تمتاز العديد من الدول حول العالم بالعديد من المهرجانات والاحتفالات السنوية، التي تعبّر عن التنوع الثقافي والتاريخي لها.
بعض هذه المهرجانات تمتاز بطابعها الغريب، والأخرى تُعرف بكونها خطيرة، فيما البعض منها تتخللها أجواء من الفكاهة والمرح، ما يخلق نوعاً من الدهشة والفضول لدى الحضور.
في هذه المقالة سنتعرف على خمسة من أغرب هذه المهرجانات الموجودة في بقاع مختلفة بالعالم، أحدها موجود في دولة عربية، ويحظى بشعبية كبيرة، بالرغم من الجدل الكبير حوله.
مهرجان قفزة الشيطان في إسبانيا
يعود تاريخ هذا المهرجان إلى سنة 1620، والذي يطلق عليه اسم "الكولاشو" كذلك، ويعتبر واحداً من بين أكثر الاحتفالات غرابة في العالم.
ويعتمد هذا الاحتفال على معتقد تطهير الأطفال والرضع من الخطيئة، وجلب حياة سعيدة خالية من الأرواح الشريرة لهم.
ومن أجل تطبيق طقوس مهرجان قفزة الشيطان، يتم وضع الأطفال حديثي الولادة، في الفترة التي لا تتجاوز 12 شهراً من تاريخ تنظيم المهرجان.
يتم وضع الطفل الرضيع في فراش خاص، وتركه على الطريق حول مدينة "كاستريلو دي مورسيا" الموجودة في شمال إسبانيا، ثم يتم القفز فوقهم من طرف الحضور.
وبالرغم من انتشار هذا المهرجان، فإنه في نفس الوقت لا أحد يعرف أصل هذا التقليد، إضافة إلى أن الكنيسة الإسبانية دائماً ما تعبّر عن رفضها له، مشيرة إلى أن تعميد الأطفال هو الطريقة الوحيدة التي تساعد على تطهير وحماية الأطفال لا غير.
مهرجان أصحاب الشعر الأحمر في هولندا
إذا كنتَ من أصحاب الشعر الأحمر، فهذا يعني أنك من بين المدعوين للمهرجان السنوي الذي يقام نهاية شهر أغسطس/آب، في مدينة تيلبورغ الجنوبية.
وقد تم تأسيس المهرجان بمحض الصدفة سنة 2005، من طرف الرسام الهولندي بارت روينهورست، بعد أن وجد نفسه منجذباً نحو الصفات الجمالية لأصحاب الشعر الأحمر، فقام بإعلان لرسم 15 شخصاً منهم، لكنه تلقى بدل ذلك 150 رداً، ومن هناك كانت البداية.
تحوَّل الحدث من تجمع للرسم إلى مهرجان سنوي الهدف منه الحصول على ثقة أكثر بالنسبة للأشخاص الذين يتعرضون في بعض الأحيان للتنمر بسبب لون شعرهم المختلف.
وبعد انتشار المهرجان، أصبح جميع من يمتاز بلون الشعر هذا يحرص على المشاركة في المهرجان، ومن بين الدول المشاركة كل من المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا.
وفي سنة 2013، دخل مهرجان أصحاب الشعر الأحمر موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بعدما اجتمع 1672 شخصاً؛ احتفالاً بهذا اليوم، لتكون هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها هذا العدد الكبير من أصحاب الشعر الأحمر في مكان واحد.
مهرجان الموسيقى تحت الماء في فلوريدا
في دعوة لتعزيز الوعي وحماية الشعاب المرجانية، يتم تنظيم مهرجان موسيقي سنوي غريب في ولاية فلوريدا، وهو مهرجان الموسيقى تحت الماء.
إذ يتم تنظيم هذا المهرجان في الأعماق منذ 30 سنة، في محمية فلوريدا كيز البحرية الوطنية، الموجودة في منطقة تدعى "Looe Key Reef".
ويقوم مجموعة من السباحين المحترفين، الذين يصل عددهم إلى 500 شخص، بالغوص نحو 3800 ميل مربع من المياه بما في ذلك الحاجز المرجاني الذي يوازي سلسلة الجزر، والتي يصل طولها إلى 125 ميلاً.
وخلال عملية الغطس، يرتدي السباحون ملابس لها علاقة بعالم البحار، مع العزف على آلات موسيقية مختلفة، يتم نقلها من خلال مكبرات صوت، مقاومة للماء معلقة تحت القوارب فوق الشعاب المرجانية.
يتم عرض هذا المهرجان عبر قنوات التلفزيون كذلك، وذلك من أجل التشجيع على التقليل من الآثار البيئية على الشعاب المرجانية في العالم.
مهرجان إراقة الدماء في بوليفيا
إذا كان هناك مهرجانات الهدف منها الاستمتاع وتغيير الجو إلى الأحسن، فإن مهرجان "تينكو" الذي يقام في بلدة ماتشا في بوليفيا مختلف تماماً، ودائماً ما تسجل فيه حالات وفيات وإصابات خطيرة بسبب الطقوس الخطرة التي تقام به.
وتينكو يصنَّف على أنه أضخم مهرجان ديني وفولكلوري في بوليفيا، يعود تاريخه إلى مئات السنين، والهدف منه -حسب الروايات الشائعة- هو تقديم الدماء المراقة هدية لآلهة الأرض من أجل الحصول على بركتها.
وفي سنة 2018، توفي 21 شخصاً وأصيب 72 آخرون، في حوادث متفرقة ضمن فعاليات المهرجان، التي تقوم على مشاجرات دامية، وتفجير عبوات الغاز، والقنابل الصغيرة، وغيرها.
مهرجان بوجلود في المغرب
مع نهاية عيد الأضحى في المغرب، يبدأ الاستعداد لمهرجان بوجلود في مدينة أكادير الأمازيغية في المغرب، وهو تقليد سنوي، يعود إلى ما قبل التاريخ، وهناك من يقول إن له أصولاً وثنية، لكنه بقي مستمراً مع الأمازيغ.
ويقوم الشباب بتنظيف جلود الماعز، أو الأبقار، أو الخرفان، بطريقة خاصة، لتكون صالحة للارتداء، ثم تجفيفها وتصميمها بشكل خاص كما هو الحال دائماً.
في مساء اليوم الثاني من عيد الأضحى تبدأ الاحتفالات، بعد تجمع السكان في منطقة الدشيرة، إذ يقوم الشباب المتنكرون بالرقص وإشعال النار وضرب الحضور بأرجل الخرفان، كل هذا على أهازيج موسيقى أمازيغية.