تمثل تركيبة "ثورية" لدواء جديد، بارقة أمل لآلاف النساء المصابات بسرطان المبيض، وذلك بعدما ثبت أنها تقلص الأورام بدرجة كبيرة لما يقرب من نصف المرضى المصابين بهذا المرض الخطير، ووصف خبراء نتائج تجارب العلاج بالمهمة، مشيرين إلى أنها تمثل "بداية انفراجة"
صحيفة The Guardian البريطانية قالت السبت 3 يونيو/حزيران 2023، إن العلاج الجديد يثبِّط نمو الورم؛ مما يساعد على منع المرض لسنوات، ونقلت عن خبراء قولهم إنَّ النتائج "الرائعة والمثيرة للغاية" للتجارب السريرية لتركيبة الأدوية.
قُدمت النتائج في أكبر مؤتمر للسرطان في العالم نهاية هذا الأسبوع، وأظهرت أنها كانت "أكثر فعالية بكثير" من أي خيار متاح للمرضى.
إحدى المريضات التي استفادت من العلاج، تحدثت عن كيف حذرها الأطباء من أنه لا يوجد شيء يمكنهم فعله بعد أن قاوم سرطان المبيض العلاج الكيميائي والعلاج الهرموني، لكن العلاج الجديد ساعدها الآن في التغلب على المرض للمرة الثانية؛ إذ قضى على أورامها، ولم تُظهِر نتائج الفحص الأخيرة أي دليل على المرض.
اختُبرت تجربة من مرحلتين، التي قادتها مؤسسة Royal Marsden NHS Foundation Trust ومعهد أبحاث السرطان بلندن، تأثير عقار avutometinib بمفرده وبالاقتران مع defactinib في 29 مريضاً.
أظهرت نتائج التجربة أنَّ نصف المرضى الذين تناولوا الدواء الجديد (45%) شهدوا تقلصاً ملحوظاً في أورامهم، وقد أثبتت التجربة أنَّ فعاليته تعادل تقريباً ضعفي ثاني أفضل علاج، وهو trametinib، الذي تبلغ معدل استجابته 26%.
كذلك جاءت نتائج التجربة أفضل في المرضى الذين يعانون من طفرة سرطانية معينة، إذ شهد 60% ممن لديهم أورام مبيض مدفوعة بالتحور في جين كيراس تقلصاً في حجمها بعد العلاج.
مع ذلك، فإنَّ ما يقرب من ثلث المرضى الذين ليست لديهم طفرة سرطانية أظهروا أيضاً استجابة مشجعة، بنسبة 29%، مما يعد أيضاً تحسناً في العلاج القياسي.
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أن جميع المرضى المشاركين في التجربة كانوا مصابين بسرطان المبيض المَصليّ منخفض الدرجة، وهو أكثر شيوعاً بين النساء الأصغر سناً.
من جهتها، قالت الدكتورة سوزانا بانيرجي، الباحثة العالمية المشرفة على الدراسة، التي استعرضت نتائجها في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية في شيكاغو، إن النتائج يمكن أن تمثل "انفراجة مهمة".
أضافت بانيرجي: "قد تكون هذه النتائج الأولية أخباراً رائعة للنساء المصابات بسرطان المبيض المَصليّ منخفض الدرجة؛ مما يشير إلى خيار أكثر فعالية بكثير من العلاجات الحالية".
ودواء Avutometinib هو مثبط مزدوج لبروتيني كيناز المُنشَط بالميتوجين والساركوما الليفية المتسارعة، وهو نوع من الأدوية المستهدفة التي تعرقل بعض البروتينات التي تساعد في التحكم في نمو السرطان والبقاء على قيد الحياة، وأظهرت الدراسات أنَّ الدواء يمكن أن يفقد فعاليته بمرور الوقت، إذ تطور الأورام مقاومة للعلاج.
لكن رغم ذلك، فعند دمجه مع دواء defactinib -الذي يحارب بروتيناً يشجع مقاومة الأدوية- يعمل avutometinib بشكل أكثر كفاءة. وتصل فعالية تركيبة الدواء إلى أربعة أضعاف فعالية عقار avutometinib وحده.
في هذا الصدد، علّقت الدكتورة كاثلين مور، الباحثة المشاركة في الدراسة، من مركز ستيفنسون للسرطان في أوكلاهوما: "إنَّ جمال هذه التركيبة يكمن في تفوقها على طريقتين تجعل هذه الأورام مقاومة للعلاج".