قالت صحيفة The Times البريطانية في تقرير نشرته يوم الجمعة 25 أغسطس/آب 2023 إن فريقاً مكوناً من 12 "متعرِّفاً خارقاً"، اختيروا بعناية من مجموعة أولية مكونة من 200 ألف شخص، يعملون من خلال الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لمساعدة تجار التجزئة على مكافحة سرقة المتاجر في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
يتمتع هؤلاء بصفات مضادة لمما يُعرَف بـ"عمى التعرف على الوجوه"، وهو اضطرابٌ عصبي اشتهر من خلال الممثل الأمريكي براد بيت المُصاب به. حيث تستطيع أدوات التعرف الفائقة حفظ وتذكر آلاف الوجوه في كثير من الأحيان بعد رؤيتها مرة واحدة فقط. وقد صيغ هذا المصطلح في عام 2009 من قِبَلِ باحثين من جامعة هارفارد وكلية لندن الجامعية وصفاً لأولئك الذين لديهم قدرة أفضل من المتوسط على تذكر الوجوه.
بعض سكان بريطانيا يعرفون بـ"متعرفين خارقين"
يتمتع حوالي 3% من سكان بريطانيا بالمهارات المعرفية اللازمة ليطلقوا على أنفسهم "متعرِّفين خارقين"، لكن نسبةً قليلة منهم فقط هم من يعرفون أنهم يتمتعون بها.
أطلقت جامعة غرينتش استطلاعاً لتوعية الناس بأنهم قد يمتلكون هذه المهارة السرية. وقد أجرى أكثر من 200 ألف شخص الاختبار في المملكة المتحدة، ومُنِحَ 3% من الذين نجحوا في الاختبار الفرصة لتمرير تفاصيلهم إلى الشركات والمنظمات التي ترغب في الاستفادة من مهاراتهم الفريدة.
إحدى هذه الشركات هي شركة فيس ووتش، وهي شركة خاصة للتعرف على الوجوه يستخدم أكثر من 600 متجر في المملكة المتحدة برمجياتها لتحديد سارقي المتاجر. ويستخدم برنامجها، الذي يكلف كل متجر 10 جنيهات إسترلينية في اليوم، نظاماً مباشراً للتعرف على الوجوه يمكن توصيله بكاميرات المراقبة في المتاجر، وهو متصلٌ بقاعدة بيانات لصور السارقين من المتاجر.
شركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لمواجهة سرقة المتاجر
عندما يدخل لص معروف إلى أحد المتاجر، يُرسَل تنبيهٌ لإعلام الموظفين بأن لصاً قد دخل المتجر. يُستخدَم البرنامج من قِبَلِ متاجر مثل Co-op وBudgens وCostcutters وSports Direct، ويرسل كل متجر أحد الموظفين للتواصل مع السارق وسؤاله عما إذا كان بحاجة إلى مساعدة، ليكون بمثابة رادع لأنه ينبه الفرد الذي يُراقَب.
ولكن قبل إرسال التنبيه من برنامج شركة فيس ووتش إلى المتجر، يجب إجراء فحص يدوي للتنبيه خلال ثوانٍ بواسطة أحد المتعرِّفين الخارقين للتأكد من صحة مطابقة الوجه التي تُنشَأ أوتوماتيكياً.
يجري ذلك من قِبَلِ فريق شركة فيس ووتش المكون من 12 محلِّلاً للوجوه، والذين هم من بين أفضل 0.1% من المتعرِّفين الخارقين الذين حُدِّدوا خلال استطلاع جامعة غرينتش والذين حصلوا على تدريب إضافي على التعرف على الصور.
يمكثون في منازلهم ويستخدمون شاشةً مصممة خصوصاً توفر لهم جميع المعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ القرار في غضون ثوانٍ.
ترسل المتاجر تقارير عن السارقين إلى تطبيق فيس ووتش، وتطلب منهم ملء التفاصيل واللقطات من كاميرات المراقبة الخاصة بها. وتُفحَص بعد ذلك المعلومات والصور من قِبَلِ موظفي الشركة للتأكد من دقتها.
يُدخَل بعد ذلك الوجه في النظام، ثم يجري تمكين إرسال التنبيه إلى المتاجر الأخرى التي تشترك في تطبيق فيس ووتش عندما يدخل السارق إليهم. تُحذَف الصور غير المتطابقة لأحد سارقي المتاجر المعروفين تلقائياً من نظامهم.
تقارير سرية بسرقة المتاجر
يتلقَّى تطبيق فيس ووتش أكثر من 2.500 تقرير سرقة من المتاجر شهرياً من أكثر من 600 مشترك، ويرسل 6 آلاف تنبيه مؤكد يدوياً.
أفادت المتاجر التي تستخدم هذه التكنولوجيا بانخفاضٍ في عمليات السرقة بنسبةٍ تتراوح بين 20 و30%، علاوة على ردع ما يصل إلى 200 سرقة يومياً. وقد ساعد ذلك في تحقيق انخفاض أكبر في عدد الاعتداءات ضد موظفي التجزئة وحراس الأمن في المتاجر التي تستخدم البرنامج بنسبة تصل إلى 35%.
ومع ذلك، حذر الناشطون في مجال الحريات المدنية من أن هذه التكنولوجيا "تدخلية للغاية". وحذرت منظمة بيغ براذر ووتش من أن الاستخدام المتزايد لبرامج التعرف على الوجوه مثل فيس ووتش يشكِّل "تهديداً خطيراً للحريات المدنية في المملكة المتحدة" وحذرت من خطر إساءة استخدام الصور التي يلتقطها التطبيق.