بدأ باحثون ومصنعون في اكتشاف طرق جديدة للتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة، وخاصة من خلال الملابس، بالتزامن مع استعداد العالم لفصول الصيف المستقبلية التي ستكون أكثر حرّاً، نتيجة أزمة المناخ التي صنعها الإنسان، والتي أدت إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة، باتت تتسبب بوفيات سنوية في العديد من الدول.
موقع Business Insider الأمريكي ذكر، الإثنين 11 سبتمبر/أيلول 2023، أن علامات تجارية مثل Bearbottom Clothing، وLifeLabs، وMission شرعت في تقديم منتجات متعددة لهذا الغرض.
تشمل القائمة القمصان التي تستطيع خفض حرارة جسمك بمقدار 3 درجات فهرنهايت، والقبعات التي تخفض الحرارة بمقدار 32 درجة فهرنهايت عند تبليلها.
أوضح الموقع ما تفعله بعض العلامات التجارية للحفاظ على برودة الجسم، وذكر أن Bearbottom Clothing تقدّم ملابسها المعاد تدويرها من مواد البوليستر، والنايلون، وألياف إيلاستان بعد معالجتها بمادة الغرافين، وهذه الأخيرة هي مركب كربون رائع في توصيل الحرارة.
في حين تعتمد منتجات CoolLife من علامة LifeLab على أنسجة متعدد الإيثيلين التي تُتيح لحرارة الجسم الهروب بفعالية أكبر من المواد الأخرى، ما يؤدي إلى خفض درجة حرارة مرتديها بما يصل إلى 3 درجات فهرنهايت حسب موقع الشركة.
كذلك حققت NanoStitch نتائج مماثلة باستخدام أنسجة مصنوعة خصيصاً من الليكرا وخيوط البولي أميد، التي تجعل المواد خفيفة ومساميةً للغاية، ما يساعد في مرور حرارة الجسم عبر ملابس الشركة.
الموقع الأمريكي لفت أيضاً إلى أنه يُمكن اعتبار منتجات علامة Mission هي الأكثر إبهاراً حتى الآن، حيث تستغل الشركة قوة التبخر بواسطة تقنية تُدعى HydroActive™، من أجل تبريد الملابس بمقدار 30 درجة فهرنهايت تحت متوسط حرارة الجسم.
يجب على الشخص أن يبلل قطعة الثياب (أو القبعة، أو قماشة التبريد) بالماء، ثم يعصرها ويرتديها ليحصل على تأثير البرودة. وتساعد قطعة القماش المبللة على تسريع عملية التبخر وتبريد مرتديها بدرجةٍ كبيرة في هذه الحالة.
رغم هذا التطور في صنع الملابس، فإن موقع Business Insider أشار إلى أنه يمكن العثور على أكثر تقنية واعدة ومنتظرة في هذا المجال داخل أحد مختبرات الأبحاث في الصين، إذ طوّر العالم غوانمينغ تاو وفريقه البحثي "نسيجاً فائقاً" حصلوا بفضله على عدة جوائز في عام 2021.
تاو، وهو أستاذ مختبر ووهان الوطني للإلكترونيات البصرية وكلية علوم وهندسة المواد بالصين، قال "إن ارتداء هذا النسيج الفائق يشبه حمل مرآة ومكيّف هواء في الوقت نفسه".
أوضح تاو أن العنصر الشبيه بالمرآة يعكس أشعة الشمس، بينما يساعد النسيج المسامي في استبدال الهواء البارد بدرجة حرارة الجسم، ما يلعب دوراً شبيهاً بمكيف الهواء.
نتيجة لذلك، سيشعر الناس ببرودة وراحةٍ أكبر حتى أثناء الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، كما يعمل فريق تاو على تصنيع هذا النسيج تجارياً منذ نشر ورقتهم البحثية عنه عام 2021.
اختبر الباحثون أيضاً تأثير البرودة الخاص بهذا النسيج عن طريق التنسيق مع طالب دراسات عليا لارتداء قميصٍ فريد من نوعه، حيث صمموا القميص بحيث يكون أحد نصفيه مصنوعاً من القطن العادي والنصف الآخر من النسيج الفائق.
وجلس الطالب في الشمس لمدة ساعة، ثم عاد إلى الباحثين لقياس درجة حرارة الجلد على جانبي جسمه، واكتشفوا أن درجة حرارة جلد الطالب على الجانب المغطى بالنسيج الفائق كانت أكثر برودة بـ4.8 درجة مئوية، أو 9 درجات فهرنهايت، من الجانب المغطى بالقطن.
بحسب الموقع الأمريكي، فإن هذا ليس أول نسيج يجري تطويره لتبريد الجسم، لكن الأنسجة المماثلة الأخرى تُعتبر شديدة الهشاشة والرقة، بينما يتمتع هذا النسيج بسمك يُشبه الأنسجة المستخدمة في صنع الملابس تجارياً، ما يجعل استخدامه عملياً أكثر في الحياة الواقعية بحسب تاو.
يقول تاو: "يُتيح نسيجنا الفائق تبريد الجسم دون الحاجة لأي مدخلات طاقة، كما أن ملمسه يشبه الثياب التقليدية بالكامل تقريباً".