أثار الذكاء الاصطناعي تحذيرات تنبؤية تتعلق بمستقبل جنسنا البشري، وفي أول خطوة على طريق ذلك، فإن محاولات طبية بمساعدته ستعيد لامرأة القدرة على استخدام ذراعها بعد أن دهسها القطار مرتين، بحسب ما قالته صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 21 يونيو/حزيران 2023.
ففي سبتمبر/أيلول 2023، انزلقت سارة دي لاغارد (44 عاماً)، على منصة مترو الأنفاق الغارقة بمياه الأمطار، ثم سقطت أسفل عربة قطار داخل محطة هاي بارنيت.
وبعد أن كسر أنفها وأسنانها أثناء السقوط، غادر القطار المحطة ليُهشِّم ذراعها وساقها في الطرف اليمين.
وصاحت والدة الطفلتين طلباً للمساعدة لمدة 10 دقائق وهي عاجزة عن الحركة، ولكن لم يسمعها أحد، حيث وصل قطار آخر إلى المحطة ليُفاقم إصاباتها الكارثية، وتم نقلها إلى المستشفى جواً بعدها، لكن المسعفين عجزوا عن إنقاذ ذراعها وساقها.
وبعد تدخل طبي، على وشك أن تصبح سارة أول امرأة في العالم تستخدم ذراعاً حيوية تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، وتبلغ تكلفتها 317.823 دولاراً. وقد وصفت نفسها من قبل بأنها بشرية بنسبة 80% وآلية بنسبة 20%.
إذ قالت: "ابنتاي متحمستان بشدة وتواصلان السؤال عن مدى قوة الذراع وما سيمكنها تحطيمه. هناك جانبان للذكاء الاصطناعي. وقد يكون أحدهما مرعباً للغاية، لكن الجانب الآخر يمكنه أن يعيد لي جزءاً من حياتي".
وأردفت: "تحتوي الذراع على برنامج، وستتعلم بمرور الوقت الحركات التي أنفذها بشكلٍ متكرر حتى تُسهِّل عليّ تأديتها. وسيبدو الأمر كأنني أحرك ذراعي باستخدام عقلي. حيث سيتصل التجويف المفصلي بالجزء العلوي من ذراعي، وسيحتوي على مستشعرات يمكنها رصد انقباضات عضلاتي. بينما سيحول البرنامج تلك النبضات إلى حركات ذراع".
وأضافت: "لقد رأيت مقاطع فيديو نجحت خلالها اليد في حمل بيضةٍ بثلاث أصابع، أو التقاط عملة معدنية على الطاولة".
وأوضحت سارة أنها حاولت فتح هاتفها والاتصال بالنجدة عندما كانت مستلقية على مسار القطار، "لكن أنفي المكسور جعل برنامج التعرف على الوجوه عاجزاً عن التعرف على وجهي. ثم رآني شخص ما في النهاية، وجاء المسعفون بعدها".
تبرع سخي
واكتشفت العائلة أن الأطراف الصناعية للسيقان متوافرة لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية، لكن مجرد بدء إجراءات الحصول على ذراع قد يستغرق عامين.
وعندما درسوا فكرة اللجوء إلى القطاع الخاص، وجدوا أن الذراع ستكلفهم أكثر من 381.067 دولاراً.
قالت سارة: "ظننت أننا سنجمع نحو 12.700 دولار، لكن الأموال بدأت تنهمر علينا. حيث نظمت مَدرسة ابنتي مسيرةً لجمع التبرعات، وكان الناس كرماء جداً. وتأثرت للغاية حتى عندما كان البعض يتبرعون بـ2.5 دولار فقط".
وتخضع سارة للتدريب على الجهاز منذ بدء عملية جمع التبرعات. ويتألف التدريب حتى الآن من تمارين ثني الذراع وتدوير المعصم. وكان من المقرر تركيبه خلال الأسبوع الجاري، لكن وصول المرفق تأخر، مما يعني أن التركيب سيتم في نهاية الشهر.
وقالت سارة: "ما أزال أشعر بالألم، وتمر علي لحظات أقلق فيها حيال قدرتي على كسب المال مستقبلاً، وأوقات أخرى أشرع فيها بالملل. ورغم ذلك، يجب على المرء أن يواصل المضي قدماً، وأنا أحاول الحفاظ على قوتي من أجل بناتي فحسب. وأعلم أنني محظوظة للغاية لأنني ما أزال موجودةً من أجلهن".