إذا كنت من محبي الفواكه الغريبة والنادرة، فإن فاكهة مانجو بيض الشمس، والتي تسمى كذلك مانجو ميازاكي، يمكن أن تدخل في هذه الخانة، وذلك بسبب اختلافها الكبير عن بقية أنواع المانجو المشهورة، سواء من ناحية الشكل او الطعم.
ويرجع سبب ندرة فاكهة مانجو بيض الشمس إلى أنها تُزرع فقط في اليابان، وبعض المزارع الخاصة في الهند، كما أنها تحتاج إلى رعاية وطريقة زراعة خاصة، من أجل الحصول على شكلها البيضاوي، ولونها الأحمر الذي يميزها.
مانجو بيض الشمس.. تحتاج ظروفاً خاصة لزراعتها
تتم زراعة مانجو بيض الشمس، في محافظة ميازاكي باليابان، وهذا السبب وراء تسميتها الثانية، نسبة إلى المكان الذي زرعت فيه لأول مرة سنة 1984.
إذ يتم حصادها سنوياً في الفترة ما بين شهري أبريل وأغسطس، وذلك بعد أن تتم زراعتها في ظروف خاصة جداً، مقارنة ببقية أنواع المانجو الأخرى.
تعتمد عملية الزراعة على تقنيات متقدمة في الري، إضافة إلى ضرورة توجيه الشجرة إلى مكان به شمس ساطعة ودرجة حرارة ثابتة، لكي تتمكن حبة الفاكهة من الحصول على شكلها الشبيه بالتفاح ولونها الأحمر.
وقبل بداية عملية الزراعة، من الضروري اختيار الشتلات بشكل دقيق للغاية، لتتم زراعتها في تربة غنية بالأسمدة والمغذيات، والتي توجد في بيوت بلاستيكية، لحماية الفاكهة من التلف.
وبعد عملية حصاد الفاكهة، تتم تعبئتها ونقلها إلى السوق بعناية، مع وجود تدابير صارمة لمراقبة الجودة لضمان بقاء الفاكهة في حالة جيدة وسليمة.
إذ إن طريقة الزراعة هذه تجعل طعم مانجو بيض الشمس عبارة عن مزيج بين الأناناس وجوز الهند، ونسبة السكر به تزيد على بقية أنواع المانجو الأخرى بنسبة 15%، فيما تعتبر مليئة بالماء ولها قوام كريمي جداً، يجعل قشرها الأحمر صالحاً للاستهلاك كذلك.
300 دولار لحبة واحدة من المانجو!
ليس من الغريب أن يكون مانجو بيض الشمس من بين أغلى أنواع المانجو في العالم، وذلك لأنه يحتاج لرعاية خاصة ومراقبة دائمة، إلى أن ينضج ويصبح صالحاً للاستهلاك.
إذ إن بعض المزارعين يضعون كاميرات مراقبة، أو يوظفون حراساً دائمين في المكان الذي تنمو فيه أشجار مانجو ميازاكي، وذلك لضمان سلامة محصولهم، وعدم تعرضه للسرقة.
كما أن المزارعين يكونون حريصين على عملية مراقبة جودة حبات المانجو، والتي تحتاج إلى قياس دائم لدرجات الحرارة، ونسبة التهوية داخل البيوت البلاستيكية التي تنمو بها.
الشيء الذي يجعل سعر الحبة الواحدة من مانجو بيض الشمس قد يتراوح ما بين 300 إلى 400 دولار، حسب وزنها والمكان الذي تُباع فيه.
وبالرغم من غلاء سعرها، فإن هذا النوع من المانجو، الذي تزن الحبة الواحدة منه ما يعادل 350 غراماً، مطلوب جداً في اليابان، حسب ما ذكرته مجلة "japanesetaste"، وذلك لأنها تعتبر رمزاً للرفاهية واستعراضاً للمكانة الاجتماعية.
مانجو بيض الشمس.. يُباع في مزاد علني ويقدَّم هدية
لأن هذا النوع من المانجو مميز جداً، ويتم تصنيفه على أنه أغلى الأنواع في العالم، فإنه يتم بيعها سنوياً في مزاد علني في سوق الجملة بمدينة "ميازاكي" في اليابان.
ويجب أن تتوفر حبات المانجو على مجموعة من الشروط، لكي يتم قبولها للبيع في المزاد، أبرزها أن يزيد وزن الحبة الواحدة على 350 غراماً، وأن تحتوي على نسبة سكر لا تقل عن 15٪ ، وأن تكون مثالية في المظهر والشكل واللون.
كما يتم بيعها في متاجر خاصة بالفواكه الفاخرة ذات الشكل المميز والسعر المرتفع، التي يتم إنتاجها في اليابان، مثل البطيخ، والتفاح، والكرز، والفراولة، والعنب.
ويتم شراء هذا النوع من الفاكهة غالباً لتقديمها على شكل هدية، وهي جزء من ثقافة تقديم الفاكهة الفاخرة على شكل هدية في اليابان.
طرق الحصول على مانجو بيض الشمس خارج اليابان
من الصعب الحصول على فاكهة بيض الشمس خارج اليابان، إلا في حال تمت زراعتها في الخارج، مع العلم أن تكلفة زراعتها تصبح مرتفعة مقارنة باليابان، مما يجعل سعرها مرتفعاً بشكل أكبر.
فيما يتم تصديرها بكميات محدودة لبعض الدول تحت الطلب، ولأن محدودية الكميات التي يتم إنتاجها سنوياً، زيادة إلى تكلفة الشحن ورسوم الاستيراد والضرائب، كلها عوامل مساعدة لارتفاع السعر مرة أخرى.
لكن هناك بعض الطرق الأخرى التي تجعل من إمكانية تذوق فاكهة مانجو بيض الشمس ممكنة، وهي شراء بعض المنتجات الغذائية المصنوعة منها، بالرغم من أن طعمها الطازج ألذ بكثير، ومن بين هذه المنتجات: البسكويت، والكعك، والبودينغ، والعصير.
فوائد مانجو بيض الشمس
بالإضافة إلى طعمها اللذيذ والمختلف، فإنه لفاكهة مانجو بيض الشمس عدة فواكه، حسب ما نشرته صحيفة "indianexpress، نقلاً عن اختصاصي بالتغذية الهندي إن لاكشمي.
ويقول إن هذه الفاكهة تعتبر مصدراً مهماً للعديد من الفيتامينات والمعادن الأساسية لصحة الجسم، بما في ذلك فيتامين ج وفيتامين أ والألياف الغذائية.
إذ إن فيتامين ج يدعم نظام المناعة، بينما يعزز فيتامين أ الرؤية الجيدة وصحة الجلد، ويساعد محتوى الألياف على الهضم، وتعزيز صحة الأمعاء.
كما أن هذه الفاكهة تحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد في الحماية من الإجهاد التأكسدي وتعزز الصحة العامة، ومحاربة الأورام السرطانية.
لكن في المقابل، يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية المانجو تفادي تناول هذا النوع كذلك، إضافة إلى إمتاع مرضى السكري من استهلاكها، بسبب نسبة السكر الكبيرة التي تتوفر عليها.