نقلت صحيفة New York Times الأمريكية أن بعض موظفي جوجل بدأوا في دق أجراس الخطر، وذلك للتحذير من أنشطة تطوير الذكاء الاصطناعي في الشركة. وقد ذكرت الصحيفة أن اثنين من موظفي جوجل، المكلفين بمراجعة منتجات الذكاء الاصطناعي، قد حاولا منع الشركة من إصدار بوت الدردشة بالذكاء الاصطناعي "بارد Bard". حيث شعر الثنائي بالقلق نظراً للتصريحات الخطيرة أو المغلوطة التي كانت تصدر على لسان بوت الدردشة، بحسب التقرير.
في حين أوصى المراجعان العاملان تحت إشراف مديرة مجموعة الابتكار المسؤولة في جوجل، جين جيناي، بحظر إصدار بارد خلال تقييم المخاطر في مارس/آذار 2023. ونقلت الصحيفة الأمريكية هذه المعلومات عن مصدرين مطلعين على العملية، وقالت إن الموظفين شعرا بأن بوت الدردشة ليس جاهزاً بعد، على الرغم من تدابير الحماية، وفق التقرير الذي نشره موقع Business Insider الأمريكى، الثلاثاء 11 أبريل/نيسان 2023.
مخاطر بوت الدردشة
لكن الصحيفة الأمريكية نقلت عن الأشخاص الذين تحدثت إليهم قولهم إن جين عدّلت الوثيقة، وذلك لحذف التوصيات المرتبطة بمخاطر بوت الدردشة أو التقليل من شأنها.
بينما قالت جين للصحيفة إنها "صحّحت الافتراضات غير الدقيقة، كما أضافت المزيد من المخاطر والأضرار التي يجب أخذها بعين الاعتبار في الواقع". وأردفت أن المراجعَين لم يكن يفترض بهما الإدلاء برأيهما في مسألة استمرارية المشروع. في ما قالت شركة جوجل للصحيفة الأمريكية إنها أصدرت بارد في صورة نسخة تجريبية محدودة، وذلك نتيجةً لتلك النقاشات.
يُذكر أن الأشهر الأخيرة شهدت ضغوطاً قوية في عالم التقنية لنشر منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي. ومن الواضح أن السباق انطلق بفضل إصدار شركة OpenAI لبوت الدردشة شات جي بي تي Chat GPT، الذي حظي بشعبيةٍ واسعة النطاق، لكن سرعة التطوير بدأت تدق أجراس الخطر في بقية الأماكن.
مطالب بتعليق أنشطة تطوير الذكاء الاصطناعي
أما في مارس/آذار 2023 فقد وقعت عدة شركات معروفة في مجال الذكاء الاصطناعي على خطاب مفتوح، ودعت خلاله إلى تعليق أنشطة تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدم لمدة ستة أشهر. وقال الخطاب إن شركات الذكاء الاصطناعي أصبحت عالقةً في "سباق خارج عن السيطرة"، واستشهد بالمخاطر الجوهرية التي تهدد المجتمع نتيجة التقنيات المتقدمة.
حيث شارك في التوقيع على الخطاب جون بوردن، زميل الأبحاث في مركز دراسة المخاطر الوجودية بجامعة كامبريدج. وصرح بوردن لموقع Business Insider الأمريكي في السابق بأن معدل تطوير الذكاء الاصطناعي قد ارتفع بوتيرةٍ غير مسبوقة.
كما أوضح: "قبل خمس سنوات، كانت هناك أشياء نظن أنه من غير الواقعي انتظارها خلال العقد المقبل، لكنها حلّت ثم رحلت. وعلى نطاقٍ أوسع، يمكن القول إننا لسنا مستعدين بعد للتأثير الذي قد تُحدثه هذه التقنية -نظراً لأننا لا نعرف كيف تؤدي تلك النماذج اللغوية عملها فعلياً".