نجا المُجدّف الأمريكي، آرون كاروتا، من الموت بعد 33 يوماً من ضياعه في البحر، بعدما ضلّ طريقه في المحيط الهادئ على بُعد أكثر من حوالي 1609 كم من اليابسة، وظنّت عائلته أنه مات في عرض البحر، بعدما انقطعت أخباره، لكنه أبدى تشبثاً كبيراً بالحياة مكنه في النهاية من النجاة.
صحيفة The Times البريطانية، ذكرت الجمعة 30 يونيو/حزيران 2023، أن كاروتا تمنى لو أنه أحضر معه جهاز "السدس البحري" حتى يتمكن من معرفة مكان وجوده بالضبط، بمساعدة الشمس أو القمر أو النجوم بعد ضياعه.
كان قد مضى 3 أشهر على ما كان من المفترض أن يكون رحلة حول العالم في قارب تجديف، وكان كاروتا ينشر مقاطع فيديو بانتظام على وسائل التواصل الاجتماعي عن مسار رحلته، حين توقفت الألواح الشمسية التي كان يستخدمها لتشغيل أدوات الملاحة وأجهزة الاتصال عن العمل.
كان لدى كاروتا جهاز استغاثة الطوارئ، يمكنه تنبيه خفر السواحل، لكنه أحجم عن استخدامه بعد التفكير في تكلفة جهود الإنقاذ، لذلك واصل الرجل البالغ من العمر 45 عاماً التجديف مسترشداً ببوصلة، على أمل الوصول إلى جزر ماركيساس في وسط المحيط الهادئ، في رحلة طولها حوالي 1600 ميل (2574.95 كم).
لكن أصدقاءه، الذين أقلقهم اختفاؤه، أبلغوا السلطات وبحث خفر السواحل الأمريكي عنه، لكنهم لم يعثروا على أي أثر له، وقال كاروتا: "أخبروا والديّ أنني مت".
استمر كاروتا في التجديف، وتحدّث عن كيفية نجاته طوال هذه الفترة في المحيط، مشيراً إلى أنه كان يصطاد أسماك الماهي والدورادو ليتغذى عليها ويتبع روتيناً أسماه "أكل، دعاء، صيد".
بعد 33 يوماً، وعلى بُعد 400 ميل (44 كم) من ماركيساس، قلبت موجة قاربه، وتمكن كاروتا من إطلاق ونفخ طوف النجاة المستخدم في حالات الطوارئ، حاملاً معه جهاز الاستغاثة الذي استخدمه بعد ذلك.
أوضح كاروتا أنه لم يكن يملك أي شيء سوى ملابس السباحة، لكن معنوياته كانت مرتفعة، وقال: "أحب جزء النجاة في هذه القصة. وقلت في نفسي: "أنا في طوف في الماء، هذا رائع"، لكن الطوف (أبسط وسائل الانتقال على سطح الماء) كان به ثقب، وكان عليه أن يفرغه من المياه باستمرار، وكانت سمكة قرش تحوم حوله.
بعد حوالي 3 ساعات، ظهرت طائرة من طراز هرقل- كانت تبحث في بقعة قريبة من البحر عن سفينة مفقودة أخرى- في سماء المنطقة، وأنزلت له طوفاً ومعدات نجاة.
هبط الطرد فوق المياه، لكنه أحجم عن السباحة لأخذه خوفاً من القرش، وأمضى الليل مستلقياً في طوفه المثقوب، محاولاً تجنّب انخفاض حرارة الجسم، وأحياناً يوقظ نفسه لإفراغ المياه.
في اليوم التالي، عثرت عليه سفينة تجارية، وهو لا يزال في البحر الهائج، وأنزلت له سلة على رافعة، وقال إنه مع تأرجح السفينة "كانت ترتفع 10 أقدام وتهبط 10 أقدام، كان عليّ أن أحدد الوقت المناسب لأقفز إليها". وحين تمكن من ذلك هللّ الطاقم. وقال: "لم أكن سمعت أي أصوات بشرية لفترة طويلة".
أنزلته السفينة في هاواي بعد حوالي 10 أيام في البحر، وكان قد تحدث للتو مع والدته، التي ظنّت أنه مات، وسافر أحد الأصدقاء وأقرضه بعض المال حتى يتمكن من استخراج جواز سفر جديد.
كان كاروتا، من ولاية لويزيانا، خبير معاينة حتى عام 2008 حين أُصيب بسرطان الخصية، لكنه لم يتسبب في وفاته، وبدأ حياة جديدة من السفر والعمل الخيري، بتمويل من عمله منتجاً ومقدماً تلفزيونياً مستقلاً.
يقول كاروتا: "لا أملك شيئاً". لكنه يرى أنه لو تمكن من العثور على ممول وقارب جديد، فقد يحاول استئناف رحلته، وقال إنه سيحرص على إحضار جهاز السدس البحري هذه المرة.