قال موقع Al-Monitor الأمريكي في تقرير نشره الأحد 25 يونيو/حزيران 2023 إن فعاليات "معرض باريس الجوي" قاربت على الانتهاء، ومع أن شركات الطيران الكبرى في الشرق الأوسط لم تخرج من المعرض خالية الوفاض من طلبات الشراء الجديدة، فإن إقبال شركات المنطقة كان أقل مما توقع المحللون.
يُقام المعرض كل عامين، وتجتمع فيه شركات الخطوط الجوية، وشركات تأجير الطائرات، وشركات التصنيع للإعلان عن منتجاتها وتوقيع طلبيات الشراء، وغير ذلك من اتفاقات التعاون الاستراتيجية.
ألف طلبية شراء من معرض باريس الجوي
بلغت صفقات المعرض هذا العام نحو 1266 طلبية شراء، وهو أعلى عدد من الطلبيات تبلغه المعارض الجوية المماثلة منذ "معرض فارنبرة" البريطاني الذي أقيم في عام 2018، أي قبل جائحة كورونا ولما كانت صناعة الطيران لا تزال قوية.
منطقة الشرق الأوسط من أسرع مناطق العالم نمواً من حيث عدد المسافرين الجويين، لموقعها الجغرافي المتميز؛ والخطط الطموحة للتوسع الاقتصادي في عدة دول بالمنطقة، لا سيما الدول الساعية إلى تعزيز قطاع السياحة.
ولكن خلافاً للتوقعات، فإن المعرض لم يشهد سوى طلبات شراء قليلة من شركات طيران الشرق الأوسط، وخاصة أكبر 3 شركات طيران في الخليج: "طيران الإمارات"، و"طيران الاتحاد"، و"الخطوط الجوية القطرية".
شركة سعودية تشتري 30 طائرة من معرض باريس الجوي
مع ذلك، أعلنت شركة "طيران ناس" السعودية للرحلات الجوية منخفضة التكلفة عن طلب شراء 30 طائرة من طراز "إيرباص إيه 320 نيو"؛ وكُشف عن أن الخطوط الجوية الجزائرية كانت هي الجهة التي تقدمت بطلب شراء 8 طائرات "بوينغ 737 ماكس 9" ذات الممر الواحد.
في غضون ذلك، استهلت شركة الطيران السعودية الجديدة، طيران الرياض -المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة- ظهورها الدولي في أول أيام المعرض في 19 يونيو/حزيران، بالتحليق بطائرة نفاثة أرجوانية اللون فوق مطار لو بورجيه. الشركة تمتلك رؤوس أموال وفيرة، ولديها خطط طموحة للتوسع، وتسعى إلى حيازة القدرة على نقل أكثر من 100 مليون مسافر إلى أكثر من 100 وجهة بحلول عام 2030.
وردت شائعات بأن الشركة السعودية الجديدة ستعلن عن تقديم طلبية كبيرة لشراء الطائرات من شركة إيرباص الأوروبية هذا العام، لكن توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية، قال يوم الأحد 24 يونيو/حزيران، إن الشركة لن تتقدم بطلبات شراء في هذا المعرض. وكانت الشركة أعلنت في مارس/آذار عن صفقة لشراء 72 طائرة "بوينغ 787 دريملاينر" من شركة بوينغ الأمريكية.
انخفاض طلبيات الشراء في معرض باريس الجوي
كانت شركة استشارات التصنيع التابعة لـ"المكتب الدولي للطيران" (IBA) توقعت أن يشهد المعرض 2100 طلبية شراء. وقال دان تايلور، رئيس قسم الاستشارات بالشركة، لقد "توقعنا زيادة الصفقات من المنطقة لأن تراكم الطلبات الحالي هو الأدنى منذ 10 سنوات. وتوقعنا أن تقبل دول المنطقة على زيادة أساطيلها الجوية من الطائرات بمتوسط 5% سنوياً على مدى السنوات العشر القادمة. علاوة على ذلك، فإن متوسط سنوات الاستهلاك لبعض الأساطيل قد بلغ 12 عاماً، ما يعني أن بعض الدول صار يتعين عليها تحديث أساطيلها".
وأضاف ستيوارت هاتشر، كبير الاقتصاديين في المكتب الدولي للطيران: "كنا نتوقع طلبات من الخطوط الملكية المغربية، ومزيداً من الطلبات السعودية. ولم نكن نتوقع طلبات من طيران الإمارات في هذه المرحلة".
وكان من المتوقع كذلك أن تعلن "الخطوط الجوية التركية" عن طلبية كبيرة في هذا المعرض، ولكنها قالت في 6 يونيو/حزيران إنها ستطلب 600 طائرة، منها 400 طائرة ضيقة البدن [ذات ممر واحد]، و200 طائرة عريضة البدن [ذات ممرين] من شركتي "إيرباص" و"بوينغ"، خلال الشهرين المقبلين.
كذلك فقد قال هاتشر: "أتوقع أن توقّع شركة طيران الرياض طلبية شراء مع شركة إيرباص في وقت ما، لكنها قد تقطع الطريق حينها على صفقة شراء من دبي". إذ لما كانت المهل الزمنية لتسليم الطلبيات تمتد عدة سنوات، خاصة للأنواع الشائعة مثل طرازي "إيرباص إيه 320" و"بوينغ ماكس 737″، فإن شركات الطيران تتنافس للحصول على الطائرات الحديثة قبل منافسيها.
وقال مكتب الطيران الدولي إن طيران الإمارات والاتحاد والخطوط الجوية القطرية "قد تتحرك للرد" على صفقة الخطوط الجوية التركية المرتقبة بشراء المزيد من الطائرات.