عند الشروع في بناء علاقة زوجية مع شريك أو شريكة الحياة، لا يتوقع أحد على الإطلاق أنه سيرتبط بشخصية تعاني من المشكلات النفسية والعقلية الخطيرة، وأنه قد يرتبط بشخصية سيكوباتية.
لكن مع الأسف، في بعض الأحيان، ينتهي الأمر بالبعض بأن يتزوج أحداً ما بكل حماس، ثم ما يلبث أن يكتشف أسوأ صفاته بعد أشهر، أو ربما حتى بعد سنوات طويلة من المعاشرة والحياة المشتركة.
إذا كانت لديك شكوك حول سلوك شريك حياتك، هناك بعض العلامات والمؤشرات التي تدل على أنك متزوج من مختل عقلياً أو من الشخصية السيكوباتية.
تركيب معقد للشخصية عادةً ما تتم ملاحظته بعد فوات الأوان
على عكس الكثير من الاضطرابات المزاجية والسلوكية الأخرى، فإن الاعتلال النفسي ليس شيئاً يمكن تشخيص أحد به إكلينيكياً، ومثال ذلك اضطرابات الاعتلال النفسي مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع واضطراب الشخصية النرجسية.
ومع ذلك، فإن الشخصية السيكوباتية عادةً ما تكون عدوانية بشكل مزمن وتخلق الصراع أينما ذهبت، بينما يتمتع البعض الآخر منهم بالجاذبية والكاريزما والقدرة على خداع وابتزاز الآخرين بسهولة.
وفي علاقات الزواج خاصة، كلما زاد الوقت الذي تقضيه معهم، زادت احتمالية ظهور نرجسيتهم، وافتقارهم للتعاطف، وتجاهل السلوك الأخلاقي على حساب تحقيق رغباتهم.
مؤشرات تدل على أنك متزوج من شخصية سيكوباتية
من المحتمل أن يُظهر الشخص الذي يُوصف بأنه سيكوباتي بعض السلوكيات المميزة التي تشكّل في حد ذاتها إشكالية في الزواج. فيما يلي بعض السلوكيات التي يمكن أن تكون علامات حمراء:
1- يعانون من مشاكل سلوكية متكررة
يوضح خبراء علم النفس والسلوك أن سجل التنمّر وسلوك الطفولة السيئ عادةً ما يكون من علامات الإنذار المبكر لسلوك الشخصية السيكوباتية.
فهم بارعون جداً في إخفاء اعتلالاتهم النفسية تحت ذريعة متغيرات الحياة الطبيعية، ولهذا السبب يمكن أن يكون سلوك الطفولة المبكر مؤشراً مهماً.
وعادةً ما يبدأ الاعتلال النفسي في مرحلة الطفولة أو المراهقة المبكرة ويميل إلى أن يستمر حتى مرحلة البلوغ، لذا لا يجب تجاهل مؤشراته.
2- لا يتحملون المسؤولية أبداً
إذا رفض زوجك أو زوجتك على الدوام تحمّل اللوم عن أي شيء في علاقتكما أو حياتكما المشتركة، إما بالخداع أو المزاح، أو بلوم الأمور على حساسيتك العاطفية، فأنت على الأرجح تتعامل مع مختل عقلياً.
وذلك لأن الشخصية السيكوباتية لا تمتلك فقط إحساساً متضخماً بالذات، بل ويرون أنهم فوق القاعدة، كما يفتقرون للتعاطف مع الآخرين، وبالتالي لا يشعرون بالذنب أو الندم عندما يتسببون في معاناة الآخرين، وينخرطون في دوامة من الكذب القهري.
3- ميلهم للتورط في الخيانات الزوجية
أظهرت دراسة أجرتها جامعة لندن أن السيكوباتيين مرتبطون أكثر بالاختلاط والعلاقات غير المشروعة، ولا يميلون إلى الالتزام والإخلاص.
وبالنسبة للمرضى النفسيين، لا يتعلق الأمر بالحصول على علاقة مرضية خارج إطار الزواج، بل يتعلق الأمر برغبتهم في إشباع غرورهم.
ويتضح بالإجماع بين أطباء الأعصاب أن السيكوباتيين يفتقرون إلى الوظائف المناسبة في جزء الدماغ الذي ينتج إشارات الندم والخوف والضيق وإحساس الذنب. وهذا بدوره يتيح لهم التصرف بطرق فظيعة دون الشعور بمشكلة أو قلق.
4- الاندفاعية والتهور المستمر
يمكن للسيكوباتيين أيضاً أن يكونوا مندفعين ويظهروا تجاهلاً كبيراً ومتهوراً لسلامة أنفسهم أو الآخرين من حولهم، بما في ذلك إهمالهم لسلامة شريك الحياة وحتى الأطفال.
هذا الاندفاع خطر كبير على السلامة الأسرية؛ لأنه يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات عنيفة ومشاكل خطيرة متعلقة بالعنف الأسري والاعتداء الجسدي والشجار.
5- يعاني من اضطراب الشخصية النرجسية أيضاً
من الأعراض الأساسية للشخصية السيكوباتية هي النرجسية الشديدة، ولهذا السبب يصعب علاج الحالة، فمعظم السيكوباتيين لا يسعون للعلاج ولا يرون أي شيء خاطئ بهم.
كما أنهم يحبون أنفسهم بشكل قاطع ولا يشعرون بالحاجة إلى التغيير.
ويعتقد السيكوباتيون أنهم أفضل من أي شخص آخر من حولهم، فهم يميلون إلى إبراز إنجازاتهم وقصصهم باستمرار وإن كانت تجارب وخبرات مشينة ومخزية.
علاوةً على ذلك، فهم يتحكمون في معظم المحادثات ويعيدونها إليهم أو يكونون مهووسين بمظهرهم أو ممتلكاتهم، وهي الأعراض التي قد تجعل العلاقات الزوجية تعاني بصورة خاصة بسبب اختلال التوازن.
6- الشعور المزمن بالملل والضجر
يتضح أن الجهاز العصبي للمختل عقلياً أو الشخصية السيكوباتية يحتاج إلى الاستمرار في القيام بأشياء مثيرة ليشعر بأنه شخص طبيعي ويصل إلى مستويات الاستثارة الطبيعية القصوى.
هذا يعني أن السيكوباتيين هم الأكثر احتمالاً لبدء أنشطة ممتعة وتجارب جريئة وصاخبة في محاولة لعلاج ضجرهم الدائم، علاوةً على ميلهم لتطوير مشاكل الإدمان بسبب عدم الإحساس بالكفاية.
7- نمط مستمر من السلوكيات المؤذية
بطبيعة الحال، لا يُعتبر القيام ببضع مواقف من الأعراض السالف ذكرها أمراً كافياً لتحديد ما إن كانت شخصية شريك حياتك سيكوباتية أم لا. بل يتطلب الأمر أن تكون تلك الأعراض نمطاً سلوكياً ثابتاً ومتكرراً في مختلف مواقف الحياة الخاصة والعملية على حدٍّ سواء.
8- الأخلاقيات المعيبة والقيم الخاطئة
يحتل الخداع والتلاعب مكانة عالية في الصفات المشتركة التي يمتلكها صاحب الشخصية السيكوباتية، فهم قد يكذبون ويخدعون الآخرين بغرض تحقيق مكاسب شخصية أو لمجرد التسلية، كذلك غالباً ما ينخرطون في سلوكيات يمكن (وغالباً ما تؤدي) إلى الخروج عن القانون.
9- افتقار المهارات الاجتماعية الأساسية
سواء كان ذلك جسدياً أو مالياً أو نفسياً، يميل صاحب الشخصية السيكوباتية إلى إساءة معاملة من حوله، وخاصة شريك الحياة والأسرة الممتدة وبيئة العمل، ويظهرون عادةً تجاهلاً صارخاً للمعايير المجتمعية الأساسية.
وهذا قد يرجع إلى أن بعض الدراسات أشارت إلى أن الأفراد الذين يعانون من السيكوباتية يفتقرون إلى القدرة على فهم المشاعر واستقراء الآخرين مثل الشخص الطبيعي.
10- الحاجة الدائمة لتذكيره بطريقة التعامل اللطيفة
وبغضّ النظر عن الموقف، يجب ألا يحتاج شريك حياتك إلى تذكيرات حول كيفية معاملتك بلطف أو معاملة الأشخاص الآخرين بأساسيات اللطف والإنصاف والاحترام البشري.
إذا كان يجب تذكير زوجتك أو زوجك بهذه الأشياء باستمرار، فيجب أن تفكر في النظر بشكل أعمق في سلوكه مع أخصائي طبي.
كيف يمكن التعامل مع المشكلة بعد اكتشافها؟
قد يكون الزواج من الشخصية السيكوباتية أو المختلة عقلياً أمراً خطيراً وكابوساً محققاً؛ لأنه يهدد أساسيات بناء العلاقة الصحية مع الآخر.
لكن ما لا يدركه البعض هو أنه لا يمكن تغيير شخصية المختل عقلياً ببساطة، وينبغي أن يبدأ الأمر بالشخص المعنيّ نفسه ورغبته في علاج مشاكله.
وتُعد أفضل طريقة للتعامل مع هذه الأزمة الحرجة هو الابتعاد عن العلاقة المؤذية والتعافي من التجربة وتبعاتها المؤلمة على الفرد والأسرة.
ويُعد الحصول على الأدوات والقدرات النفسية اللازمة للانفصال أمراً بالغ الأهمية، لذلك يجب الحصول على مساعدة من طبيب نفسي متخصص لإرشادك وإعدادك ودعم جهودك في هذه المرحلة الحساسة.