أظهر مزيج تقليدي من الخل والعسل نتائج واعدة في علاج حالات عدوى الجروح المستعصية، بحسب ما كشفه علماء ونشرته صحيفة The Times البريطانية، الخميس 13 يوليو/تموز 2023.
وتُعرف خلطات العسل مع الخل منذ العصور الرومانية على أقل تقدير، فيما أحيت دراسة جديدةٌ الأمل في احتواء هذه الخلطة على خواص المضادات الحيوية، التي يمكن أن تستفيد بها هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
ولتقييم مدى فعالية هذه الخلطة، أجرى باحثون من جامعة وارويك سلسلة اختبارات على غشاء حيوي بكتيري داخل المختبر. حيث استخدموا بأنفسهم مختلف أنواع الخل وحتى حمض الخليك النقي، ثم استخدموا حمض الخليك في مزيجٍ واحد مع العسل الطبي.
وأوضحت الدكتورة فريا هاريسون، من جامعة وارويك: "لقد وضعنا جرعةً صغيرة من العسل، ولم تكن كافيةً لقتل البكتيريا. ثم وضعنا جرعةً صغيرة من حمض الخليك، ولم تكن كافية لقتل البكتيريا بمفردها أيضاً".
وأردفت فريا: "تُعَدُّ هذه الجرعات أقل من تلك التي تستخدمها الممرضات للعناية بجروح المرضى حالياً. لكننا رصدنا موت أعداد كبيرة من البكتيريا عند استخدام الجرعتين الصغيرتين معاً، وهذا أمر حماسي للغاية".
وتابعت قائلة: "نحتاج إلى دراسة ما إذا كان مزج المادتين معاً سيساعد المرضى الذين لا يستجيبون لكل مادة منهما على حدة".
فيما قالت الدكتورة إيرين كونلي، الباحثة في الدراسة: "خلال استطلاعنا لوصفات ما قبل الحداثة، لاحظنا نمطاً يشهد مزج العسل مع الخل لتنظيف أو تغطية الجروح والانتفاخات، مما ألهمنا للتركيز على هذا المزيج في تحليلنا".
ووجد الباحثون كذلك، أن بعض أنواع الخل الطبيعي لديها قدرة أكبر على قتل البكتيريا، وذلك عند مقارنتها بالجرعات المكافئة من حمض الخليك النقي.
وأشارت الدراسة إلى خل الرمان تحديداً كمرشح واعد يستحق مزيداً من الدراسة. إذ يتمتع هذا الخل بنشاط قوي مضاد للبكتيريا، وقد أثبت فعاليته عند مزجه بالعسل، كما هو حال حمض الخليك.
بينما أشارت أبحاث سابقة إلى احتمالية أن تكون بعض العلاجات الطبيعية مفيدة. إذ تبيّن أن عسل المانوكا يحتوي على خواص مضادة للميكروبات، ويساعد في شفاء الجروح. كما أثبت الخل أنه من المطهرات المفيدة.
ويأمل الباحثون الآن أن ينتقلوا إلى مرحلة التجارب السريرية بمشاركة البشر.
حيث قال الأستاذ جوزيف هاردويك، استشاري الجراحات التجميلية والترميمية بمستشفى كوفنتري الجامعي: "لا شك في أن استخدام العلاجات التقليدية بواسطة هيئة الخدمات الصحية الوطنية المعاصرة هو مجال بحثي مثير للاهتمام. إذ تزداد أعباء العناية بالجروح والعدوى سنوياً، بينما نشهد زيادةً في الحالات المسببة مثل مرض السكري. وربما يمكننا استخدام معارف أجدادنا لتحسين الرعاية الصحية التي نقدمها لمرضانا حالياً، وتوفيرها بتكلفةٍ أقل".