لطالما كان هناك العديد من أطباق الحلويات الشرقية الحاضرة بقوة على موائد الطعام في المناسبات العامة والأعياد في معظم الدول العربية. فما بين وصفات مثل "الزلابية" و"البسبوسة" و"أم علي"، كثيراً ما يتم الاحتفاء بتلك الأطباق بشكل خاص في رمضان والأعياد خلال العام، من بينها عيد الفطر والأضحى، إلا أن كثيراً من الناس لا يعرفون الأصل وراء تسمية تلك الحلويات الشعبية المعروفة؛ وتأتي حلويات "أصابع زينب" على رأس تلك القائمة.
روايات مختلفة حول سبب التسمية
تُعد حلوى "صوابع زينب" أو "أصابع زينب" من الحلويات التي يُقبل كثيرون على استهلاكها، خاصة في شهر رمضان، وهي تتكون من مزيج مخفوق من الدقيق الأبيض والسميد والسكر، ثم تُقلى في الزيت بعد تشكيلها بأحجام معينة لا يتجاوز طولها وعرضها أصابع اليد، ثم تُنقع في القِطر أو العسل الأبيض النقي.
وحول سبب التسمية، ومن هي زينب التي سُمّي تيمُّناً بها، فقد اختلفت الروايات التاريخية حول الأمر، وهناك من أرّخ أنها كانت نتاج الصدفة، في حين وثّق آخرون أنها تطورت في مناسبات مهمة في تاريخ الدولة الإسلامية القديمة بغرض الاحتفال.
الرواية الأولى لحلوى أصابع زينب: احتفالاً بالفوز في المعركة
تقول الرواية الأولى إن سبب ابتكار وتسمية حلويات "أصابع زينب" يعود إلى الرغبة في تطوير نوع من الحلوى لتوزيعها بين الناس على خلفية نجاح جيش المسلمين في الانتصار على أعدائهم على أرض المعركة.
وبحسب الرواية التي تتناقلها العديد من المصادر التاريخية، فإنه في أعقاب معركة عين جالوت سبتمبر/أيلول 1260 ميلادي، التي انتصر فيها المسلمون بقيادة السلطان سيف الدين قطز على جيش التتار المغولي بزعامة هولاكو في منطقة عين جالوت بفلسطين، كان فخر وسعادة الدولة الإسلامية لا مثيل له.
إذ كانت هذه المعركة هي الأولى التي يُهزم فيها المغول منذ عهد جنكيز خان، وكان من نتائجها انحسار المد المغولي الذي أسقط الخلافة العباسية قبل ذلك في العراق.
ويُقال بحسب موقع (Egypt today) المصري للثقافة والمنوعات، إنه بعد عودة قائد الجيش، الظاهر بيبرس، من المعركة منتصراً، أمر الطباخين بتحضير الحلوى وتوزيعها على الشعب للاحتفال.
وعندما تذوق أنواع الحلوى التي أعدها الطباخون، أعجب بصنف جديد كان على شكل أصابع مقلية مغطاة بالعسل الأبيض أو القطر. بالاستفسار من كبير الطباخين عن نوعية الحلوى، ارتبك الطاهي ظناً منه أن الحلوى لم تعجب بيبرس، فأسرع قائلاً إنها "أصابع زينب" في إشارة منه للمسؤولة عن طهي الحلوى ولإخلاء مسؤوليته.
ومن هذا الموقف تمت تسمية الحلوى بهذا الاسم بسبب سوء الفهم.
الرواية الثانية: نسبة لزينب من آل بيت النبي محمد
من بين الروايات العديدة حول نشأة الحلوى المحببة في مصر والدول العربية، وسبب تسميتها بـ"أصابع زينب"، فإن إحداها ترتبط بمنطقة السيدة زينب في مصر، باعتبارها الموطن الأصلي لهذه الوصفة.
وتقول هذه الرواية إن زينب، الأخت الكبرى للإمام الحسين ابن الصحابي علي بن أبى طالب والسيدة فاطمة ابنة النبي محمد، وأثناء زيارتها مصر، قُدمت لها هذه الحلوى كنوع من حسن الاستقبال من المصريين، ومنذ ذلك اليوم عُرفت الوصفة بـ"أصابع زينب"، وتم تحضيرها تيمناً بزيارتها.
الرواية الثالثة: واقعة طريفة بعد إعجاب شاب بفتاة
أما عن الرواية الثالثة، فهي قصة شعبية تداولتها بعض المصادر المصرية كطرفة من الفلكلور القديم، وهي تقول ببساطة إن شاباً أحب فتاة تُدعى زينب، وكانت مغرمة بطهي الحلويات.
وعندما حاول الشاب الارتباط بالفتاة بشكل رسمي، ترددت أسرته فى قبول زواجه منها، ولكن زينب لم تستسلم لهذا الرفض فابتكرت حلوى من مخفوق الدقيق الأبيض والسميد، المقلية في الزيت الغزير، والمغطاة بالقطر الثقيل، وقدمتها لهم كنوع من المبادرة الطيبة لكسب ودهم وموافقتهم.
وبالفعل، تقول الرواية إن أسرة الشاب، الواقع في الحب، أعجبت بالحلوى للغاية وأثنت عليها قائلة "تسلم أصابع زينب" لتحضيرها تلك الوصفة، وفي نهاية المطاف أُطلق على الحلوى اسم "أصابع زينب". ومن هنا انتشرت الوصفة في العديد من أرجاء مصر كرمز لنيل القبول والمناسبات السعيدة.