جوليان هاتشر إن رصاصة من عيار 30 أُطلقت من بندقية موجهة بشكل مستقيم سترتفع إلى 2743 متراً خلال 18 ثانية، ثم ستعود إلى الأرض في 31 ثانية أخرى.