تعتبر العربة الملكية الذهبية واحدة من بين العربات الثلاث الأقدم في بريطانيا، التي يبلغ عمرها أزيد من 260 سنة، ويتم استعمالها خصيصاً من أجل مراسم تنصيب الملوك.
وبعد أن كان آخر استعمال لهذه العربة شهر يونيو/حزيران من سنة 2022، خلال الاحتفال باليوبيل البلاتيني للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، ستجوب هذه العربة من جديد شوارع لندن من أجل نقل الملك تشارلز وزوجته كاميلا، للعودة إلى قصر بكنغهام، بعد انتهاء مراسم تصيبه ملكاً للبلاد، شهر مايو/أيار المقبل.
العربة الملكية الذهبية للمناسبات الخاصة
تمتاز العربة الملكية الذهبية البريطانية بمكانة خاصة، كونها قطعة فنية فريدة، تحكي تاريخ تنصيب ملوك بريطانيا ابتداء من الملك جورج الرابع، إضافة إلى استعمالها في العديد من المناسبة الخاصة، من بينها خلال وفاة الملك ألبرت سنة 1861.
وقد تم تشييد هذه العربة على مدار سنتين من الزمن، في عهد الملك جورج الثالث، وكانت جاهزة للاستعمال لأول مرة سنة 1762، حيث تم تدشينها في مراسم حفل الافتتاح الرسمي للبرلمان.
وقد صُممت على يد المستشار المعماري للملك جورج الثالث السير ويليام تشامبرز، فيما قام ببنائها صانع العربات صموئيل بتلر، الذي قام بتسليمها بعد سنة من الموعد الذي كان محدداً له، بسبب الأشغال الكبيرة التي احتاجتها لتكون جاهزة.
تصميم العربة الملكية الذهبية
صُنعت العربة الملكية الذهبية من نوع خشب صلب، وتم طلاؤها بطلاء ذهبي اللون، ورصعت بالذهب، ومنه حصلت على اسمها الذي اشتهرت به إلى غاية يومنا هذا.
كما أنه تم تزيينها من الخارج، في أطراف العربة فوق كل عجلة بمنحوتات مزخرفة من الكروبين والتريتون، لترمز للوحدة الوطنية والقوة.
كما تمت إضافة منحوتات على شكل أشجار النخيل، وأخرى ترمز إلى خوذات المحاربين، وذلك احتفالاً بانتصارات البحرية البريطانية.
أما عند النظر إلى العربة من الداخل، فتجد أنها تم تنجيدها بقماش من المخمل والساتان، وتمت إضافة لوحات فنية خاصمة معلقة في السقف.
يبلغ طول العربة حوالي 23 قدماً، أي ما يعادل 7 أمتار ونصف المتر، وعرضها 12 قدماً، أي ما يقارب 4 أمتار، ولا يمكن تحريكها إلا في حال جرها من طرف 8 خيول، التي يجب أن تمشي بخطى سريعة.
أبرز استعمالات العربة
تم استخدام العربة الملكية الذهبية لأول مرة في مراسم التتويج، عندما أصبح تشارلز الرابع ملكاً لبريطانيا، سنة 1830م.
كما كان يستعملها للتنقل خلال الاحتفالات والمناسبات الملكية الكبرى، إلى غاية وفاة الأمير ألبرت سنة 1861، ولم يتم استعمالها بعد ذلك.
أعاد الملك إدوارد السابع إحياء استخدام هذه العربة سنة 1902، خلال مراسم تتويجه، وقد استمر بعد ذلك تقليد استعمالها خلال مراسم تتويج بقية ملوك بريطانيا.
وكانت آخر مرة يتم فيها استعمال هذه العربة من أجل الترسيم كانت سنة 1952، أي قبل 70 عاماً من الآن، عندما أصبحت إليزابيث الثانية ملكة لبريطانيا.
وحسب وثائقي بثته هيئة الإذاعة البريطانية عام 2018، فإن الملكة إليزابيث لم تكن تجد هذه العربة مريحة، ومناسبة للسفر لمسافات طويلة، بالرغم من أنه تم ترميمها أربع مرات منذ استعمالها لأول مرة.
وقد ظهرت هذه العربة بعد ذلك ثلاث مرات فقط أمام سكان مدينة لندن، الأولى كانت سنة 1977 عند الاحتفال بمناسبة اليوبيل الفضي، والثانية سنة 2002 احتفالاً باليوبيل الذهبي، ثم سنة 2022 للاحتفال باليوبيل البلاتيني.
وستكون رابع مرة تظهر فيها العربة الملكية الذهبية خلال حفل تتويج الملك تشارلز الثالث، الذي تولى منصب ملك بريطانيا بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث شهر سبتمبر/أيلول من سنة 2022.