عبر التاريخ عرفت بعض المدن ثروات كبيرة اشتهرت بها في زمانها، فيما توجد مدن أخرى لا تزال إلى يومنا الحالي تزدهر اقتصادياً، منها ما جنت ثروتها من الاقتصاد واخرى كانت معقل الأغنياء، هذه هي قائمة أغنى سبع مدن عبر التاريخ.
معقل الخلافة الإسلامية.. دمشق
تاريخياً كانت دمشق معقل الخلافة الإسلامية، خلالها شهدت المدينة الازدهار والكساد الاقتصادي، بالإضافة إلى تاريخها العريق وصلت مدينة دمشق إلى أوج الازدهار الاقتصادي خلال القرن التاسع عشر للميلاد.
من أهم العوامل التي أسهمت في كونها من أهم المدن حينها هي موقعها الجغرافي، إذ كانت نقطة توقف مثالي للتجار المتطلعين للسفر شرقاً أو غرباً، مثل الكثير من المدن الأخرى في العالم، زادت ثروة مدينة دمشق من خلال موارد بيت المال في الدولة الإسلامية.
بالإضافة إلى حركة التجارة على طريق الحرير، لكن في الوقت الحالي لم تعد دمشق بنفس القوة التي كانت عليها من قبل، لكنها في طريق التعافي برغم الآثار الناجمة عن الحرب التي استمرت في سوريا لأكثر من عقد من الزمن.
أهم مدن الحضارات القديمة.. روما
كانت روما تتربع على قمة الحضارات القديمة، في زمانها لم تضاهِها أي مدينة أخرى، ومع نهاية القرن الأول ميلادي توسعت المدينة لتشمل العديد من مدن المطلة على البحر الأبيض المتوسط ما زاد في ثرائها.
ظلت روما عاصمة للإمبراطورية الرومانية على مر قرون، كما توسعت بشكل كبير في المساحة وزادت ثروتها، كما تدفق رجال الأعمال والتجار الطموحون إلى المدينة أيضاً، من أجل بيع بضائعهم إلى نُخب المجتمع الروماني. وخلال هذه الحقبة، تأسس طريق الحرير لأول مرة ليربط الشرق والغرب.
مدينة غنية من وسط القارة الإفريقية.. تمبكتو
حسب موقع "World Atlas" الكندي مرت مدينة تمبكتو المالية بعصر عرف بالذهبي ما بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر للميلاد، إذ كانت مفترق الطرق الإفريقية والخلافة الإسلامية الثرية في الشرق الأوسط.
ازدهرت في تلك الفترة تجارة الذهب والعاج والرقيق من السلع الأساسية التي يعتمد عليها اقتصاد المدينة، هذا النمو المطرد في الثروة هو ما أطلق معه تأسيس مسجد جينغربر وجامع سنكوري ومسجد سيدي يحيى، بالإضافة إلى إتمام إنشاء جامعة سانكوري.
إلا أن المدينة لم تعد مثل السابق؛ إذ صارت المدينة اليوم مجرد شبح لماضيها التليد، برغم العديد من المحاولات لإطلاق مشاريع الترميم.
مدينة الضباب لندن
تعتبر مدينة لندن القلب النابض للمملكة البريطانية؛ إذ جمعت ثروات عديدة في أوج قوتها، خلال القرن التاسع عشر توسعت الإمبراطورية البريطانية وذلك عبر استعمار العديد من الدول في مختلف القارات، ومع نهاية الحرب العالمية الأولى امتدت بريطانيا لتشمل ربع العالم.
وغالبية الأموال التي أدرتها التجارة والاقتصاد الحر وجدت طريقها نحو لندن. كانت لندن بمثابة المركز الاقتصادي للعالم قبل أن تتجاوزها نيويورك في عشرينيات القرن الماضي.
في يومنا الحالي لا تزال مدينة لندن من بين أغنى المدن في العالم، لكنها أقل مما كانت عليه في السابق، فيما توجد بها العديد من المعالم السياحية التي تشهد على تلك الفترة من الازدهار والتقدم والذي عرف بالعصر الذهبي.
واحدة من أكثر المدن تقدماً في العالم.. نيويورك
في عشرينيات القرن الماضي تجاوزت مدينة نيويورك العديد من مدن العالم من بينها لندن، إذ تضم أكبر المراكز التي تساهم في اقتصاد العالم، من بينها بورصة نيويورك وشارع وول ستريت، ومن ثم فإن الثروة والتمويل كانا دائماً السمتين اللتين تُعرّفان المدينة.
جنت مدينة نيويورك ثروتها خلال بداية القرن التاسع عشر، إذ كانت واحدة من أولى المدن الأمريكية الرئيسية التي اتجهت إلى الصناعة، بالإضافة إلى استقطاب المشاريع والتجار الكبار، لهذا كانت المدينة بحاجة إلى القليل من الوقت لتحتل الصدارة في الاقتصاد العالمي، إذ تعتبر صاحبة أعلى اقتصاد في العصر الحالي.
عاصمة الدولة البيزنطية القسطنطينية "إسطنبول"
كانت مدينة القسطنطينية "إسطنبول حالياً" في يوم من الأيام واحدة من أكثر المدن إغراء على كوكب الأرض. فقد حظيت بمركز الريادة على صعيد العلوم والابتكار والثروة، وكانت عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية طرفاً رئيسياً في تجارة طريق الحرير المربحة.
إذ كانت المدينة في معظم الأحيان مركز وصول السلع الثمينة القادمة من الصين أو الهند، بالإضافة إلى الشرق الأوسط، الشيء الذي ساهم في جنيها ثروات كبيرة، استمر ازدهار المدينة حتى بعد الفتح العثماني عام 1453، لكنها لم تصل قط إلى نفس مستويات النفوذ والهيبة التي حققها الرومان من قبل.
العصر الذهبي للإسلام.. بغداد
ازدهرت مدينة بغداد خلال ما عرف بالعصر الذهبي للإسلام، لتقود العالم في الرياضيات والعلوم والأدب والتجارة. وظلت بغداد واحدة من أثرى المدن في العالم على مدى قرون من الزمان.
اضطلعت بغداد بدور الوسيط بين تجارة آسيا وأوروبا والهند، فتوسعت توسعاً مضاعفاً. كان بيت الحكمة الذي شُيد في القرن التاسع ميلادياً مركزاً للتعليم، قبل أن يتعرض للتدمير بسبب الغزو المغولي. كان غزو المغول وحشياً للغاية لدرجة أن عديداً من المؤرخين يتفقون على أنه السبب الوحيد في عجز المدينة عن استعادة نفوذها المفقود.