في كل نظام شمسي يوجد نجم كبير تدور حوله بضعة كواكب، وفي حالتنا نشير إلى هذا النجم باسم "الشمس" التي تدور حولها الأرض مع سبعة كواكب أخرى، وفي حين تمد النجوم كواكبها بالنور والدفء وتؤمّن نطاق الجاذبية اللازم كي تبقى هذه الكواكب سابحة في مدارها، إلا أنه في حالات معينة قد تتحول هذه النجوم إلى قوة مدمرة، فتقوم ببساطة بالتهام الكواكب المحيطة بها.
هل تلتهم النجوم الكواكب المحيطة بها؟
الإجابة هي: نعم، ففي بعض الأحيان، قد تلتهم النجوم كواكبها الخاصة. يمكن أن يحدث هذا بعدة طرق بدءاً من فقدان الكواكب للطاقة المدارية تدريجياً وانتهاءً بالتمدد النجمي الذي ينتهي بابتلاع الكواكب القريبة وتدميرها.
الكواكب في أنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة
تُلتهم بعض الكواكب التي تأكلها نجومها أثناء تكوين النظام الشمسي. بينما تحتوي معظم الأنظمة الشمسية على كوكب واحد إلى ثمانية كواكب في المتوسط، يمكن أن يكون هناك ما يصل إلى مئة كوكب في أثناء تكوين النظام الشمسي.
مع وجود العديد من الكواكب التي تدور حول نجم واحد، يصعب عليها أن تسبح في مدارات مستقرة. بدلاً من ذلك، ستصطدم الكواكب ببعضها البعض، وسيُطرد بعضها من النظام الشمسي بالكامل، وسيسقط البعض الآخر باتجاه النجم الذي يقوم بتحطيمها والتهامها.
من المحتمل أن يحدث هذا السيناريو مع معظم الأنظمة الشمسية في أثناء تكوينها، وربما حدث ذلك حتى في نظامنا الشمسي قبل مليارات السنين.
الكواكب حول النجوم المحتضرة
الطريقة الأكثر شيوعاً التي تأكل بها النجوم كواكبها هي خلال نهاية حياة النجم. النجوم تعمل بالطاقة من خلال الاندماج النووي للهيدروجين داخل نواتها، وبينما تحتوي النجوم على كميات هائلة من الهيدروجين، فإنها تنفد في النهاية.
ما سيحدث بعد ذلك يعتمد على كتلة النجم، حيث تتوسع النجوم ذات الكتلة الأقل وتتحول إلى عمالقة حمراء، وتنفجر النجوم عالية الكتلة على شكل مستعرات أعظمية. بغض النظر عن شكل الموت النجمي فعادةً ما يكون مصير الكواكب التي تدور بالقرب من النجم محدداً مسبقاً.
عندما يتحول النجم إلى عملاق أحمر، يمكن أن يتوسع عدة مراتٍ أكبر من حجمه الأصلي، ويبتلع أي كواكب تدور في مدار قريب جداً منه. سوف يدمر المستعر الأعظم أيضاً أي كواكب قريبة، إضافة إلى إتلاف تلك التي تدور في مدارات أبعد، وفقاً لما ورد في worldatlas.
المدارات المتحللة
الطريقة الأخرى التي تأكل بها النجوم كواكبها هي من خلال الاضمحلال التدريجي لمدارها. يمكن أن يحدث الاضمحلال المداري بسبب العديد من العوامل، مثل الاحتكاك الناجم عن الغلاف الجوي، وطاقة المد الجاذبة والسحب الكهرومغناطيسي. قد تسقط بعض الكواكب أيضاً في مدارات غير مستقرة، وبمرور الوقت ستقترب تدريجياً من نجمها. وتصبح العملية أسرع تدريجياً، فكلما اقترب كوكب ما من نجمه، زادت قوة جاذبية هذا النجم على الكوكب.
على الرغم من أن هذه الأحداث قد تكون نادرة ويصعب اكتشافها، فإن علماء الفلك كانوا محظوظين بما يكفي للعثور على دليل على اصطدام نجم بالكواكب.
وجدت دراسة حديثة أجراها علماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أدلة رصدية لكوكب يصطدم بنجمه. كان ذلك في نظام شمسي يبعد 12000 سنة ضوئية، ولفترة زمنية وجيزة، لاحظ علماء الفلك زيادة سطوع النجم بشكل مفاجئ للغاية. انفجر الكوكب، مما أدى إلى زيادة مفاجئة في كمية الضوء بالقرب من النجم.
مستقبل نظامنا الشمسي
يمكن للنجوم أن تأكل كواكبها بعدة طرق مختلفة، ولكن هل هذا ينطبق على نظامنا الشمسي والأرض؟ كنجم متوسط الكتلة، سينفد وقود الشمس (الهيدروجين) في النهاية وتتوسع لتصبح عملاقاً أحمر، يتضخم أكبر بعدة مرات من حجمه الحالي. في حين أن هذا لن يحدث قبل 4.5 مليار سنة أخرى على الأقل، لكن عندما يحدث، فمن المرجح أن تبتلع الشمس مداري عطارد والزهرة. واعتماداً على حجم الشمس، قد تُلتهم الأرض أيضاً. وحتى لو لم تكبر الشمس بما يكفي لتأكل الأرض، فإن المسافة بين كوكبنا والشمس ستنخفض إلى درجة تجعل الحياة على الأرض مستحيلة.
لحسن الحظ، لن نكون موجودين آنذاك لنشهد هذه النهاية الكارثية.