قال موقع Business Insider الأمريكي في تقرير نشره الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2023 إن اليخوت الفاخرة تعد أكبر رمز للثروة والأعمال التجارية المزدهرة، وما يحدث على اليخوت الفاخرة مغلف بالسرية منذ فترة طويلة وموضوع شائعات وتكهنات. ويُلزَم العاملون عليها بالتوقيع على اتفاقيات عدم إفشاء شاملة، وهذا يمنعهم من مناقشة ما يحدث على متن القوارب في العلن.
وقدم مصدر عمل لفترة طويلة على هذه اليخوت، وطلب عدم الكشف عن هويته ليتمكن من التحدث بأريحية، لموقع Insider حصراً فكرة عن الحياة على متن هذه اليخوت وجاذبيتها المتنامية.
غموض يحيط بعالم اليخوت الفاخرة
حتى هوية ملاك الكثير من هذه اليخوت غير معروفة، لأنهم يشترونها في أحيان كثيرة من خلال شبكة معقدة من الشركات الخارجية وليس باسمهم. وقال مصدر موقع Insider إن هذه اليخوت بمثابة تذكرة دخول إلى نادٍ حصري غير مقيد بالحدود بين البلدان.
وقال عن هذا المجتمع العالمي لأصحاب اليخوت الفاخرة المليارديرات: "هم أصغر دولة في العالم. هناك ما بين 2800 إلى 3000 ملياردير. وما يجمع بينهم يفوق ما يجمعهم بأبناء أوطانهم".
وقال المصدر إن مستوى ثروات أصحاب اليخوت الفاخرة يفوق بدرجة كبيرة مستوى نجوم الرياضة والمشاهير الذين تُلتقط لهم الصور أحياناً وهم على متنها. وهم في أحيان كثيرة يمتلكون عقارات وشركات وأشياء أخرى في مجموعة من البلدان التي تتيح لهم اليخوت الفاخرة دخولها بسهولة.
صفقات يجري التفاوض عليها في اليخوت
على متن هذه اليخوت، بإمكان الأثرياء وأصدقائهم المشاهير الاستمتاع بمستوى من الخصوصية والسلام والعزلة نادراً ما يجدونه على البر؛ حيث يواجهون تركيزاً إعلامياً مزعجاً. لكن اليخوت أيضاً مكان مناسب لإبهار الآخرين وتعزيز التواصل وعقد الصفقات، حيث يوفر الجو غير الرسمي فرصاً فريدة لتشكيل علاقات.
وقال المصدر إن مالك يخت كشف أن لليخوت قوة هائلة في عقد الصفقات؛ بحيث إنه خلال "عام واحد على متن أحدها يمكنه تحصيل ثمنه. فمن الصعب جداً أن تقول "لا" وأنت على متن يخت لأسبوع كامل وعائلتك تتلقى عناية لا مثيل لها".
أما بالنسبة لملاك يخوت آخرين، فتوفر لهم يخوتهم الفرصة للهروب من ضغوط حياتهم المهنية والقناع الذي يرتدونه في العمل. وتحدث المصدر عن رجل أعمال يتعرض "لتملق" الناس طوال اليوم، وفي يخته لا يكف أصدقاء قدامى دعاهم في رحلة عن الانتقاص منه.
وقال: "كنت واقفاً على سطح اليخت وأسمع أصدقاءه يسبونه بشتى المسبات ويسخرون منه. وأعتقد أن هذه هي القيمة التي حصل عليها من يخته".
ولكن هذه الثروة الهائلة تصحبها متطلبات قاسية ونوبات غضب. وقال المصدر إن أصحاب اليخوت الفاخرة قد لا يتهاونون حتى مع أصغر الأخطاء أو التأخيرات، ويعمل الموظفون وفق مواعيد محددة.
وقال المصدر: "هل يغضبون لو انتظروا ثلاث دقائق ونصف الدقيقة؟ نعم وردّ فعلهم يكون عنيفاً جداً".
أجهزة تنصت وطائرات تجسس
وخصوصية هذه اليخوت وثروة وشهرة وقوة أصحابها وركابها تجذب حتماً انتباهاً غير مرحب به.
إذ قال سيمون رولاند، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الملكية البريطانية، تقدم شركته Veritas خدمات أمن شاملة لليخوت الفاخرة، لموقع Insider إن من المشكلات الأكثر شيوعاً التي يواجهها طائرات التجسس المسيّرة التي ترسلها المؤسسات الإخبارية لتصوير اليخوت وركابها الأثرياء والمشاهير.
وقال إن "المسيرات مصدر قلق لأصحاب اليخوت الفاخرة"، وأضاف أن المؤسسات الإخبارية الشعبية وصحافة اليخوت الفاخرة تحب استخدام هذه الأجهزة للحصول على "لقطة مربحة" والتقاط صور علوية لليخوت.
وقال إن بعض اليخوت تستخدم أجهزة للتشويش على أنظمة ملاحة المسيرات وتخرجها من الجو، ولكن لا يُعرَف إن كان ذلك قانونياً.
وقال إن الحل الأسهل هو نظام إنذار ينبه الركاب إلى وجود مسيرات، ويتيح لهم الوقت للنزول من سطح اليخت والابتعاد عن عدسات الكاميرات المحمولة جواً.
مراقبة سرية
لكن الطائرات المسيرة ليست الشكل الوحيد للمراقبة السرية الذي يحتاج رولاندز إلى الانتباه إليه. فقد يحاول الجواسيس التسلل إلى اليخوت الفاخرة من خلال أفراد الطاقم، أو من خلال تركيب أجهزة مراقبة، لسرقة معلومات حساسة عن صفقات تجارية أو عن أمور سياسية. وقال إن اليخوت التي يُعرف أن الأثرياء يستأجرونها كثيراً تُستهدف أكثر من غيرها.
وقال رولاندز: "اليخت الذي يعتني بالأثرياء أو الأشخاص المعروفين عليهم أن يستعينوا بشركة مثل شركتي لتأتي وتنظفه قبل أن يصعد أي شخص على متنه للتأكد من أنه لا يحوي شيئاً".
ورغم هذه المضايقات، فالعزلة التي توفرها هذه اليخوت بعيداً عن الشاطئ ستظل إغراءً قوياً لمن يملكون كل شيء يمكن شراؤه بالمال، عدا الخصوصية التي يعتبرها كثيرون منا أمراً مفروغاً منه.