حذّرت دراسة جديدة من أن الجليد البحري في القطب الشمالي يمكن أن يختفي تماماً في غضون 10 سنوات، وقد استخدم العلماء المقيمون في كوريا الجنوبية وكندا وألمانيا، بيانات الرصد من الأعوام 1979 إلى 2019، لإجراء عمليات محاكاة جديدة، وفق ما جاء في الدراسة التي نشرت في مجلة "Nature Communications"، الثلاثاء 6 يونيو/حزيران 2023.
كما أوضح العلماء في الدراسة أنه حتى لو قام العالم بإجراء تخفيضات كبيرة في تلوث ارتفاع درجة حرارة الكوكب اليوم، فإن القطب الشمالي لا يزال بإمكانه أن يشهد فصول صيف خالية من الجليد البحري، سيحدث ذلك مبكراً في ثلاثينيات إلى خمسينيات القرن الحادي والعشرين.
أضافت الدراسة أن الباحثين قاموا بتحليل التغييرات خلال فترة 40 عاماً، من 1979 إلى 2019، وقارنوا بيانات الأقمار الصناعية المختلفة والنماذج المناخية لتقييم كيفية تغير الجليد البحري في القطب الشمالي.
حيث وجد الباحثون أن ذوبان الجليد كان إلى حد كبير نتيجة للتلوث الذي يسببه الإنسان، ويؤدي لارتفاع درجة حرارة الكوكب.
من جانبه، قال سونغ كي مين، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ في جامعة بوهانغ للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية: "لقد فوجئنا بأن القطب الشمالي سيكون خالياً من الجليد في الصيف بغض النظر عن جهودنا في تقليل الانبعاثات، وهو ما لم يكن متوقعاً".
كما أضاف أنه بمجرد أن يصبح صيف القطب الشمالي خالياً من الجليد، فإن تراكم الجليد البحري في المواسم الباردة سيكون أبطأ بكثير، ما يزيد احتمالية بقاء القطب الشمالي خالياً من الجليد البحري في موسم الشتاء الأكثر برودة. ووفقاً له، فإن هذه الدراسة الجديدة تظهر أنه يمكن أن يحدث قبل 10 سنوات، بغض النظر عن سيناريوهات الانبعاثات.
عندما يتحدث الخبراء عن عدم وجود جليد، فهذا يعني مساحة تقل عن مليون كيلومتر مربع، لأنه قد يبقى هناك جليد على طول السواحل. ويمتد المحيط المتجمد الشمالي على مساحة تقرب من 14 مليون كيلومتر مربع يغطيها الجليد معظم فترات العام. ويُعرف بأن سبتمبر/أيلول هو الشهر الذي يصل فيه الجليد عادة إلى الحد الأدنى السنوي.