نشرت شركة "ميتا" المالكة لموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الأربعاء 5 أبريل/نيسان 2023، نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه التعرف على العناصر داخل الصور، إلى جانب مجموعة بيانات من التعليقات التوضيحية على الصور، قالت إنها "الأكبر من نوعها على الإطلاق".
قسم الأبحاث بالشركة قال في منشور، إن نموذجها المعروف باسم (نموذج تقسيم أي شيء)، أو (إس.إيه.إم)، يمكنه تحديد العناصر الموجودة في الصور ومقاطع الفيديو، حتى لو لم يكن قد تعامل مع تلك العناصر خلال تدريبه.
باستخدام نموذج (إس.إيه.إم)، يمكن تحديد العناصر من خلال النقر عليها أو كتابة اسمها، وفي أحد العروض التوضيحية، دفعت كتابة كلمة "قطة" الأداة إلى وضع مربعات على كل واحدة من القطط الموجودة في الصورة.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربيرغ، إنَّ دمج مثل هذه "الوسائل الإبداعية المساعدة" للذكاء الاصطناعي في تطبيقات "ميتا" يمثل أولويةً هذا العام، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
تستخدم ميتا داخلياً تقنية مشابهة لنموذج (إس.إيه.إم) لمهام مثل وضع علامات على الصور ومراجعة المحتوى المحظور، وتحديد المنشورات التي يتم ترشيحها لمستخدمي "فيسبوك" و"إنستغرام"، وقالت الشركة إن إطلاق نموذج (إس.إيه.إم) سيوسع نطاق الوصول إلى هذا النوع من التكنولوجيا.
يأتي هذا فيما تعلن شركات التكنولوجيا الكبرى عما تحققه من طفرات في مجال الذكاء الاصطناعي، منذ أن أحدث روبوت الدردشة "تشات جي.بي" التابع لشركة "أوبن إيه.آي" المدعوم من شركة مايكروسوفت، ضجة كبيرة، مما أدى إلى موجة من الاستثمارات وسباق للسيطرة على الساحة.
كانت شركة "مايكروسوفت" (وورد، أكسيل، باور بوينت، تيمز، أوتلوك…) ومنافستها "جوجل" (جوجل دوكس، جي مايل)، قد أعلنتا في منتصف مارس/آذار 2023، أنهما سيدمجان تقنية الذكاء الاصطناعي في برامجهما المعلوماتية التي تستخدمها الشركات، وذلك "في غضون أشهر قليلة". وأعلنت الشركتان انطلاق مرحلة التجارب.
في موازاة ذلك، يتزايد عدد الدراسات للتكهّن بالتأثير الكبير الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي على عالم الأعمال، مع تضرر مئات الملايين من الوظائف أو حتى الاستعاضة عنها، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
يقول نيكولا غوديميه، وهو متخصص بالذكاء الاصطناعي لدى شركة "وان بوينت"، إن "مختلف الأنشطة في المجالات كلها ستتأثر" بالذكاء الاصطناعي.
كما تشير دراسة حديثة أجراها مصرف "غولدمان ساكس"، إلى أنّ نحو ثلثي الوظائف الحالية في العالم قد تصبح آلية بدرجات متفاوتة، فيما سيحلّ الذكاء الاصطناعي التوليدي (الذي ينشئ محتوى) محل نحو ربع المهام.
توصل المصرف إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يساهم في جعل ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل، آلية، فيما ستكون الوظائف الإدارية والقانونية الأكثر تضرراً، إلا أنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي سيساهم من ناحية أخرى، في إيجاد فرص عمل جديدة ومهن حديثة.