حازت حقن البوتكس على شهرة واسعة خلال السنوات الماضية وبات استخدامها أكثر شيوعاً من أي وقت مضى، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن قوام هذه الحقن هو مادة سامة ربطتها علاقة غريبة بـ"النقانق".
ما العلاقة بين البوتوكس والنقانق؟
قد لا تصدق أن "النقانق السامة" كانت مصدر إلهام حقن البوتوكس التجميلية المنتشرة بشكل شائع في يومنا هذا.
تعود القصة إلى أوائل القرن التاسع عشر عندما كان الناس في ألمانيا يفضلون النقانق الطازجة والتي تبدو نضرة بشكل استثنائي. ولإكسابها هذه النضارة قام بعض المنتجين بالتلاعب بالنقانق وحقنها بمادة مشتقة من لحم الخنزير كي تزداد مبيعاتهم.
لكن مع الأسف تبين أن هذه المادة سامة، وسرعان ما انتشر تسمم "غامض" بالنقانق أدى إلى وفاة العشرات.
دفع ذلك الطبيب الألماني جوستينوس كيرنر للتحري أكثر عن الموضوع وأجرى العديد من الاختبارات على النقانق ليكتشف أن مصدر التسمم هو سم البوتولينوم المميت والذي يكسب النقانق نضارتها.
وشرح كيرنر أن التسمم الغذائي الذي تنتقل عن طريق الغذاء يحدث عندما تكون الأشياء التي نتناولها ملوثة بجراثيم كلوستريديوم البوتولينوم، وهي بكتيريا مقاومة للرصاص تقريباً توجد عادة في التربة في جميع أنحاء العالم. وعندما يلوث الميكروب اللحوم فإنه يزدهر في البيئات المستنفذة للأكسجين. وهذا يجعله الاقتران القاتل المثالي مع الأطعمة سيئة الحفظ واللحوم المملحة.
من النقانق إلى حقن البوتكس
على الرغم من أن مادة توكسين البوتولينوم تسبب مشاكل في الرؤية، وصعوبة في البلع، والقيء، وضعف شديد في العضلات، إلا أن الخبراء اكتشفوا طريقة لتسخير السم وتركيز آثاره بطرق محددة، وقد كانت إحدى تلك الطرق استخدامه في مصل إزالة التجاعيد المعروف باسم العلامة التجارية البوتوكس، والذي زادت نسبة استخدامه أكثر من 700 بالمائة منذ عام 2000، وفقًا للجمعية الأمريكية لجراحي التجميل .
وهذه الزيادة تعكس فقط الاستخدام التجميلي، لكن هذا ليس كل ما في الأمر.
يعتبر توكسين البوتولينوم مفيداً جداً لمجموعة من الأمراض الطبية، بما في ذلك التعرق الزائد والصداع النصفي. كما أنه يمكن أن يريح العضلات المنقبضة بشكل دائم عند الأشخاص الذين يعانون من الشلل الدماغي.
هوس الجمال عند الحضارات القديمة
على الرغم من أن توكسين البوتولينوم هي مادة سامة إلا أن استخدامها شائع في حقن البوتوكس، لكن هوس الجمال مهما كان الثمن لم يكن حكراً على الناس في يومنا هذا، فقد استخدم القدماء أيضاً أمصالاً سامة لتحسين مظهرهم.
على سبيل المثال، قام المصريون القدماء بدهن جفونهم بمزيج سام من خام النحاس والرصاص، مع العلم أن التعرض إلى هذه المواد يؤدي الأرق وتلف الدماغ.
قام اليونانيون بتلطيخ وجوههم بكريم يحتوي على الرصاص، الذي يؤدي في النهاية إلى الجنون. قد يبدو الذهاب إلى هذه الحدود الكبيرة أمرًا سخيفًا بعض الشيء، خاصة عندما يفكر المرء في التضحية بالصحة من أجل الجمال، لكنه ليس بعيدًا كما تظن.
ما زلنا نستخدم الزئبق في بعض مستحضرات تجميل العيون كمادة حافظة.
وفي عام 2007، تبين أن ثلث مستحضرات أحمر الشفاه تحتوي على الرصاص.