عندما يذكر اسم دولة تركيا، يتبادر إلى الأذهان في الوهلة الأولى العطلات والمناظر الطبيعية الخلابة والأنشطة السياحية المختلفة ما بين شواطئ وتسوق وزيارة مواقع تاريخية تعود لمئات بل آلاف السنين.
ومع ذلك، هناك الكثير مما لا يعرفه البعض عن دولة تركيا الواقعة في مكان فريد بين قارة آسيا وأوروبا، بداية من العاصمة أنقرة التي تختلط على الكثير من الناس بسبب شهرة مدينة إسطنبول أكثر منها، وصولاً لكونها موطن أول مركز تجاري مجمّع في العالم تقريباً، وغيرها الكثير من المعلومات المثيرة للاهتمام.
1- مقر أول مركز تجاري للتسوق في العالم
قد يعتقد البعض أن أول مركز تجاري للتسوق يقع في ميلانو بإيطاليا، فيما يُعرف بـ"غاليريا فيتاريو"، الذي تم تشييده في العام 1861، واستغرق 12 عاماً ليتم إتمامه. لكن في حقيقة الأمر، تحتضن مدينة إسطنبول ما يُعتقد أنه أول مركز تجاري للتسوق بشكله الحالي الذي نعرفه اليوم.
وبالرغم من أن اسمه الرسمي هو "كاباه كارسي" لكنه معروف عالمياً بين السكان المحليين والسياح على حدٍّ سواء باسم "غراند بازار" أو البازار الكبير.
حيث افتُتح هذا المركز التجاري الضخم لأول مرة في العام 1460 في إسطنبول في عهد الدولة العثمانية بأمر من السلطان محمد الفاتح، ونما ليصبح إحدى أكبر مناطق التسوق في العالم وأكثرها شهرة.
مع ما يقرب من 3 آلاف متجر و100 مليون زائر سنوياً، بات البازار الكبير واحداً من أكثر مناطق الجذب السياحي زيارة على وجه الأرض.
2- دولة بها حوالي 70 لغة مستخدمة!
عند الرغبة في التواصل بشكل مثالي مع السكان من مختلف المدن والأقاليم في دولة تركيا، فعلى الأرجح ستحتاج إلى تعلم كيفية التحدث بالعديد من اللغات الأخرى وليس باللغة التركية فحسب.
إذ بالرغم من أن الغالبية العظمى من الناس يتحدثون التركية، لكن هناك لغات أخرى تستخدم عبر مدن تركيا المختلفة، مثل: العربية، والشركسية، والزازية (أو الزازاكية الكردية)، والكرمانجي (اللغة الكردية الشمالية)، واللازية (القوقازية)، والأرمنية واليونانية، وغيرها الكثير من اللغات واللهجات.
وبداية من العام 2023، يتواصل 87.6% من الناطقين الأصليين في تركيا باللغة التركية، اللغة الرسمية للبلاد، وفقاً للإحصاءات الرسمية.
بينما يتحدث باقي السكان بما يتراوح بين 30 إلى أكثر من 70 لغة أخرى.
يمكن أن تكون اللغة موضوعاً مثيراً للجدل في تركيا. ينص دستور تركيا على أن اللغة التركية هي اللغة الرسمية الوحيدة للبلاد. كما تحظر مادة 42 من دستور البلاد صراحةً أي مؤسسة تعليمية أو تدريبية من تدريس أي لغة أخرى غير التركية كلغة أم للمواطنين الأتراك.
ومع ذلك، فإن تركيا هي موطن لمجموعة واسعة من الأقليات واللغات الأجنبية ولغات المهاجرين. بعض هذه اللغات منصوص عليها في القانون كلغات الأقليات، في حين أن البعض الآخر (مع عدد أكبر من المتحدثين) لا يزال غير معترف به من الناحية الرسمية.
3- تركيا لها الفضل في اشتهار هولندا بزهور التوليب
تمت زراعة زهور التوليب لأول مرة في الدولة العثمانية. وقد زرعت البذور وأصبحت رمزاً لهولندا اليوم عندما عاد السفير الهولندي من بلاط السلطان سليمان العظيم (القانوني) في تركيا في القرن السادس عشر إلى أمستردام، مع مجموعة من بصيلات الزنبق القابلة للاستزراع.
وفي أبريل/نيسان من كل عام، يُقام مهرجان لمدة أسبوع في إسطنبول لتكريم الزهرة الوطنية.
4- تمتد إسطنبول عبر قارتي أوروبا وآسيا
من الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام عن إسطنبول أنها مدينة مقسمة إلى قسمين على نهر البوسفور العظيم. إذ تقع الضفة الغربية لإسطنبول في القارة الأوروبية بينما تقع الضفة الشرقية في آسيا.
ويمكن للسائحين الانتقال بين القارتين سواءً عبر الجسور على البوسفور أو قطار المرمراي. حيث تقع 3% فقط من تركيا في أوروبا، بينما تقع الغالبية العظمى منها في القارة الآسيوية.
بالإضافة إلى ذلك، ينقسم الجانب الأوروبي من إسطنبول إلى قسمين عند مدخل القرن الذهبي.
5- مولد "سانتا كلوز" الحقيقي كان في باتارا بتركيا
ولد القديس نيكولاس، الشخصية التاريخية وراء الرجل الذي نعرفه باسم سانتا كلوز حول العالم، في مدينة باتارا الساحلية بتركيا، في العام 300 بعد الميلاد تقريباً. وقد اعتقد الناس أنه رجل مقدس قام بالعديد من المعجزات في حياته، بما في ذلك إنقاذ البحارة من غرق السفن.
لم تصبح حكايات كراماته هي أساس سمعة سانتا كلوز فحسب، بل أصبح القديس نيكولاس أيضاً أحد القديسين الراعين للبحارة. ويأتي اسم سانتا كلوز من الكلمة الهولندية (Sinterklaas)، وهي نسخة مختصرة من اسم (Sint Nikolaas) أو سانت نيكولاس.
لكن وبالرغم من أصول رمز أعياد الميلاد الأكثر شهرة في العالم التي تعود لتركيا، فإن البلاد لا تحتفل تقليدياً بعيد الميلاد لأنها دولة ذات أغلبية مسلمة.