يعيش النحل في مجموعاتٍ شديدة التنظيم، لذلك نطلق على العاملين المجتهدين اسم "خلية النحل"؛ ومثل النمل، يُعتبر من الحشرات النشطة جداً. لكن إضافةً إلى دوره المعروف في صنع العسل، يستحق النحل الكثير من الحُب لمساهمته الكبيرة والمفيدة في الطبيعة.
لا يوجد ما يكفي من المعلومات عن النحل، لكن حين تعرفها، لن تتعجب بعدها من أن منظمة الأمم المتحدة تخصّص يوماً عالمياً للنحل (يُحتفل به في 20 مايو/أيار)؛ لأنه ضروري لنمو العديد من الفاكهة والخضراوات المفضلة لدى العديد منا.
النحل، والملقحات الأخرى، مثل الفراشات والخفافيش، تساعد العديد من النباتات -بما في ذلك المحاصيل الغذائية- على التكاثر. فهو ينقل حبوب اللقاح من نباتٍ إلى آخر، بحيث يلقح أكثر من 100 نوع من الفاكهة والخضراوات، من ضمنها: الفراولة، والبطاطس، والتفاح.
لا يقتصر دور النحل، والملقحات الأخرى، على المساهمة المباشرة في الأمن الغذائي وحسب، بل هي عنصرٌ أساسي في الحفاظ على التنوع الحيوي، الذي يُعتبر ركيزة أساسية من ركائز أهداف التنمية المستدامة.
معلومات عن النحل
هل كنتَ تعلم أن البشر استخدموا نحل العسل منذ آلاف السنين؟ يُعتقد أن لوحة موجودة داخل كهف في إسبانيا، وهي من أقدم المعلومات عن النحل -يعود تاريخها إلى 8 آلاف عام- تصوّر إنساناً يجمع العسل.
تُشير آثار شمع العسل على الفخار إلى أن المزارعين الأوائل مارسوا نشاط تربية النحل، قبل نحو 9 آلاف عام، كما عُثر على عسل النحل أيضاً في المقابر المصرية القديمة.
وبحسب المعلومات عن النحل، فيبدو أن عسله كان تحلية نادرة، في النظام الغذائي بعصور ما قبل التاريخ، وترجح بعض المصادر أن استخداماته كانت طبية أيضاً. ويُشار أحياناً إلى أن الإنسان القديم استخدم شمع العسل في صنع الأواني المقاومة للماء.
إليك 5 معلومات عن النحل، نؤكد لك أنها ستُدهشك، في حال لم تكن تعرفها:
1- يتواصل مع بعضه عن طريق الرقص
نعم، هي واحدة من أغرب المعلومات عن النحل.
يتواصل النحل مع بعضه، ويتخذ القرارات، من خلال الرقص. مثلاً، عندما تستكشف نحلة العسل موقعاً جديداً يصلح لإنشاء خلية نحل، فإنها تستخدم ما يُعرف باسم "الرقص الاهتزازي" لإخبار البقية عن الموقع ومناقشة مدى صلاحيته.
واللافت أنه كلما زادت مزايا الموقع، كانت اهتزازات النحل أطول وأكثر حدة. وإذا صادفت نحلة زميلةً راقصة لها، فسوف تنطلق فوراً لتتفقد الموقع، وستقوم بحركات الرقص الاهتزازي أيضاً إذا ما أعجبها المكان.. وهكذا دواليك.
2- النحل الطنان يغضب عند الشعور بالجوع
النحل الطنان، مثل نحل العسل والنحل غير اللاسع، يعيش في مستعمرات ويتصل أفراده ببعضه بعضاً، أي إنه من الصعب أن تجد نحلة طنانة تعيش بمفردها. يمكن أن تبحث عن طعامٍ وحدها، بعيدة عن باقي المجموعة، لكنها بالتأكيد ستعود إلى مكانها الطبيعي.
ولعلّ من أغرب المعلومات عن النحل أنه، وفي رحلة بحث النحلة الطنانة عن الطعام، فقد ينفد صبرها في حال لم تجد ما تأكله.
فقد وجد علماء من سويسرا وفرنسا أنه، في حال ندرة وجود حبوب اللقاح، تلحق النحلة الطنانة الجائعة الضرر بأوراق نباتات الطماطم والخردل بطريقةٍ فريدة من نوعها؛ ما قد يؤدي إلى تفتح تلك النباتات قبل أوانها، بمدة تصل إلى 30 يوماً.
فحبوب اللقاح بالنسبة إلى النحلة تُعتبر مصدراً هاماً للبروتين، التي تحتاج إليه لتغذية صغارها. لكن ارتفاع درجات الحرارة، الناجم عن أزمة تغير المناخ، يؤخر إزهار بعض النباتات التي تحتاجها النحلة من أجل الحصول على الغذاء بعد السبات الشتوي، الأمر الذي يعاني منه النحل في وقتٍ مبكر من الربيع.
3- نحل العسل كاد يُشعل حرباً
هذه واحدة من أغرب المعلومات عن النحل؛ ففي ثمانينيات القرن الماضي، وخلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، عُثر على بقعٍ صغيرة صفراء اللون على أوراق مجموعة كبيرة من الأشجار في كلّ من لاوس وكمبوديا.
أُطلق على هذه البقع اسم "المطر الأصفر"، إذا كان يُعتقد أنها بقايا أسلحة كيميائية، خصوصاً بعدما زعم لاجئون إلى كمبوديا أن هذا المطر تسبب في المرض والوفاة.
تلك المزاعم دفعت الولايات المتحدة إلى اتهام الاتحاد السوفييتي، وحلفائه آنذاك، بالتورط في حربٍ كيميائية، قبل أن يكتشف خبراء النحل لاحقاً أن تلك البقع الصفراء لم تكن سوى فضلات أسراب ضخمة من نحل العسل البري.
4- نحل العسل يمكنه تفادي الهجمات
يتعرض نحل العسل في فيتنام وأجزاء أخرى من آسيا للتهديد من قِبل أنواع قاتلة من الدبابير العملاقة، التي تهاجم خلية النحل، فتقتل البالغين وتفترس الصغار. ويمكن للدبابير من نوع "Vespa Soror " القضاء تماماً على خلية النحل في غضون ساعات.
ومن أغرب المعلومات عن النحل أنه، وللدفاع عن نفسها، لاحظ الخبراء أن الخلية تجمع فضلات الحيوانات التي تجدها على الطرقات أو في البرية، وتمرغ مدخل الخلية بها لتفادي الهجمات.
ومن خلال دراسةٍ نُشرت في ديسمبر/كانون الأول 2020، أطلق الباحثون على هذه الممارسة اسم Fecal Spotting، لأنهم يعتقدون أن البراز من شأنه أن يقلّل الوقت الذي تمضيه الدبابير المفترسة في محاولة اختراق خلية النحل.
تجدر الإشارة إلى أن نحل العسل يُصدر ضجيجاً تحذيرياً قوياً، في حال تعرّض الخلية لهجومٍ وشيك من الدبابير القاتلة.
5- بعض النحل يأكل اللحم
تتغذى الغالبية العظمى من النحل على حبوب اللقاح ورحيق الأزهار، لكن من أغرب المعلومات عن النحل أن بعض الأنواع تطوّرت عبر الزمن لتتغذى على اللحم والدجاج، بحيث استبدلت النباتات المزهرة بأجساد الطيور أو الحيوانات الميتة.
فقد اكتشفت ورقة بحثية -نُشرت أواخر 2021 في mBio– كيف أن نوعاً من النحل يملك ميكروبيوم آكلاً للحوم يتناسب معه.
يُطلق على هذا النوع اسم "نحل النسر" ويعيش في كوستاريكا، ولديه أحشاء غنية بالبكتيريا المحبة للأحماض، المشابهة لتلك الموجودة في الضباع والحيوانات الأخرى، التي تتغذى على الطيور والحيوانات الميتة.
ورغم ذلك، فلا يزال عسل هذا النوع من النحل حلواً، وصالحاً للاستهلاك.