كيف يؤثر قضاء وقت طويل في المواصلات من وإلى العمل على صحتك؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/20 الساعة 21:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/20 الساعة 21:42 بتوقيت غرينتش
Shutterstock المواصلات العامة

هل تقضي وقتاً طويلاً يومياً في المواصلات أثناء ذهابك إلى العمل وعودتك منه؟ يؤسفنا أن نخبرك بأن هذا الطريق الشاق لا يسبب الإزعاج اليومي فحسب، بل قد يسبب أيضاً مشاكل صحية على المدى الطويل، وفقاً لدراسة أجراها باحثون بالسويد. 

التنقل الطويل في المواصلات يؤدي إلى مشاكل صحية

أجرى باحثون بالسويد دراسة استمرت منذ عام 2012 وحتى 2018، إذ شملت الدراسة بيانات قدمها نحو 13000 شخص تتراوح أعمارهم بين 16 و64 عاماً، ووجدت هذه الدراسة التي كشف عن نتائجها في أواخر عام 2022، أن قضاء وقت طويل في المواصلات إياباً وذهاباً من وإلى العمل، قد يؤدي على المدى الطويل إلى مشاكل صحية، منها السمنة واضطرابات النوم. 

وشملت البيانات معلومات متعددة حول المشاركين، من ضمنها أوزانهم وعاداتهم الصحية وتاريخهم المرضي ومقدار الإجهاد الذي يتعرضون له في العمل والمسافة الفاصلة بين منازلهم ومكان عملهم. 

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعملون أكثر من 40 ساعة، ويتنقلون أكثر من 5 ساعات أسبوعياً، أكثر عرضة للكسل ومشكلات النوم، مقارنة بأولئك الذين يتنقلون من ساعة إلى 5 ساعات فقط في الأسبوع. 

وبرر الباحثون ذلك بأن الأشخاص الذين يقضون وقتاً أطول في المواصلات، لا يملكون بالغالب الوقت الكافي لممارسة الرياضة، كما أن الإجهاد الناتج عن التنقل طويلاً بشكل يومي، يسبب مشاكل في النوم. 

وعلى الرغم من اختلاف العوامل التي قد تؤثر في صحة المشاركين مثل العمر ونوع العمل أو المهنة والمعاناة مع الأمراض المزمنة أو الاضطرابات الصحية النفسية مثل الاكتئاب، فإن النتائج بقيت كما هي.

shutterstock\ <strong>التنقل الطويل في المواصلات يؤدي إلى مشاكل صحية</strong>
shutterstock\ التنقل الطويل في المواصلات يؤدي إلى مشاكل صحية

 ما هي مسافة التنقل المثالية؟ 

لم يحدد الباحثون المسافة المثالية التي يجب أن تفصل بين مكان العمل والمنزل، لكنهم لاحظوا من البيانات التي جمعوها أن أولئك الذين يبعد عملهم عن مكان إقامتهم 3 كيلومترات أو أقل، أكثر نشاطاً وصحة بشكل عام. 

لكن بكل الأحوال، من المهم معرفة أنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات في هذا الصدد؛ لمعرفة المسافة المثالية التي يجب أن تفصل بين العمل والمنزل، فعلى الرغم من أن الدراسة السابقة استغرقت وقتاً طويلاً وشملت عينة واسعة من المشاركين، فإن الظروف في السويد قد تختلف عن الظروف في باقي البلدان، لذلك لا بد من إجراء مزيد من الدراسات في بيئات مختلفة. 

أضرار عامة قد يسببها التنقل إلى العمل

على الرغم من قلة الدراسات، فإن كثيراً من الخبراء يرجحون وجود أضرار عامة يسببها التنقل اليومي الطويل في المواصلات العامة أو حتى في سيارتك الشخصية.

فإذا كنت تقطع مسافة طويلة يومياً إلى العمل مستخدماً سيارتك الخاصة في بيئة مزدحمة، فإن الازدحام المروري قد يؤدي إلى تعرضك لمستويات غير آمنة من تلوث الهواء، الذي يساهم في مشاكل الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض. 

كذلك، قد يؤدي هذا إلى تفاقم الربو وأمراض الرئة، إذ يمكن أن يحتوي الهواء الملوث الناتج عن السيارات أيضاً على أول أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين والأوزون.

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 4000 شخص في تكساس بالولايات المتحدة، أن أولئك الذين قطعوا مسافات أطول للعمل لديهم احتمالية أكبر للإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم، وكانوا أقل عرضة لتحقيق المعدل الموصى به من النشاط البدني اليومي.

أيضاً، وجدت دراسة أجريت عام 2014 على أكثر من 3400 شخص في كندا، أن قضاء وقت أطول في التنقل بالسيارة كان مرتبطاً بانخفاض الرضا عن الحياة وزيادة الشعور بضغط الوقت، وفقاً لموقع BuzzFeed News.

ووجد استطلاع أجرته مؤسسة جالوب عام 2018، أن العمال الذين يقضون ساعة أو أكثر في التنقل كل يوم يعتبرون رحلاتهم "مرهقة للغاية أو إلى حد ما ". ووجد استطلاع آخر عام 2015، أن المسافرين في المدن الأوروبية الكبرى قالوا إن التنقل في المواصلات إلى  العمل أكثر إرهاقاً من وظائفهم الفعلية.

تظهر الأبحاث أيضاً، أن حياتك الاجتماعية يمكن أن تتأثر كلما طالت مدة تنقلاتك. كان الأشخاص الذين أمضوا أكثر من 20 دقيقة في السفر إلى العمل أكثر احتمالية لقضاء وقت أقل في النشاطات الاجتماعية مثل زيارات الأصدقاء والعائلة، وممارسة الرياضة وحضور حفلات الزفاف.

هذا، بالطبع، قد يضر بالعلاقات أيضاً. وجد استطلاع عام 2011 للأشخاص في السويد، أن الذين يقضون وقتاً طويلاً في المواصلات يومياً يواجهون خطراً أكبر بنسبة 40% للانفصال عن شركائهم.

ووجدت دراسة نشرت عام 2018 في المجلة الأمريكية للطب الوقائي، أن كل ساعة إضافية من وقت التنقل تساوي 15 دقيقة من فقدان النوم، والتي بمرور الوقت، قد تساهم في القلق، وضباب الدماغ، وربما زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب.

كيفية التخفيف من ضغوط التنقل

مع كل هذا، هناك طرق لإدارة الضغط الذي قد تجلبه المواصلات، الحل الأفضل وفقاً للخبراء هو استثمار هذا الوقت الذي تقضيه يومياً في طريقك إلى العمل.

على سبيل المثال، إذا كنت تقود السيارة أو تركب القطار، فيمكنك الاستماع إلى الموسيقى أو البودكاست التي تهدئك أو تجلب لك السعادة. يمكنك أيضاً سماع بعض الكتب المسجلة التي تساعد في تقليل القلق والتوتر. وقد يكون التواصل مع العائلة والأصدقاء أثناء التنقل مفيداً أيضاً.

علامات:
تحميل المزيد