تشبثت والدة الأشقاء الكولومبيين الأربعة، (أطفال الأمازون)، الذين تمكنوا من البقاء على قيد الحياة لمدة ستة أسابيع تقريباً في غابة الأمازون، بالحياة أربعة أيام بعد تحطم طائرتهم قبل أن تطلب من أطفالها تركها؛ على أمل زيادة فرص إنقاذهم، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية الأحد 11 يونيو/حزيران 2023.
تأتي تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة الأم بعد الكشف عن مزيد من المعلومات عن صمود الأطفال المذهل وتمكنهم من النجاة. وقال مانويل رانوك، والد طفلين منهم، الأحد، إن زوجته ماجدالينا موكوتوي نجت من الحادث لكنها لقيت حتفها بعد أربعة أيام.
كما قال رانوك: "أخبرتني ابنتي أن أمهم قبل أن تموت قالت لهم: "أظن أنه من الأفضل أن تذهبوا. سترون أي رجل هو والدكم، وسيغمركم بنفس القدر من الحب الذي غمرتكم به أنا".
كان أطفال الأمازون – وأعمارهم 13 عاماً و9 أعوام و4 أعوام و11 شهراً- يسافرون مع والدتهم من قرية أراراكوارا الأمازونية إلى سان خوسيه ديل غوافياري حين تحطمت طائرتهم من طراز سيسنا، بعد أن أبلغ الطيار عن عطل في المحرك في الساعات الأولى من يوم 1 مايو/أيار.
عثر كلب بوليسي على الأشقاء المنتمين إلى قرية هويتوتو الجمعة 9 يونيو/حزيران، بعد أن أمضوا أكثر من شهر في منطقة تكثر فيها الثعابين والبعوض وحيوانات أخرى.
الفارينا ساعدت أطفال الأمازون على النجاة
حيث قال قريب أطفال الأمازون، فيدينسيو فالنسيا، إن ما ساعدهم على النجاة تناول الفارينيا، أو دقيق الكسافا، ومعرفتهم بثمار الغابة المطيرة، وأضاف: "حين تحطمت الطائرة، أخذوا الفارينيا من الحطام، وساعدتهم على النجاة".
كما أوضح فالنسيا: "وحين نفدت منهم الفارينيا، بدأوا في أكل البذور. ويبدو أن الأطفال يدينون بحياتهم لأختهم الكبرى، ليزلي، التي حافظت على سلامتهم وإطعامهم بالاستعانة بمعلوماتها عن الغابة المطيرة التي نقلتها إليها والدتها".
فيما كان توقيت الحادث في صالح الأطفال أيضاً. إذ قالت أستريد كاسيريس، رئيسة المعهد الكولومبي لرعاية الأسرة، إن الأطفال تمكنوا من تناول الفاكهة لأن "الغابة كانت في فترة الحصاد".
بينما قال الجنرال بدرو سانشيز، الذي كان مسؤولاً عن جهود الإنقاذ، إنه عُثر على أطفال الأمازون على بعد 5 كيلومترات من موقع تحطم الطائرة في غابة صغيرة. وقال إن فرق الإنقاذ مرت على مسافة 20 إلى 50 متراً من المكان الذي عُثر فيه عليهم مرتين، لكنها لم تنتبه إليهم.
كما قال سانشيز: "الأطفال كانوا في حالة ضعف شديد. كانت قوتهم تكفيهم بالكاد ليتنفسوا أو يأكلوا حبة فاكهة أو يشربوا قطرة ماء في الغابة".
على أن بعض الالتباس لا يزال محيطاً بسبب عدم العثور على أطفال الأمازون قبل ذلك، رغم مرور فرق البحث قريباً منهم. وقال قريبهم إن الخوف ربما دفعهم للاختباء من المنقذين.
تبين أن كلب الإنقاذ البوليسي ويلسون ساهم بدور رئيسي في العثور على الأطفال. إذ قال الأشقاء للمسؤولين إنهم أمضوا وقتاً مع ويلسون، وهو من نوع الراعي البلجيكي، لكن الكلب اختفى بعد ذلك.
فيما قال الجيش الكولومبي إن الكلب، الذي تلقى تدريباً على الإنقاذ لمدة عام، ربما أصيب بالارتباك بسبب الأمطار الغزيرة وضعف الرؤية، وربما تأثر سلوكه بالاحتكاك بالحيوانات البرية مثل النمور والأناكوندا.
أعلن رئيس كولومبيا، غوستافو بيترو، الجمعة عن العثور على الأطفال، الذين التقاهم في المستشفى يوم السبت 10 يونيو/حزيران.
حيث قال بيترو: "الغابة أنقذتهم. هم أبناء الغابة، وهم أيضاً أبناء كولومبيا". واحتفت المغنية الكولومبية شاكيرا بإنقاذ أطفال الأمازون أيضاً، وغردت: "معاناة ليزلي وسوليني وتين وكريستين ومعجزة نجاتهم هزتنا جميعاً وأعطتنا أعظم مثال على الوحدة والصمود".