لطالما تساءل العديد منا عن سبب قدرة النساء على تمييز الروائح أكثر من الرجال؛ إذ قام العديد من الباحثين بإجراء فحوصات وتحليلات طبية للتأكد من السبب الرئيسي الذي يميز المرأة في هذا الجانب، وهذا ما توصل إليه العلم بخصوص ميول النساء إلى الشم أفضل من الرجال.
أسباب قدرة النساء على تمييز الروائح
حسب موقع "preeminent brands" الأمريكي عملت مجموعة من الباحثين في الجامعة الفيدرالية في ريو دي جانيرو في البرازيل على أدمغة ما بعد الوفاة لـ7 رجال و11 امرأة فوق سن 55.
تضم هذه المجموعة أيضاً باحثين من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، بالإضافة إلى جامعة سان فرانسيسكو ومستشفى ألبرت أينشتاين في ساو باولو.
جميع العينات صحية من الناحية العصبية، ولم يعمل أي منها في الأماكن التي يمكنها بالضرورة تحسين القدرات الشمية مثل أماكن الطهي الاحترافية. وجد البحث أن لدى النساء في المتوسط 43% من الخلايا أكثر في البصلة الشمية من تلك الموجودة في أدمغة الرجال.
حسب نتائج الفريق، التي لخصها البروفيسور "روبرتو" من جامعة ريو دي جانيرو، يعود السبب الرئيسي في قدرة النساء على شم عدد كبير من الروائح والتمييز فيما بينها أكثر من الرجال إلى أن للنساء خلايا في البصلة الشمية أكثر من الموجودة في خلايا الرجال.
إذ يوجد في أدمغتنا جزء معين يسمى بالبصلة الشمية، هذا الجزء هو المسؤول عن استقبال الإشارات الخاصة بحاسة الشم من فتحتي الأنف، وتتميز النساء بعدد أكبر من الخلايا داخل هذه البصلة الشمية من تلك الموجودة عند الرجال، كما تمنح هذه الخلايا الأنف القدرة أكثر على اكتشاف الروائح والتمييز بينها.
أهمية حاسة الشم عند المرأة
يلعب الاختلاف في حاسة الشم بين الجنسين دوراً مهماً في تزايد الاختلافات في السلوك الاجتماعي للرجال والنساء. بالطبع، ترتبط حاسة الشم ارتباطاً مباشراً بإدراك الفرد، وتحدد كيفية الارتباط بالبيئة والأشخاص، والأكثر من ذلك أن الرائحة مرتبطة بشكل طبيعي بالتوازنات العقلية والعاطفية عند الإنسان.
حسب موقع "medicalnewstoday" الأمريكي يتعزز التأثير القوي بالرائحة عند النساء عن طرق أنشطتهن المنزلية، سواء من الطبخ أم التنظيف، الشيء الذي يفسر جزئياً سبب رغبة النساء في الحفاظ على منزل أنظف من الرجال.
تحب النساء وضع العطور ومستحضرات التجميل أكثر من الرجال أيضاً، كما تستطيع المرأة التمييز بين أفراد عائلتها بحاسة الشم فقط؛ إذ تخزن خلاياها رائحة كل شخص منهم، ما يجعلها تتعرف عليهم بسهولة دون الحاجة إلى رؤيتهم.
الجانب السلبي لحاسة الشم القوية
البصلة الشمية هي أول منطقة في الدماغ تستقبل إشارات عن الروائح المحسوسة عبر فتحات الأنف. تختلف القدرة على التمييز بين الروائح بشكل كبير بين الأفراد. تظهر الدراسات أيضاً اختلافات ملحوظة بين الرجال والنساء، حيث غالباً ما تتفوق المرأة على الرجل في العديد من أنواع اختبارات استشعار الرائحة.
هناك نظريات تقول إن الاختلافات بين الجنسين في حاسة الشم ترجع إلى التأثيرات المعرفية والعاطفية وليس إلى القدرة الإدراكية.
إلا أن حاسة الشم الفائقة لدى النساء ليست جيدة دائماً؛ ففي بعض الأحيان، يمكن أن تسبب لهن الكثير من الانزعاج، على سبيل المثال الكثافة الزائدة للخلايا العصبية المتجمعة في البصيلات الشمية تعني أن المرأة يمكن أن تشم الروائح أفضل.
ومع ذلك، يمكن أن يجعل ذلك كل يوم أقل متعة بالنسبة لهن لأنهن يملن إلى اختيار روائح مختلفة غير سارة من البيئة. بصرف النظر عن هذا، خذ وقتك للتوقف وشم تلك الأزهار الجميلة وتقدير ما ينقص هؤلاء الرجال.