لا مجال للمزاح! دعابة عن الجيش الصيني تتسبب بغرامة 2 مليون دولار وفتح تحقيق وإلغاء عروض كوميدية

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/21 الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/21 الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش
جنود في الجيش الصيني - رويترز

أثارت مزحة ألقاها الممثل الكوميدي لي هاوشي، عن الجيش الصيني، ضجة على الإنترنت وأدت إلى فرض غرامة قدرها مليونا دولار تقريباً، وفتح تحقيق من جانب الشرطة، وإلغاء عدد من العروض الكوميدية، ما أثار مخاوف من عدم استمرار الكوميديا الارتجالية في الصين، التي تُعد ملاذاً نادراً لحرية التعبير إلى حد ما في البلاد.

رد فعل السلطات تجاه مزحة الممثل الصيني لي هاوشي التي ألقاها في في بكين الأسبوع الماضي، مثّل ضربة كبيرة لأحد أشكال الترفيه الذي اكتسب شعبية من خلال العروض الصغيرة رغم نظام الرقابة الصارم في الصين.

كان صيت الممثل الكوميدي هاوشي قد زاع عندما نشر أحد الأشخاص وصفاً لمزحة ألقاها في عرض أقيم في 13 مايو/أيار 2023، وينظر إليها على أنها مهينة للجيش الصيني، وقالت شرطة بكين على حسابها على موقع "ويبو" إنها تحقق مع الممثل.

كذلك فرض مكتب الثقافة والسياحة في بكين غرامة قدرها 14.7 مليون يوان (2.13 مليون دولار) على شركة "شاو جواو"، ومنعها من استضافة أي عروض في بكين وشنغهاي.

المكتب قال إنه "لن نسمح أبداً لأي شركة أو فرد باستخدام العاصمة الصينية مسرحاً للتشهير المتعمد لصورة جيش التحرير الشعبي المجيدة"، كما ألغت شركات كوميديا أخرى عروضاً كان من المقرر عرضها دون أن تقدم سبباً، وبحسب وكالة رويترز فإن هاوشي اعتذر عن المزحة ورفض التعليق.

في المزحة التي ألقاها هاوشي، روى الأخير واقعة عن كلبين ضالين تبناهما ورآهما يطاردان سنجاباً، وقال إن ذلك ذكّره بعبارة "أحسنوا العمل، وكونوا قادرين على القتال وكسب المعارك". وهو شعار استخدمه الرئيس الصيني "شي جين بينغ" في عام 2013 لمدح أخلاقيات العمل بالجيش الصيني.

المحلل السياسي المستقل وو تشيانغ الذي يعيش في بكين، قال إن "الكوميديا الارتجالية كانت آخر ملاذ يستطيع فيه الناس الاستمتاع بتعليقات مسلية عن الحياة العامة، بعد ما حدث، ستبدأ مساحة الكوميديا الارتجالية وحرية التعبير بوجه عام تتقلص حتماً".

كانت العروض الكوميدية قد لقيت رواجاً في الصين خلال جائحة كورونا، حيث قضى الناس وقتاً أطول داخل منازلهم وهم يشاهدونها، وأكثر هذه العروض شعبية كان عرضاً أنتجته شركة "شاو جواو كالتشر ميديا"، الشركة التي كانت مركز الضجة الحالية.

ممثلة كوميدية صينية مقيمة في الولايات المتحدة رفضت ذكر اسمها الحقيقي، قالت في تصريح لوكالة رويترز: "أخشى أن يؤدي هذا إلى قمع الصناعة بأكملها".

أضافت أن "الكوميديا الارتجالية تسمح لنا بالشعور بالسعادة وإن كانت بمقدار ضئيل وسط المعاناة. ولهذا أعتقد أنه يجب علينا محاولة القيام بشيء لمقاومة القمع، إذا لم نفعل أي شيء فلن تكون لدينا حتى حرية إلقاء النكات في المستقبل".

كذلك قال ممثل كوميدي مقيم في بكين لرويترز- رفض الكشف عن هويته- إن السلطات ألغت عدداً من عروضه في أعقاب تلك الواقعة، وعبّر عن خوفه على مستقبل الكوميديا الارتجالية.

تحميل المزيد