وصف خبراء الطيران أحد طياري جنوب إفريقيا بأنه "بطل" خلال الأسبوع الجاري، بعد أن دخل في مواجهةٍ غير متوقعة مع ثعبان سام على ارتفاع 3,350 كم في الهواء، وتمكن من الهبوط بأمان رغم ظهور الأفعى تحت مقعد الطيار في قمرة القيادة، بحسب صحيفة New York Times الأمريكية.
وضحك رودولف إراسموس (30 عاماً) على الواقعة خلال مقابلةٍ أجراها يوم الجمعة، 7 أبريل/نيسان. لكن إراسموس والركاب الأربعة -جميعهم زملاؤه- لم يتبادلوا أي نكات عن "وجود ثعابين على الطائرة" في يوم الإثنين، 3 أبريل/نيسان. إذ لاحظ الطيار يومها وجود الكوبرا البيضاء، التي تُعدّ من أخطر ثعابين البلاد، وهي تتجول داخل قمرة القيادة.
وكانت المجموعة في القسم الثاني من رحلتها بين كيب الغربية ومبومبيلا في شرق البلاد، عندما شعر إراسموس -الذي يعمل طياراً لشركة استشارات هندسية- بشيءٍ غير عادي. حيث قال: "انتابني شعور بالبرودة أسفل قميصي، وأسفل منطقة الورك".
وظن في البداية أن الماء يتسرب من زجاجته، لكنه رأى رأس الثعبان تحت قدميه بمجرد أن التفت لليسار. وقدّر إراسموس أن طول الثعبان كان يتراوح بين 120 و150 سم.
وقال: "دخلت في حالة صمت وذهول للحظات، وكأنني لا أصدق الأمر، وكأن عقلي لم يقتنع بما يحدث".
وقبل وقت قصير من انطلاقه في رحلته لذلك اليوم، أخبره عمال المطار برصد كوبرا بيضاء تصعد إلى محرك الطائرة من طراز بيتشكرافت بارون 58، وهي طائرة صغيرة لا تتسع سوى لبضعة ركاب. لكنه قال إنهم لم يعثروا على الأفعى قبل الإقلاع، ولهذا افترضوا أنها قد غادرت من تلقاء نفسها.
ضيف غير مرغوب على الطائرة
وعلى متن الطائرة، كان إراسموس يدرس خطواته التالية جيداً؛ إذ كان يخشى أن تنزلق الأفعى إلى مؤخرة قمرة القيادة، مما سيثير حالة ذعرٍ بين الركاب. ولهذا تحدث إلى ركابه عبر سماعات الرأس، ليخبرهم بوجود ضيف غير مرغوب فيه على متن الطائرة.
وقال إراسموس: "لم يُصب أحد بالذعر أو الهستيريا بسبب الأفعى، وساد الصمت التام المقصورة للحظات".
ولم يستغرق إراسموس وقتاً طويلاً في الترتيب للهبوط في أقرب مطار. وأوضح: "من المؤكد أنها كانت أطول 10 أو 15 دقيقة في حياتي".
ونزل الركاب من الطائرة واحداً تلو الآخر بعد الهبوط، بينما كان إراسموس آخر المغادرين. حيث أوضح: "حركت الكرسي للأمام قليلاً أثناء وقوفي في جناح الطائرة، فرأيت الثعبان وهو يلتف في حزمةٍ صغيرة أسفل مقعدي".
لم يعثروا على الأفعى
ووصل مُروضو الأفاعي إلى مكان الحادث في وقتٍ لاحق، لكنهم لم يعثروا على الأفعى ثانيةً. وظل مكان الأفعى مجهولاً بعد يومين من البحث، والفك والتركيب لقطع الطائرة.
وأثنى بوبي خوزا، مدير هيئة الطيران المدني في جنوب إفريقيا، على "كيفية تعامل الطيار مع ما كان يُحتمل أن يتحول إلى حادثة جوية كبيرة". وأردف في تصريحاته: "لقد حافظ على رباطة الجأش في مواجهة موقفٍ خطير، وتمكّن من الهبوط بالطائرة بسلام، دون أن يتعرض هو أو ركابه للأذى".
في ما قال ريتشارد ليفي، خبير الطيران والطيار المتقاعد من شركة American Airlines: "إنه بطل في رأيي".