أعلنت الحكومة البريطانية، أنها تعتزم قريباً حظر مادة أوكسيد النيتروجين، والمعروفة باسم "غاز الضحك"، التي تحظى بشعبية متزايدة، فيما تسعى الحكومة إلى جعل بيع عبوات هذا الغاز مسموحاً فقط "للأغراض المناسبة".
وزير الإسكان والمجتمعات المحلية مايكل غوف، قال في تصريح لقناة "سكاي نيوز الإخبارية البريطانية، إن "أي شخص أتيحت له الفرصة للسير في حدائق مدننا الكبيرة قد رأى هذه العلب الفضية الصغيرة"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أضاف الوزير أن المستخدمين لـ"غاز الضحك"، "لا يكتفون بتخريب الأماكن العامة فحسب، بل يتناولون أيضاً مادة يمكن أن يكون لها تأثير نفسي وعصبي وتساهم في السلوك المعادي للمجتمع".
لفت مايكل غوف إلى أنه لهذا السبب "نحتاج إلى تضييق الخناق على المظاهر الجديدة لتعاطي المخدرات، وعبوات غاز الضحك هذه آفة متنامية".
يُستخدم أكسيد النيتروجين في الأساس من المجتمع الطبي كمخدر، وأيضاً في شفاطات المطبخ، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حذر مركز المراقبة الأوروبي للمخدرات والإدمان من زيادة "مقلقة" في الاستخدام الترفيهي لأكسيد النيتروجين في مناطق معينة من أوروبا.
هذه الشعبية المتزايدة، خصوصاً بين الشباب، مردها بشكل رئيسي إلى توافر هذه المادة بسهولة وسعرها المنخفض، وكانت هولندا قد حظرت حيازة وبيع أكسيد النيتروجين منذ الأول من يناير/كانون الثاني 2023.
ما غاز الضحك؟
غاز الضحك هو أكسيد النيتروجين، وهو مادة عديمة اللون والرائحة، عند استنشاق هذا الغاز، فإنه يُبطئ من وقت رد فعل الجسم، وهذا يؤدي إلى الشعور بالهدوء والبهجة، ويمكن استخدام "غاز الضحك" لعلاج الألم، وهو يعمل أيضاً بمثابة مهدئ خفيف.
لهذا السبب، يستخدم أحياناً هذا الغاز قبل إجراءات طب الأسنان لتعزيز الاسترخاء وتقليل القلق والتوتر، ويعمل غاز أكسيد النيتروجين سريعاً بمثابة مسكن، لكنه لا يستغرق وقتاً طويلاً حتى تتلاشى آثاره.
اكتشف الكيميائي همفري ديفي أكسيد النيتروجين في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وقد استُخدم طبياً لسنوات عديدة، لكن له العديد من الاستخدامات الأخرى، فغالباً ما يُستخدم في صناعة تجهيز الأغذية، وصناعة أشباه الموصلات، وهي مواد صلبة تكون مقاومتها الكهربائية ما بين الموصلات والعوازل.
يوجد أكسيد النيتروجين بشكل شائع في علب معدنية مضغوطة، تفتح العلبة وينقل الغاز إلى وعاء، عادةً ما يكون بالوناً، ثم يستنشق من البالون، واستنشاق أكسيد النيتروجين مباشرةً من العلبة أمر خطير للغاية لأن الغاز يتعرض لمثل هذا الضغط العالي، ويمكن أن يُسبب تشنجاً في عضلة الحلق وإيقاف تنفس الشخص.
يُبطئ أكسيد النيتروجين عقلك واستجابات جسمك، وتختلف آثاره حسب مقدار الاستنشاق، ويمكن أن يتسبب تلقي "غاز الضحك" بمشاعر النشوة والاسترخاء والهدوء، ونوبات الضحك، ومن هنا جاءت تسميته "غاز الضحك"، وحدوث الهلاوس السمعية والبصرية، فترى أو تسمع أشياء غير موجودة.
يعتمد طول المدة التي تستغرقها التأثيرات أيضاً على مقدار ما تناولته، وحجم جسدك، وما إذا كنت قد تناولت الطعام أم لا، وما هي الأدوية الأخرى التي تناولتها أيضاً.
وعلى الرغم من أن الآثار الجانبية يمكن أن تحدث بمُجرد استنشاق أكسيد النيتروجين، فإن العديد من الذين استنشقوا الغاز ليس لديهم ردود فعل أو مضاعفات سلبية على الإطلاق.
عندما تحدث الآثار الجانبية، فإنها تحدث غالباً نتيجة لاستنشاق الكثير من الغاز أو استنشاق الغاز بسرعة كبيرة، وتشمل الآثار الجانبية الشائعة على المدى القصير: التعرق المُفرط، الصداع، الارتجاف، الغثيان، القيء، الدوخة، الإعياء، ويُعاني بعض الأشخاص أيضاً من الهلوسة.