كشفت السلطات المحلية في إيطاليا، الإثنين 29 مايو/أيار 2023، عن سبب تحوّل قسم من مياه "القنال الكبير" بمدينة البندقية السياحية المشهورة، مؤقتاً إلى اللون الأخضر "الفلوري"، وقالت إن ذلك يعود إلى وجود مادة "الفلوريسين" غير السامة، والتي تُستخدم عادة لفحص شبكات الصرف الصحي.
الهيئة الإقليمية للوقاية والحماية البيئية في فينيتو "أرباف"، أشارت في بيان إلى أن التحاليل "أظهرت وجوداً لمادة الفلورسين في العينات المأخوذة"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أشارت الهيئة أيضاً إلى أن النتائج "لم تثبت وجود عناصر سامة في العينات التي خضعت للتحليل"، من دون تحديد مصدر وجود الفلوريسين في القنال الكبير.
عادةً ما يستخدم "الفلوريسين" لتتبع مسار الشبكات أو لتحديد الانعكاسات بين شبكات مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار.
Authorities are investigating why Venice's iconic Grand Canal has turned bright green. pic.twitter.com/4wKJXz2GH0
— USA TODAY (@USATODAY) May 30, 2023
كان عدد من سكان المنطقة قد أبلغوا يوم الأحد 28 مايو/أيار 2023، عن تغير في لون مياه "القنال الكبير" وسط تكهنات كثيرة، وذكرت صحيفة "لا نوافا فينيتسيا" اليومية المحلية أنّ الشرطة تجري تحقيقها في احتمال أن يكون ناشطون بيئيون خلف هذه الظاهرة.
كذلك أفادت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) بأن حاكم البندقية دعا إلى عقد اجتماع طارئ لقوات الشرطة لفهم ما حدث ودراسة التدابير المحتملة لمكافحته.
ليست هذه المرة الأولى التي يتحوّل فيها لون مياه القنال الكبير إلى الأخضر، ففي العام 1968، ألقى الفنان الأرجنتيني نيكولاس غارسيا أوريبورو طلاءً أخضر في هذه المياه، على هامش الدورة الرابعة والثلاثين من مهرجان البندقية السينمائي، في خطوة ترمي إلى التوعية بالمسائل البيئية.
وكانت جماعات للحفاظ على البيئة قد قامت بتلوين معالم أثرية في إيطاليا، وشمل ذلك استخدام الفحم النباتي لتحويل مياه نافورة تريفي في روما إلى اللون الأسود احتجاجاً على استخدام الوقود الأحفوري.
NEW 🚨 Authorities in Italy are investigating how Venice's Grand Canal turned green
— Insider Paper (@TheInsiderPaper) May 29, 2023
تقع مدينة البندقية، التي تسمى باللغة الإيطالية، "فينيسيا"، في شمال شرق إيطاليا، على ضفاف البحر الأدرياتيكي، وهي عبارة عن 121 جزيرة صغيرة، تفصل بينها مجموعة من القنوات المائية، وترتبط مع بعضها بـ 435 جسراً، وقد تأسست المدينة في العام 568 ميلادياً، من طرف اللاجئين الذين فروا من البر الإيطالي بعد الهجوم الذي تعرضت له روما من طرف "اللومبارديين"، في السنة نفسها.
أدت السياحة التي تعرفها البندقية (المدينة العائمة) منذ سنوات عديدة إلى ارتفاع أسعار العقار والمنازل، ما جعل الطبقة الوسطى وأصحاب الدخل المنخفض يبحثون عن أماكن أخرى للعيش بالبر الإيطالي بأقل كلفة.
كما أنّ معظم البيوت والمحلات الواقعة على ضفاف البحر الأدرياتيكي ومختلف القنوات المائية الفاصلة بين الجزر الصغيرة للمدينة، أصبحت غير صالحة للسكن بسبب تعرضها باستمرار للفيضانات وارتفاع منسوب المياه، ما تسبب في هجرة ساكنيها، باستثناء الأغنياء منهم، القادرين على تمويل تكاليف استمرار العيش في هذه الأماكن الخطرة، كالصيانة والتأمين والضرائب المتعلقة بالوقاية من الفيضانات.
وقد طالب السكان الصامدون في البندقية بوقف التدفق الهائل للسياح الذي بات يزعجهم ويؤثر على نمطهم المعيشي وحياتهم اليومية فانتهى الأمر أخيراً، بسماع غضبهم من طرف السلطات المحلية، بفرض بعض القيود على السائحين.