ضجت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة حول العالم بأنباء عن فيروس جديد تسبب في أولى حالات الوفيات أواخر شهر يونيو/حزيران الجاري ويُدعى "فيروس أوز".
المرض الذي أثار حالة من الجدل والنقاشات بين المتابعين ليس جديداً بالمعنى الحقيقي للكلمة، فقد تم اكتشافه وتسميته قبل عدد من السنوات، حتى قبل تفشي فيروس كورونا، لكنه عاد إلى الواجهة اليوم بعد وفاة مسنة يابانية به على الرغم من تلقيها العناية الطبية. فما قصة هذا المرض؟
مقتل أول مريضة بفيروس أوز في العالم
قالت وزارة الصحة اليابانية، الجمعة 23 يونيو/حزيران الجاري، إن امرأة في السبعينيات من عمرها في محافظة إيباراكي أصيبت بلسعة قراد توفيت بسبب التهاب عضلة القلب بعد إصابتها بفيروس أوز.
وقالت الوزارة إنه بينما وردت تقارير عن إصابات محتملة بالفيروس الذي ينقله القراد في الحياة البرية والبشر، يُعتقد أن هذه هي أول حالة قاتلة في العالم.
وبحسب الوزارة، فإن المرأة، التي ليس لها تاريخ في السفر للخارج، زارت مؤسسة طبية الصيف الماضي ظهرت عليها أعراض تشمل الحمى والتعب وآلام المفاصل.
وكان يُشتبه في إصابتها بالتهاب رئوي وبالتالي جرى وصف مضادات حيوية لها، لكن أعراضها تدهورت لاحقاً وتم نقلها إلى المستشفى في مركز تسوكوبا الطبي.
وعندما تم إدخالها إلى المستشفى، تم العثور على قرادة صلبة تمتص الدم في قاعدة فخذها اليمنى؛ لتموت بعد ذلك بحوالي شهر نتيجة التهاب عضلة القلب.
ما هو فيروس أوز ومخاطره؟
وفقاً للمعهد الوطني للأمراض المعدية (NIID) التابع لمنظمة الصحة العالمية (WHO) تحت مظلة الأمم المتحدة، فإنه قد تم اكتشاف فيروس أوز أو (OZ Virus) لأول مرة عام 2018 في حشرة قرادة صلبة وتحمل الاسم الأكاديمي (amblyomma testudinarium).
وفي ذلك الوقت، تم اكتشاف الأجسام المضادة لفيروس أوز في الحيوانات البرية مثل قرود المكاك اليابانية والخنازير البرية والغزلان في مقاطعات توشيبا وجيفو ومي واكاياما وياماغوتشي وأويتا، وكلها واقعة باليابان.
لم يتم توثيق العثور عليه خارج اليابان حتى الآن
وبالرغم من أنه لم يتم العثور على فيروس أوز خارج اليابان حتى الآن. ومع ذلك، راج عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي مخاوف من المرض بسبب سهولة انتقاله وسهولة سوء التشخيص أيضاً.
كذلك لا يوجد لقاح ضد فيروس أوز حتى اليوم، لكن يؤكد الخبراء أنه لم يتم العثور عليه خارج اليابان حتى الآن وأنه لا داعي للقلق، وفقاً للمعهد الوطني للأمراض المعدية في طوكيو.
وأكد المعهد على الحاجة إلى مزيد من البحث لفهم الأعراض والمخاطر المحتملة المرتبطة بالعدوى بشكل كامل، مشدداً على أن الإصابة بالمرض لا تعني الوفاة بالضرورة، وأنه يسبب أعراضاً مشابهة للالتهاب الرئوي المتوسط إذا ما تمت السيطرة على الأعراض.
نوع محدد من القرادة الناقلة للمرض
من جانبهم، أكد الأطباء المختصون بحسب صحيفة "جابان تايمز" (Japan Times) اليابانية، أن القراد الناقل لهذا المرض يتميز بمقاييس مختلفة عن القرادة الشائعة التقليدية في معظم دول العالم، إذ يبلغ قياسها من 3 إلى 4 ملّيمترات.
وبشكل عام، يُعد أفضل إجراء احتياطي للناس هو تجنب تعريض بشرتهم للحشرات في المناطق العامة والحدائق والغابات المفتوحة، وذلك تلافياً للإصابة بأي لدغة حشرات محتملة، مع ضرورة استشارة الطبيب عند المعاناة من أية إصابات.
مخاطر لدغات حشرة القرادة
جدير بالذكر أن حشرة القرادة تعيش عن طريق امتصاص الدم من الحيوانات والبشر. وبالرغم من أن القراد نفسه لا يسبب المرض لكن إذا كان القراد مصاباً بفيروس أو بكتيريا، فيمكن أن ينتقل هذا العامل الممرض من خلال لدغة القراد ويسبب المرض لدى البشر أيضاً.
ومن أكثر الأمراض التي تتسبب لدغات القرادة في نقلها للبشر داء لايم المناعي (Lyme disease)، الأنابلازما (Anaplasmosis)، داء إيرليخ (Ehrlichiosis)، حمى روكي ماونتين المبقعة (Rocky Mountain Spotted Fever) وغيرها. كما يمكن أن تنقل حشرة القرادة البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات بأنواعها.
إسعافات التعرض للدغة القرادة
وبشكل عام، من الضروري القيام بإسعافات أولية بسيطة تجنباً لأية مخاطر عند التعرض للدغة القرادة، وذلك عن طريق استخدام ملقط ذي حافة رفيعة ومحاولة التقاط القراد برفق بالقرب من الجلد قدر الإمكان.
يتم سحب القرادة بثبات بعيداً عن الجلد دون التواء أو سحق القراد أو التسبب في انكسار جزء من جسمها وبقائه داخل الجلد؛ منعاً لحدوث التهابات أو مضاعفات محتملة.
بعدها يتم غسل البشرة بالماء والصابون ووضع كريم أو مرهم مطهر موضعي على الجلد حول اللدغة؛ لكي يتم القضاء على أي بكتيريا أو طفيليات منقولة عبر الحشرة. وفي حال عدم التمكن من التقاط القرادة من الجلد، يُنص بزيارة الطبيب المتخصص أو عيادات الإسعاف.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.