عرف الإنسان عبر الزمان مختلف معايير الجمال، والتي اختلفت أيضاً من مكان إلى آخر، فمنهم من رأى أن الأقدام الصغيرة عند النساء من أهم مقومات الجمال، وشعوب اختارت أن تكون لها جماجم فريدة واعتبروها من أهم مقومات الجمال.
وفي وقت ليس بالبعيد كانت النساء يلجأن إلى إضافة الغمازات على وجوههن لأنها اعتبرت من معايير الجمال عند المرأة.
على الرغم من أن بعض هذا المعايير قد اختفى تماماً، إلا أن هناك مجموعة من القبائل الإفريقية ما زالت تتمسك بنفس المعايير حتى الآن، ولذلك بعضهم يحتفظ بنفس الوشوم والملابس الغريبة التي يرتدونها، وفيما يلي سنعرض لكم مجموعة من معايير الجمال الغريبة التي كانت تعتمدها بعض الحضارات قديماً.
جماجم متمددة في الحضارات القديمة
قبل 700 سنة كان من السهل تحديد أعضاء النخبة الحاكمة في أجزاء من أمريكا الجنوبية، إذ يرجع ذلك إلى الجماجم الطويلة والغريبة، حسب موقع "independent" البريطاني لم تكن هذه الرؤوس ناتجة عن طفرة جينية بل كانت مفتعلة.
إذ كان يوقع رأس الرضيع بين أعواد خشبية لمدة معينة إلى حين الحصول على جمجمة طويلة، وعرف هذا الشعب باسم "كولاجوا"، لم تعد هذه العادة تمارس في القبيلة الموجودة في البيرو بعد الغزو الإسباني لأمريكا اللاتينية خلال القرن السادس عشر.
كشف التحليل الكيميائى للعظام أن نساء قبيلة كولاجوا ذوات الرؤوس المنتفخة والطويلة عن قصد كن أكثر عرضة لتناول نظام غذائي أوسع من أولئك الذين ليس لديهم تعديلات في الجمجمة. لاحظ الفريق أيضاً أن هؤلاء النساء عادةً ما يعانين من إصابات أقل من النساء ذوات الجمجمة غير المتغيرة؛ إذ كانت تعتبر هذه العادة من علامات النبل والجمال عند النساء والرجال على حد سواء.
معايير الجمال.. الأقدام الصغيرة في الصين
شهدت الصين طريقة واحدة من علامات الجمال الغريبة؛ حيث كانت من أهم هذه العلامات أن تكون الفتاة تتمتع بقدم صغيرة للغاية، ولذلك على مدار ألف عام كان يتم ربط أرجل الفتيات ووضعها داخل أحذية خشبية لا تستطيع أن تخلعها.
حسب موقع "cnn" الأمريكي لكن خلال القرن العشرين اعتبرت هذه العملية جريمة؛ وذلك لأنها كانت تسبب الإعاقات للفتيات والسيدات في ذلك الوقت؛ ففي المعتقدات القديمة لسكان الصين كانت أقدام اللوتس "الصغيرة" إحدى علامات الجمال والسبيل إلى الزواج.
برد أو شحذ الأسنان بإفريقيا
من بين الأساليب الغريبة التي عرفها العالم واعتبرتها بعض الشعوب من علامات الجمال هي شحذ الأسنان ببعض الدول الإفريقية، إذ كانت العملية تجرى بشكل يدوي على الأسنان الأمامية لإعطائها شكلاً شبيهاً بالمثلث.
انتشرت هذه العادة خلال القرن الثامن عشر بدول شرق وجنوب إفريقيا، وكانت طريقة لتمييز الشعوب، إلى جانب الوشوم التي عرفت بها هذه المناطق.
حسب موقع "hadithi.africa" طقوس شحذ الأسنان هي الأكثر شيوعاً بين شعب الماكوندي في جنوب شرق تنزانيا وشمال موزمبيق، غالبية المجموعات العرقية في جمهورية الكونغو الديمقراطية بما في ذلك شعب بوبوتو وزابو زاب. تمارس بعض القبائل في جمهورية إفريقيا الوسطى، و Bemba في زامبيا، وحتى Yao في ملاوي وأجزاء من زامبيا طقوس شحذ الأسنان إلى هذا اليوم.
رقبة طويلة في آسيا
حسب موقع "guardian" تعد قارة آسيا من أشهر بقاع الأرض التي كانت لديها علامات غريبة للجمال، ومن بين هذه العلامات هي تمديد الرقبة لدى الفتيات، إذ تعرّف النساء من قبائل كيان عن أنفسهن من خلال أشكال لباسهن وكذلك ارتداء حلقات العنق والملفات النحاسية التي توضع حول الرقبة.
تبدأ هذه الطقوس حين تبلغ الفتاة عمر الرابعة وتوضع أربع لفات من السلك حول رقابهن، وتزداد عدد اللفات حتى تصل في الأخير إلى 25 لفة، ولكن الحقيقة أن هذه اللفات لا تزيد من طول الرقبة وإنما تدفع الأكتاف للأسفل.
الشامات في القرن الثامن
بعد اكتشاف مستحضرات التجميل في ذلك الوقت، كان للشامات الصناعية مكانة خاصة عن النساء؛ حيث تم استخدامها بصورة كبيرة للغاية، مما جعل الأمر يصل إلى أن مكان الشامة يكشف أشياء عن صاحبتها.
على سبيل المثال إذا وضعت المرأة الشامة فوق الشفاه فهذا يعني أنها عزباء، وإذا كانت على الخد الأيمن فهي متزوجة وإذا كانت على الأيسر فهذا يعني أنها أرملة.
الغمازات خلال القرن العشرين
في القرن الماضي كانت تعتبر الغمازات واحدة من أبرز علامات الجمال عند النساء، وكانت الأنثى التي لا تمتلك الغمازات هي قليلة الجمال، مما دفع بعض المخترعين إلى تسجيل إلى ابتكار جهاز في عام 1923 بعمل الغمازات، وكان الجهاز يثبت في الأذن ويضغط بشدة على الوجه حتى يترك به أثر الغمازات.