يسعى أرباب العمل في بريطانيا لاجتذاب الموظفين من جيل "زد" واستبقاء العاملين لديهم، سعياً لشغل الوظائف الشاغرة، من خلال عرض مزايا جديدة في العمل، وسط أزمة نقص الموظفين المستمرة في البلاد، بحسب وكالة Bloomberg الأمريكية، الخميس 6 أبريل/نيسان 2023.
الوكالة أشارت إلى أنه من بين أحدث المزايا التي عرضتها الشركات في هذا السياق، ميزة المغادرة مبكراً في آخر أيام العمل بالأسبوع.
ساعات عمل أقل
يأتي ذلك في وقت شهدت فيه بوابة التوظيف عبر الإنترنت Adzuna زيادة حادة في الإقبال على الوظائف التي تقدم ساعات عمل أقل يوم الجمعة (آخر أيام العمل بالأسبوع)، ما يعني بداية عطلات نهاية الأسبوع قبل بضع ساعات من موعدها المعتاد.
وقد زادت إعلانات الوظائف التي توفر ميزة "انتهاء العمل مبكراً يوم الجمعة" على الموقع من 583 إعلاناً فقط في شهر مارس/آذار منذ 5 سنوات (قبل جائحة كورونا) إلى 1426 إعلاناً في الشهر ذاته من هذا العام.
تشير البيانات التي قدمتها شركة Adzuna لوكالة Bloomberg الأمريكية، إلى أن الامتيازات الجديدة تستهدف صغار الموظفين، الذين تتراوح رواتبهم بين 20 ألف جنيه إسترليني (25 ألف دولار أمريكي)، و40 ألف جنيه إسترليني (50 ألف دولار). وتبدو كذلك أكثر شيوعاً في وظائف معينة، فقد عرضت المنصة يوم الإثنين، 3 أبريل/نيسان، 348 فرصة عمل بساعات عمل أقل يوم الجمعة في مجال الهندسة، و207 فرص في مجال التسويق والمبيعات، و156 فرصة في مجال تكنولوجيا المعلومات، و90 فرصة لحديثي التخرج.
"يطالبون بالمزيد"
وفي السياق، قال أندرو هانتر، الشريك المؤسس لشركة Adzuna، في بيانٍ عبر البريد الإلكتروني، إن هذا التغير يدل على أن الموظفين صاروا "يطالبون بالمزيد" من الامتيازات من أصحاب العمل بعد جائحة كورونا، "فالباحثون عن عمل صاروا يرون أن الشركة التي تقدم امتياز العمل لساعات أقل يوم الجمعة، تميل إلى المرونة في التعامل مع ساعات العمل، وتهتم براحة موظفيها، وهما عاملان لهما أهمية قصوى في سوق الوظائف اليوم".
وتنوعت قائمة الشركات التي تقدم هذه الميزة بين شركات متوسطة وشركات كبيرة. فقد قدَّمت شركة DCK للأزياء ميزة البداية المبكرة لعطلة نهاية الأسبوع، في قائمة مزاياها لحديثي التخرج الراغبين في العمل بقسم التسويق. وعرضت شركة "رايثيون" الأمريكية لصناعات الطيران العسكرية الميزةَ نفسها في إعلانٍ لوظيفة مدير عقود.
4 أيام عمل بدلاً من 5
لا يعد هذا أول امتياز تعرضه الشركات لجذب الموظفين وسدِّ العجز غير المسبوق في الوظائف الشاغرة، فقد سبق أن عرضت بعض الشركات ميزة العمل أربعة أيام فقط في الأسبوع.
إلى ذلك، قالت إيما، وهي موظفة تبلغ من العمر 21 عاماً وتعمل بإحدى شركات النشر الموسيقي في لندن، إن شركتها تخطط لتقليل ساعات العمل يوم الجمعة خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، وهي سعيدة بفكرة الانتهاء من العمل مبكراً يوم الجمعة، والاستمتاع بجمال الطقس في عطلة نهاية الأسبوع.
وأشارت إيما إلى أن تقليل ساعات العمل رسمياً يعني كذلك أنه يمكن للموظفين الحصول على يوم إجازة إضافي من العمل عند حجز الإجازات، ولن يُحتسب يوم إجازة كاملاً، بل نصف يوم.
التشكيك في جدوى المزايا
ومع ذلك، لا يزال بعض المتابعين يشككون في جدوى هذه المزايا لجذب الموظفين الأصغر سناً.
وكتب لويس كيمب، من شركة Lightbulb Media البريطانية، على موقع لينكد إن للتوظيف مؤخراً: "الثقة والاحترام والرواتب المناسبة أكثر قيمة بكثير من البيتزا والعطلات و(انتهاء العمل مبكراً يوم الجمعة)".
رغم محاولات أصحاب العمل والشركات في بريطانيا تعديل شروط العمل وتحسين ظروفه، فإن ذلك لم يخفف حتى الآن من مشكلة نقص العمالة في البلاد. وذلك لأن عدد الأشخاص في سن العمل بين القوى العاملة قد انخفض بمقدار 216 ألفاً عما كان عليه قبل الوباء، وهو أحد أبرز الأسباب التي جعلت بريطانيا الدولة الوحيدة بين الدول الصناعية السبع الكبرى التي لم يتعافَ اقتصادها حتى الآن إلى مستوياته ما قبل جائحة كورونا.