39 دقيقة فقط تصنع فرقاً كبيراً.. كيف يمكن أن يؤدي تقليل فترة النوم إلى الإضرار بصحة طفلك؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/12 الساعة 02:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/12 الساعة 02:30 بتوقيت غرينتش
أثر النوم على صحة الأطفال iStock

كما هو معلوم، للنوم أهمية كبيرة في الحفاظ على الصحة؛ خصوصاً بالنسبة للأطفال، إذ ينصح الخبراء أن تتراوح عدد ساعات نومهم ما بين 8 إلى 12 ساعة تبعاً لأعمارهم. لكن هل تعتقدون أن تقليل مدة النوم بمقدار ضئيل مثل 39 دقيقة على سبيل المثال قد يشكل فارقاً بالنسبة لهم؟ 

أثر النوم على صحة الأطفال

وجدت دراسة حديثة نُشرت في الدورية العلمية "JAMA Network Open" أنَّ عدم حصول الأطفال على قسطٍ كافٍ من النوم قد يضر بصحتهم الجسدية والعقلية على حدٍّ سواء.

عندما تناقصت فترة نوم الأطفال المشاركين في الدراسة بمقدار 39 دقيقة فقط، انخفض مستوى سعادتهم انخفاضاً ملحوظاً، ولم يتأقلموا جيداً في المدرسة، وتراجعت صحتهم النفسية، وفقاً لما ورد في موقع Healthline الأمريكي.

كيف تؤثر قلة النوم على الأطفال؟

وفقاً لمؤلفي الدراسة، لم يُعرف الكثير عن مدى تأثير قلة النوم في الأطفال الأصحاء والهدف من هذه الدراسة كان بحث هذا الأمر.

كان الأطفال المشاركون جزءاً من دراسة أخرى أُطلق عليها اسم "DREAM"، حيث اتبع الأطفال نمط حياة تضمّن الراحة اليومية وتناول الطعام الصحي ومراقبة النشاط.

أما في هذه الدراسة، التي أجريت عام 2022، خضع الأطفال لأسابيع من النوم المُقيّد والنوم المطول بشكل متناوب. شارك في الدراسة إجمالي 100 طفل يتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون من مشكلات في النوم وتتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاماً.

أثر النوم على صحة الأطفال\ shutterstock
أثر النوم على صحة الأطفال\ shutterstock

تغيّرت مواعيد نوم الأطفال، حيث أصبحت إما بعد ساعة واحدة من الموعد المعتاد (النوم المقيد) أو قبل ساعة واحدة من الموعد المعتاد (النوم المطول)، لكن لم تتغيّر مواعيد الاستيقاظ المعتادة للأطفال.

طلب الباحثون بعد ذلك من الآباء والأطفال على حدٍّ سواء تقييم جودة الحياة ذات الصلة بصحة الأطفال باستخدام استبيانات مختلفة.

أشاد الدكتور فيليب بيرتل، أحد الخبراء في مجال النوم بمستشفى "هيوستن ميثوديست"، بتلك الدراسة، موضحاً أنَّ ما وجده الباحثون يتلخص في أنَّ عدم الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم، حتى ولو لمدة أسبوع واحد، يمكن أن يقلل من جودة حياة الطفل.

قال بيرتل: "كانت هناك تأثيرات سلبية كبيرة في الصحة الجسدية المتصورة، وكذلك في القدرة على التعامل مع البيئة المدرسية".

لاحظ بيرتل أيضاً أنه لم يُعرف بعد كيف يمكن أن تؤثر تلك النتائج  في نمط حياة الأطفال على المدى الطويل أو في مجموعة سكانية أكثر تنوعاً.

أثر النوم على صحة الأطفال\ shutterstock
أثر النوم على صحة الأطفال\ shutterstock

لماذا هذه النتائج مهمة؟

قال الدكتور عزيزي سيكساس، أستاذ الطب النفسي والعلوم السلوكية بجامعة "ميامي"، إنَّ نتائج هذه الدراسة تُمثّل "جرس تنبيه للآباء لكي يتعاملوا بجدية مع مسألة النوم –سواء لأطفالهم أو أنفسهم".

وأوضح أن "جميع مكونات الحياة الصحية قد تتأثر إيجاباً أو سلباً بالنوم –بدايةً من خيارات الطعام والأداء في التمارين إلى مهارات التأقلم والمشاركة الاجتماعية".

في السياق ذاته، قال بيرتل إنَّ هذه الدراسة تحديداً مهمة؛ لأنَّ معظم الدراسات من هذا النوع شارك فيها أطفال يعانون من اضطرابات في النوم. أظهرت تلك الدراسة الجديدة وجود علاقة مباشرة بين قلة النوم وجودة الحياة ذات الصلة بالصحة لدى الأطفال الأصحاء.

وأضاف: "توضح النتائج أنَّ جميع الأطفال يحتاجون إلى أخذ قدرٍ كافٍ من النوم الهانئ للحفاظ على صحتهم الجسدية وحالتهم النفسية وتعزيز قدرتهم على التعامل مع البيئة المدرسية".

أثر النوم على صحة الأطفال\ shutterstock
أثر النوم على صحة الأطفال\ shutterstock

كيف نساعد الأطفال على النوم بشكل أفضل لفترة أطول؟

هناك عدة نصائح قد تساعد الآباء في إقناع أطفالهم بالذهاب إلى الفراش في الوقت المحدد، منها: 

الحفاظ على روتين نوم معين للأطفال 

بحسب دراسة من جامعة سانت جوزيف ومستشفى فيلادلفيا للأطفال، فإنَّ تحديد موعد ثابت للنوم لا يُسهّل خلودهم إلى النوم فحسب، بل يمكن أن يساعد أيضاً في تقليل السلوكيات الإشكالية المتعلقة بالنوم. أثبتت أيضاً الدراسة نفسها أنَّ وجود روتين منتظم للنوم يُحسّن أيضاً "الحالة المزاجية للأم".

الابتعاد عن المشتتات 

مع حلول موعد النوم يجب الانتباه إلى ضرورة الابتعاد عن ممارسة أنشطة مثل مشاهدة التلفاز أو استخدام الأجهزة الإلكترونية أو الركض هنا وهناك. بدلاً من ذلك يمكن استبدال هذه الأنشطة بالقراءة والغناء والاستحمام والعناق؛ لأن هذه الأنشطة تساعد في تحسين الحالة المزاجية وتطور اللغة وتعزيز الترابط العاطفي بين الوالدين والطفل. 

تشجيع الطفل على الخلود إلى الفراش

توفير عناصر المتعة والاسترخاء في غرفة نوم الأطفال يعتبر حافزاً ومشجعاً لجعل الأطفال يشعرون بالحماسة عندما يحين وقت النوم، ويأتي موعد الذهاب إلى الفراش، والتي تبدأ بتوفير مرتبة جيدة تمنح طفلك الشعور بالراحة.

إضافة إلى المرتبة يمكن تزيين غرفة النوم ببعض العناصر التي تجعلها ملاذاً آمناً للنوم.

اجعلي وقت النوم تجربة إيجابية

ربما يكون الكلام أسهل من الفعل، لكن حتى لو كان طفلك يعاني من صعوبة في الالتزام بروتين النوم المُحدّد له، فمن الضروري أن يظل هذا الروتين تجربة إيجابية.
وربما من المفيد مكافأة طفلك عندما يلتزم بالبقاء في سريره بعبارات التشجيع الإيجابية وتقديم الوجبات الخفيفة الصحية والهدايا في صباح اليوم التالي.

حتى عندما ينهض من الفراش العديد والعديد من المرات، فمن الأفضل عدم المعاقبة على سلوك حدث بالليلة السابقة في صباح اليوم التالي.

قد يؤدي ربط روتين الخلود إلى النوم بسلوك سلبي إلى جعل طفلك ينظر إلى النوم باعتباره عقوبة، ما يجعل عملية الخلود إلى النوم بأكملها شيئاً يريد الهروب منه.

النشاط خلال النهار

يعتبر النشاط البدني للأطفال في فترة النهار أحد أفضل الطرق لضمان أنه يذهب للفراش بسرعة عندما يحين وقت النوم.
خاصة بعد استنفاد طاقته أثناء النهار من خلال ممارسة نشاط بدني، يحافظ على إبقاء جسده في حالة نشاط وحركة. تكشف دراسات أنَّ الأطفال يستغرقون 3 دقائق إضافية للخلود إلى النوم مقابل كل ساعة من اليوم يكونون فيها غير نشطين.

علامات:
تحميل المزيد