شهد إقليم الحوز في المغرب، مساء الجمعة 8 سبتمبر/أيلول الماضي، واحداً من أعنف الزلازل على مر تاريخ المنطقة، إذ كان مركزه جماعة إيغيل التابعة للإقليم.
وقد شهد الإقليم دماراً كبيراً بسبب الزلزال، الذي حصد عدداً كبيراً من الأرواح، التي قضت تحت الأنقاض، داخل منازلها المبنية على الطريقة التقليدية، غير المقاومة للزلازل.
وحسب آخر الإحصائيات، صباح الأحد 10 سبتمبر/أيلول، فقد خلّف الزلزال أكثر من 2000 قتيل، إضافة إلى مئات الجرحى، بعضهم في حالة خطيرة.
وقد وصلت آثار الزلزال الذي ضرب في عمق 8 كيلومترات بإقليم الحوز، إلى عدد كبير من المدن المغربية، التي عاش سكانها حالة من الرعب، جعلتهم يفترشون الأرض في الشوارع إلى غاية ساعات الصباح الأولى من يوم السبت؛ خوفاً من حدوث أي هزة أخرى.
أين يقع إقليم الحوز؟
يقع إقليم الحوز بالقرب من مدينة مراكش، على بعد 40 كيلومتراً جنوب غربي المغرب، وهو ينتمي إلى جهة مراكش آسفي، تبلغ مساحته ما يزيد على 6200 كيلومتر مربع، وبه أكثر من 40 قرية ومدينة صغيرة.
أغلب مناطق إقليم الحوز قروية، بعضها موجود في مناطق جبلية، يعتبر الوصول إليها صعباً بعض الشيء، ومن هذه القرى نذكر: مولاي إبراهيم، وتحناوت، وأمزميز، ووأسني، وأزكور، وأوريكة، وسيتي فاظمة، وتلال يعقوب، ووزكيطة، وإيغيل التي كانت مركزاً للزلزال الأخير.
يوجد في إقليم الحوز أكبر سلسلة جبلية في المغرب، إضافة إلى أعلى قمة جبلية، وهي جبل توبقال، الذي يبلغ ارتفاعه 4165 متراً فوق سطح البحر.
ساكِنة إقليم الحوز
حسب آخر الإحصائيات التي أجريت سنة 2014، فإن عدد سكان إقليم الحوز يصل إلى أزيد من 700 ألف نسمة، نصفهم من النساء.
ويتحدث سكان إقليم الحوز اللغة الأمازيغية كلغة أولى، ثم اللغة العربية، التي غالباً ما يتم تعلمها عند الاختلاط بسكان المدن الكبرى، أو في المدارس.
ويعد أغلب سكان الحوز من الطبقة المحافظة في المغرب، حيث يتم حفظ القرآن منذ الطفولة، والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي.
يقوم الاقتصاد في أغلب قرى الحوز على نشاطين مهمين، وهما الفلاحة، وتربية المواشي، إضافة إلى الصناعة التقليدية، والنسيج، اللذين يزدهران في مناطق دون أخرى.
ومن أبرز المنتجات التي تشتهر بها المنطقة، قطع الفخار، التي يتم بيعها للسياح من داخل وخارج المغرب، في المناطق السياحية الشهيرة، أبرزها أوريكة، وسيتي فاظمة، وأوكيمدن.
حرف ساكنة إقليم الحوز
يشتهر إقليم الحوز بالحرفيين الذين يعملون في مجال الصناعات التقليدية، من خزف، وصناعة النسيج، والزرابي، وإضافة إلى النجارة والبناء.
وغالباً ما يتم بيع هذه المنتجات في مدينة مراكش، بحكم أنها المدينة الأقرب، والأشهر، التي يزورها آلاف السياح من عدة دول عبر العالم.
كما تقوم نساء الإقليم بالعمل بشكل جماعي في تعاونيات خاصة بالمنتجات الطبيعية، بعضها يدخل في خانة المواد الغذائية، والبعض الآخر يتم استعماله لأغراض تجميلية.
ومن أبرز هذه المواد التي يتم بيعها من طرف هذه التعاونيات، الصابون الطبيعي، وزيت أركان، وزيت الزيتون، والكسكس، والشاي بالأعشاب.
ما يشتهر به إقليم الحوز
يشتهر إقليم الحوز بجبل توبقال، وهو أعلى قمة جبلية في المغرب، إضافة إلى وجود ثلاثة سدود مهمة في المنطقة، وهي سد تكركوست بمدينة أمزميز، وسد مولاي يوسف ببلدة غجدامة، وسد يعقوب المنصور بمنطقة ويركان.
يوجد في الحوز أهم مركز تزلج في المغرب، وذلك بمنطقة أوكيمدن، التي تزدهر بشكل كبير خلال فصل الشتاء بسبب تساقطات الثلوج القوية هناك.
أما في فصلي الربيع والصيف، فإن قرية سيتي فاظمة تعتبر الوجهة الأشهر في الإقليم، وذلك لوجودها بين نهر واقع بين الجبال، حيث يمكن الجلوس في أحد المطاعم التقليدية التي تقدم الطواجن الأمازيغية، والشاي على الطريقة التقليدية.
هناك العديد من الأماكن التي تحاكي تاريخ مراكش القديم، أبرزها مسجد الأعظم في قرية تينمل، والمسجد التاريخي لمنطقة ثلاثاء يعقوب.
كما توجد في بلدة أغمات عدة آثار وقلاع تاريخية، تعود إلى فترة الأندلس، من أبرزها قلعة أمناس، وتامادوت، وضريح المعتمد بن عباد، آخر ملوك بني عباد في الأندلس.