في الطبيعة توجد العديد من الأماكن الضخمة التي تثير الاندهاش، فمنها شلالات يقوم السياح بزيارتها من جميع أنحاء العالم، أو ينابيع ساخنة تُستخدم الكثير منها لأهداف علاجية إلى أطول القمم في العالم، إلا أن هناك أماكن أخرى أضخم وأكبر لكنها مخفية تحت سطح البحر.
من منا توقع أن هناك جبلاً طوله أعلى من إفرست، أعلى قمة في العالم، أو شلالات ضخمة تحت الماء، بالإضافة إلى بركة من الماء تحت البحر. إليك أكبر الأماكن الطبيعية تحت مياه البحار.
جبل يصل طوله إلى ارتفاع تحليق الطائرات
في حال قمنا بطرح سؤال حول أعلى جبل في العالم، لعل معظم الإجابات ستكون لجبل إيفرست، إلا أن هناك جباً آخر يتجاوز طوله جبل إيفرست بقرابة 3 آلاف متر، وفقاً لموقع "hawaii" الأمريكي، فإن أعلى جبل في العالم ليس تشومولانغما، بل ماونا كيا. إنها أيضاً أعلى نقطة في هاواي. إنه بركان درع غير نشط يقع في جزيرة هاواي في أرخبيل، جزر هاواي. يرتفع Mauna Kea فوق سطح الماء إلى ارتفاع يزيد على 4 آلاف متر.
لكن يبقى سره الأكبر تحت الماء. ما يفتح أعيننا ليس سوى جزء صغير من هذا الجبل المهيب، ارتفاعه المحسوب من قاع المحيط ، يزيد على 10 آلاف متر. كان هذا الجبل مهماً بشكل خاص للسكان المحليين.
إذ يظهر الجبل في الأساطير المحلية باعتباره أكثر القمم قداسة، فقط زعماء القبائل، ولا يمكن لأي شخص آخر التسلق هنا في وقت واحد. في لغة هاواي، تعني كلمة "Mauna Kea" "الجبل الأبيض"، ويرجع ذلك إلى تكوّن طبقات كثيفة من الثلوج على قمته خلال فصل الشتاء.
أما في الجزء العلوي من الجبل، أي على ارتفاع يصل إلى 4190 متراً فوق مستوى سطح البحر، يوجد أحد أكثر المراصد إثارة للاهتمام في العالم مرصد مونا كيا. نظراً لموقعها على ارتفاع كافٍ، وعزلتها في وسط المحيط الهادئ، فقد تم التعرف عليها كواحدة من أفضل الأماكن في العالم للرصد الفلكي.
وفقاً للعلماء، يبلغ عمر جبل "مونا كيا" حوالي مليون عام، لكن فترة النشاط العالي للبركان مرت منذ مئات الآلاف من السنين. وفقاً لبيانات عام 2003، حدث آخر ثوران بركان ماونا كيا منذ 6 إلى 4 آلاف عام.
جاكوزي الموت والسبب الملح
عند سماع كلمة جاكوزي قد نفكر في الرفاهية والاسترخاء، إلا أن هذا الحوض مختلف، فهو يعني الموت المحتم. يحتوي حوض الموت الساخن أو جاكوزي الموت على نسبة عالية من غاز الميثان، بالإضافة إلى احتوائه على أضعاف ملوحة البحر من حوله رغم وجوده تحت الماء.
هذا الحوض من المياه المغمورة في خليج المكسيك هو بكل تأكيد ليس مكاناً جيداً لقضاء الإجازة؛ إنه جيب سام من مياه البحر، سيقتل بالتأكيد أي شيء يسبح فيه.
حسب موقع "discovery" الأمريكي، اكتشف العلماء هذا المكان المروع في قاع خليج المكسيك، ويبعد حوالي رحلة يوم بالقارب عن ساحل "نيو أورلينز"، في مايو/أيار 2016. تبلغ مساحته حوالي 30 متراً في محيط يبلغ حوالي 4 أمتار وبعمق يقع على بُعد ألف متر تحت سطح الماء.
بالكاد يمكنك تسمية الماء هنا ماء، هذه البيئة تحت الماء أكثر ملوحة بخمس مرات من مياه البحر المحيطة بها، وهي كثيفة لدرجة أنها لا تختلط ببقية الماء.
إن الكثافة الملحية المتركزة في قاع البحر قد أوجدت ما يشبه مرجلاً ساماً من المواد الكيميائية، بما في ذلك غاز الميثان وكبريتيد الهيدروجين. وإذا لم يكن هذا واضحاً بعد، فإن أي شيء يسبح في جاكوزي اليأس "خاسة السرطانات وبعض القشريات والأسماك السيئة الحظ" سيموت بالتأكيد.
يرجع السبب في تكونه إلى ملايين السنين ، كان خليج المكسيك ضحلاً أكثر مما هو عليه اليوم. وعندما تبخرت المياه الضحلة، تركت طبقات هائلة من الملح خلفها، والتي دُفنت ببطء تحت طبقات من الرواسب، ومع نمو الضغط تحولت هذه الطبقات وتصدعت، مما سمح بهروب الملح؛ وخلق مغطس ملحي شديد التركيز لا يختلط بالمياه المحيطة به.
شلالات ضخمة داخل المياه
من شلالات نياجرا بكندا ذات الشهرة العالمية إلى شلالات فيكتوريا على الحدود بين زامبيا وزيمبابوي، إلا أن هناك شلالات لا يمكن رؤيتها إلا عبر الطائرات لوجودها تحت المحيط الهندي على أحد سواحل جمهورية موريشيوس.
حسب موقع "travel awaits" الأمريكي جمهورية موريشيوس هي دولة جزرية تقع على بعد حوالي 1200 ميل جنوب شرق إفريقيا. يبلغ عدد سكان الجمهورية 1.3 مليون نسمة ، معظمهم من أصل هندي. وبقية الناس من أصول كريولية وصينية وفرنسية وإنجليزية وجنوب إفريقية. اللغة الرسمية للبلاد هي اللغة الإنجليزية.
تقع موريشيوس على جرف محيط يرتفع من قاع المحيط. من شاطئ الجزيرة، هناك منحدر تدريجي يؤدي إلى هبوط مفاجئ بطول 2.5 ميل إلى قاع المحيط.
الشلال هو في الواقع خداع بصري يتكون من رواسب الرمل والطمي التي تنزلق أسفل المنحدر ثم تسقط في الهاوية، "تتدفق الرمال والطمي في قاع المحيط بطريقة تجعلها تبدو كأنها تتساقط في شلال، أو كما لو كانت الجزيرة بأكملها تُمتص في مجاري مياه واسعة.